نصر المجالي: وجه الكرملين صفعة لرئيس تركيا بنفي أي لقاء محتمل للرئيس الروسي معه في اسطنبول يوم الخامس من مارس المقبل، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن جدول أعمال الرئيس لا يتضمن زيارة إلى إسطنبول في 5 مارس، ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هناك.

قال بيسكوف للصحافيين: "حتى الآن ليست هناك خطط في الخامس من مارس لعقد هذا الاجتماع". وفي رد على سؤال حول ما إذا كان من المقرر أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة لإسطنبول في 5 مارس، أجاب بالنفي.

وأضاف بيسكوف، قائلا: "في الخامس من مارس، لدى الرئيس بوتين خطط عمل أخرى". كما أكد بيسكوف أن هناك مشاورات وأعمالا على مستوى الخبراء بين روسيا وتركيا، حيث يناقشون في المقام الأول الوضع في إدلب السورية.

وكان أردوغان، أعلن يوم الثلاثاء أمام التكتل البرلماني لحزب العدالة الحاكم الذي يتزعمه، أنه من المرجح أن يجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اسطنبول، يوم 5 مارس المقبل. وهناك احتمال أن تكون هناك محادثات ثنائية ورباعية.

ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان، قوله: "نريد تطبيق كل ما ينص عليه اتفاق سوتشي، يجب الوفاء بمقتضيات الاتفاق، ومن غير الممكن أن نقدم تنازلات في هذا الخصوص".

معركة إدلب

وإلى ذلك، قال تقرير صحفي بريطاني إن بوتين وجه إهانة لحليفه في سوريا أردوغان في معركة إدلب. ونشرت صحيفة (التايمز) تقريرا لمراسلها في بيروت ريتشارد سبنسر، قال فيه: إنه بالنسبة لتركيا "كان التقدم السريع لقوات الأسد تعبيرا واضحا عن فشل سياستها بوضع ثقتها في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاعتماد عليه في كبح جماح نظام الأسد شمال غربي سوريا".

وأضاف: أنه على الرغم من قرار"أردوغان بالسعي إلى تحالف مع روسيا في نهاية العام 2015 الذي كان بمثابة تغيير جيوسياسي لتوزيع القوى والتحالفات في المنطقة إلا أن تركيا وروسيا اللتين تربطهما علاقة عداوة تاريخية، وجدتا نفسيهما على طرفي النقيض في الساحة السورية سريعا".

ويواصل سبنسر قائلا إن "أردوغان أدرك منذ تدخل روسيا في الصراع خلال ذلك العام أن روسيا تلقي بثقلها خلف نظام الأسد وأن هذا التدخل سيكون حاسما لذلك سعى الى عقد التحالف مع بوتين ظنا منه أنه السبيل الوحيد ليكون لبلاده يد في مخرجات الصراع".

وفي الختام، يشير التقرير الصحفي إلى أن أردوغان قال الثلاثاء إنه يجهز لاجتماع دولي بحضور روسيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة الوضع في إدلب، لكنّ متحدثا باسم الحكومة الروسية (الكرملين) نفى وجود أي خطط لذلك، لكن أردوغان أوضح لاحقا أنه لو فشلت القمة الدولية، سيقوم بترتيب مقابلة شخصية مع بوتين فرد عليه الكرملين بأنه لا توجد خطط بهذا الخصوص أيضا، ويصف الصحافي ذلك الموقف قائلا إن "روسيا وضعت أردوغان في موقف مهين".