إيلاف من الرياض: علقت السعودية دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة بشكل مؤقت، لإجراءات احترازية بسبب تفشي فيروس كورونا، في حين استثنت الاجراءات اؤلئك الذين مضى على تواجدهم في المملكة 14 يوماً ولم تظهر عليهم علامات الإصابة بالفيروس.

ضمن هذا السياق، تحدث إلى "إيلاف" عدد من الكتاب والمحللين حول هذا القرار الذي اجمعوا على وصفه بالايجابي والصائب.

في صالح المواطنين

يقول صدقة فاضل عضو مجلس الشورى السعودي والأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، "إن تعليق زيارة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بسبب تفشي فايروس كورونا قرار صائب وجيد ويصب في مصلحة مواطني تلك الدول وغيرهم من زوار المشاعر المقدسة وهو تعليق مؤقت وسيزول بزوال السبب".

خطوة موفقة

من جهته يقول الدكتور فهد عبدالعزيز الخريجي أستاذ الإعلام السياسي إنّ القرار السعودي "خطوة موفقة ويعود السبب في ذلك إلى أن بعض مواطني دول مجلس الخليج قد يصبحون ناقلين للفيروس بسبب تواصلهم مع مناطق انتشار الوباء، حيث تأكد هذا الأمر ولم يعد فرضية".

يضيف: "أنا على يقين أن الجميع يقدّرون القرار السعودي القائم على درء المفسدة أولى من جلب المصلحة".

المشاعر المقدسة... الأكثر ازدحاما

ويتحدث الأستاذ في جامعة القصيم يوسف الرميح عن هذا القرار قائلا "لا شك أن إيقاف العمرة مؤقتا دليل وعي وصحة وجودة، لأن مكة والمدينة فيهما درجة عالية جدا من الازدحام وقد ينتقل المرض للآخرين هناك والوقاية دائما خير من العلاج لذلك من المهم جداً مثلما يحفظ امن وسلامة الحجاج والمعتمرين تحفظ أيضا صحتهم".

يضيف: "والأمر الأهم هو سلامة المعتمرين و يجب أن نقي أنفسنا وهذا مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الطاعون الحكمة والعقل والصحة تقول أننا نعلق الأمور حتى تبين الحقائق لكي لا نعرض حياة الناس للخطر نحن نعرف درجة الازدحام الهائلة في مكة والمدينة التي تصل إلى أعلى درجات الازدحام في العالم، وهناك فرصة كبيرة لانتشار الفيروس إذا من الحكمة أن نصبر ونتعامل بحكمة حتى تبين الأمور، لا مانع من وقف الزيارة في سبيل حماية المعتمرين حتى تتضح الرؤية ولكن المجازفة بحياة الناس وبصحتهم، فهذا خطر جداً، لذلك تبنت الجهات المعنية في المملكة عدم قدوم مواطني دول مجلس التعاون الخليجي لاعتبارات صحية من ضمنها محاربة تفشي فيروس كورونا الخطير حتى يقضى عليه".

اجراءات صارمة

قالت السلطات السعودية إنها "تتابع عن كثب كافة التطورات لانتشار الفيروس وتداعياته بصورة مستمرة، وتتم مراجعة الإجراءات الاحترازية وفق ما يستجد وستتخذ الإجراءات الإضافية إذ دعت الحاجة لذلك".

ولم تسجل السعودية اي اصابة بالفيروس على اراضيها ولكن معظم البلدان المجاورة سجلت عشرات الحالات في الايام الاخيرة غالبيتهم اشخاص عائدون من ايران حيث اودى الفيروس بحياة 34 شخصا في حصيلة هي الاعلى بعد تلك المسجلة في الصين.

وقالت الخارجية السعودية ان الامر يتعلق ب"تعليق موقت" ينطبق على مواطني سلطنة عمان والإمارات والبحرين وقطر والكويت ولكنها لم تحدد ما إذا كان الحظر ينطبق أيضا على السعوديين.

واشارت الوزارة الى ان قرارها هذا يُستثنى منه "مواطنو مجلس التعاون الذين مضى على تواجدهم في المملكة 14 يوما متصلة ولم تظهر عليهم علامات الاصابة بالفيروس".

واضافت الوزارة "تؤكد حكومة المملكة بأنها تتابع عن كثب تطورات انتشار الفيروس وتداعياته بصورة مستمرة، وأنه تتم مراجعة الإجراءات الاحترازية وفق ما يستجد، وسوف يتم اتخاذ إجراءات إضافية إذا استدعت الحاجة ذلك".

وكانت السعودية علقت ايضا الخميس بشكل موقت دخول الراغبين بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة، في إجراء احترازي غير مسبوق يرمي إلى منع وصول فيروس كورونا المستجدّ إلى المملكة ويثير تساؤلات حول موسم الحج الذي ينطلق في يوليو.

كما قرّرت "تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكّل انتشار فيروس كورونا الجديد منها خطراً"، من دون أن تحدّد فترة زمنية للتعليق.