بريشتينا: واجه رئيس وزراء كوسوفو الجمعة انتقادات بشأن خطته المتعلقة برفع جزئي للرسوم على سلع صربية مستوردة إذ دان دبلوماسي أميركي الخطوة معتبرا عدم رفع الرسوم بالكامل "خطأ كبيرا".

يمارس الغرب ضغوطا على كوسوفو منذ أشهر لإلغاء الحاجز التجاري الذي يسمم العلاقات المتوترة أصلا مع صربيا، عدو الحرب السابق، منذ أواخر 2018.

لكن "الإجراء النصفي" الذي أعلنه رئيس الوزراء ألبين كورتي الخميس سرعان ما انتقدته الولايات المتحدة، أهم حلفاء كوسوفو.

وغرّد ريتشارد غرينيل الموفد الأميركي إلى كوسوفو وصربيا الذي عينته واشنطن مؤخرا رئيسا بالانابة للاستخبارات الوطنية "موقفنا واضح جدا: يجب إلغاء الرسوم كليا". اضاف غرينيل المعروف بأسلوبه الحاد "السيد كورتي يرتكب خطأ كبيرا".

وتقضي خطة كورتي برفع الرسوم أولا على مواد خام ثم إلغائها بالكامل في أبريل، ولكن فقط إذا قامت صربيا ايضا بإظهار حسن نوايا.

غير أن رئيس صربيا الكسندر فوسيتش كان على ما يبدو غير راض وقال للصحافيين "سننتظر أن يقوموا بإلغاء الرسوم (كليا) ثم نتحدث".

والرسوم البالغة نسبتها 100 بالمئة تمثل مصدرا جديدا للعداء بين الجارين في البلقان، واللذين لا تزال العلاقات بينهما متوترة بعد 20 عاما على انفصال كوسوفو في حرب. ولم تعترف صربيا باستقلال كوسوفو الذي أعلنته عام 2008 وسعت بشدة إلى إبقائها خارج المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة.

من شروطه لإلغاء الرسوم بشكل كامل، يطالب كورتي بلغراد بوقف مساعيها لإقناع دول أخرى بالعودة عن اعترافها بكوسوفو.
المسألة قسمت العالم فمعظم دول الغرب تعترف باستقلال كوسوفو بعكس حليفي صربيا في موسكو وبكين. وتعرض كورتي أيضا لنكسة من حلفاء ومعارضين في الداخل.

شريكه الآخر في الائتلاف الحكومي "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" هدد بالانسحاب من الحكومة في حال عدم "إلغاء الرسوم بدون شروط"، وفق ما ذكر نائب رئيس الحكومة عبدالله حوتي لوسائل إعلام محلية.

غير أن كورتي حصل على دعم محدود من الاتحاد الأوروبي الذي رحب "بخطوة أولى" نحو استئناف المحادثات برعاية بروكسل بين صربيا وكوسوفو، والتي توقفت عقب فرض الرسوم في أواخر 2018.

في تلك الأثناء تعمل الولايات المتحدة على مسار مختلف مع رعاية غرينيل لاتفاقات لشق طرق برية وسكك حديد تربط بينهما.