براتيسلافا
Getty Images
الآلاف احتشدوا يوم 21 فبراير في العاصمة براتيسلافا وهو يوم اغتيال الصحفي وخطيبته لإحياء ذكراهما

يتوجه الناخبون في سلوفاكيا إلى صناديق الاقتراع في أول انتخابات عامة منذ اغتيال صحفي استقصائي وخطيبته في عام 2018.

وكان مقتل يان كوزياك وخطيبته مارتينا كوسنيروفا بالرصاص قد صدم هذا البلد الأوروبي وأطاح برئيس الحكومة روبرت فيكو، ولكن حزبه الحاكم الديموقراطي الاجتماعي (سمير اس دي) ظل في السلطة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب المتنافسين مع تضخم التأييد لحزب اليمين المتطرف.

وكان كوزياك يتقصى ملفات فساد على أعلى مستوى، وهو الأمر الذي مثل قضية رئيسية لدى الناخبين.

وفي الانتخابات الرئاسية العام الماضي، فازت المحامية زوزانا كابوتوفا المناوئة للفساد رغم أنها جديدة على الساحة السياسية.

زوزانا كابوتوفا
Reuters
المحامية زوزانا كابوتوفا المناوئة للفساد فازت بالرئاسة رغم أنها جديدة على الساحة السياسية

وتم توجيه الاتهامات لأربعة أشخاص في مقتل الصحفي وخطيبته ومن بينهم رجل أعمال شهير.

وكان كوزياك يكتب عن فساد رجال الأعمال في سلوفاكيا، ودعم الاتحاد الأوروبي، والفساد في ضريبة القيمة المضافة، ومحاولات المافيا الإيطالية (ندرانجيتا) إقامة علاقات مع سياسيين.

من الذي يتنافس في الانتخابات؟

تولى رئيس الوزراء بيتر بيليغريني منصبه منذ مارس/آذار عام 2018 وقد ظل حزبه الديموقراطي الاجتماعي (سمير اس دي) يحتفظ بأكبر كتلة برلمانية وعددها 48 مقعدا.

ولكن في أعقاب الاغتيال الذي أجبر فيكو على الاستقالة وأدى لاحتجاجات كبيرة في البلاد تقلص التأييد للحزب بحدة.

وقبل الانتخابات بأسبوع باتت الأمور أسوأ عندما أصيب بيليغريني بالالتهاب الرئوي وألغى جدوله في ذلك الوقت. وقد غرد على تويتر نافيا إصابته بكورونا بعد أن أشار البعض على الانترنت إلى إصابته بالفيروس الجديد.

https://twitter.com/PellegriniP_/status/1232005167580696576

وأشار استطلاع رأي لموقع بوليتيكو إلى أن الحزب الديموقراطي الاجتماعي سيحصل على نحو 17 في المئة من الأصوات، متراجعا عن نسبة الـ 28 في المئة التي حققها في الانتخابات العامة عام 2016.

ويأتي في المرتبة الثانية حزب يمين الوسط الناس العاديين Ordinary People (أو ال ايه ان أو) الذي ارتفعت شعبيته كثيرا في الأسابيع الأخيرة بفضل أجندته في مكافحة الفساد. وقد منحه أحد استطلاعات الرأي المركز الأول بفارق 3 في المئة عن الحزب الديموقراطي الاجتماعي.

قتلت لأنها كشفت المتورطين في فضيحة "أوراق بنما" في بلادها

القبض على رجل أعمال في مالطا في قضية قتل صحفية كشفت عن قضايا فساد

اليوم العالمي لحرية الصحافة: قتل الصحفيين أو احتجازهم في تزايد

أما حزب اليمين المتطرف الشعبوي سلوفاكيا لنا Our Slovakia (ال اس ان اس) فقد ارتفع إلى المركز الثالث بحسب استطلاعات الرأي. ويقود الحزب ماريان كوتليبا الرجل الذي اعتاد ارتداء زي حرس هلينكا، وهي ميليشيا دولة السلوفاك النازية بين عامي 1939 و1945.

وكوتليبا قومي متطرف يريد مغادرة سلوفاكيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حيث يصف هذا التحالف العسكري بأنه منظمة "إرهابية"، كما أنه معاد بشدة للهجرة والغجر.

كولتيبا
Reuters
الزعيم القومي المتطرف كولتيبا

وفي الوقت الذي ينفي فيه الحزب علاقته بالفاشية إلا أنه يتهم دائما بالتطرف.

وتشير الاستطلاعات إلى أنه سيأتي في المركز الرابع والخامس بـ 9 في المئة من الأصوات لكليهما كل من جماعة يسار الوسط سلوفاكيا التقدمية والحزب المعرض الليبرالي زا لودي الذي يجعل على رأس أولوياته مكافحة الكسب غير المشروع، ويعني اسم الحزب من أجل الناس ويقوده الرئيس السابق أندريه كيسكا.

ورغم تقدم الحزب الديموقراطي الاجتماعي إلا أنه لا يبدو أن حلفاءهم الحاليين بصدد الفوز بأصوات كافية تؤهلهم للحصول على مقاعد (نظام القوائم النسبية) مما يطرح المزيد من الشكوك حول قبضة الحزب على السلطة.

كيف كانت الحملة الانتخابية؟

كان اغتيال يان كوزياك بؤرة اهتمام العديد من النشطاء والسياسيين الغاضبين من الفساد، وقد عزز ذلك من التوجه الليبرالي وأحزاب الوسط.

وقد يأتي ائتلاف يدور حول حزب يمين الوسط "الناس العاديين" للسلطة، ليصبح زعيم الحزب إيغور ماتوفيتش رئيسا للوزراء.

سلوفاكيا
EPA
زعيم حزب حزب الناس العاديين إيغور ماتوفيتش

وقال المحلل السياسي غريغوري ميسيزنيكوف لوكالة الأنباء الفرنسية: "السيناريو المرجح هو تشكيل ائتلاف حكومي ليمين الوسط يضم 6 أو 7 أحزاب".

كما أن القومية المتطرفة من علامات هذه الحملة الانتخابية الأمر الذي يوضح لماذا ارتفعت شعبية حزب اليمين المتطرف "سلوفاكيا لنا".

فقد هاجم هذا الحزب علنا في التجمعات الانتخابية أقلية الغجر، ويفضل كوتليبا علاقات أوثق مع روسيا بوتين عن الاتحاد الأوروبي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب قد يضاعف عدد المقاعد التي كان قد حصل عليها في انتخابات عام 2016 وعددها 14 مقعدا.

ولكن تتضاءل فرصة أن يكون لهذا الحزب دور في الحكومة، فقد تعهدت الرئيسة كابوتوفا مؤخرا بأنها ستبذل "كل ما بوسعها" للحيلولة دون تشكيل ائتلاف حكومي يضم هذا الحزب.