نصر المجالي: وجدت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد استقالة وكيل الوزارة الدائم السير فيليب روتنام في قرار مفاجئ كان له وقع القنبلة في الأوساط الرسمية البريطانية، الأمر الذي طرح تساؤلات عن مستقبل الوزيرة.

وأعلن السير ديفيد روتنام، الذي يعتبر أرفع مسؤول في الجهاز المدني البريطاني وخصوصا بوزارة الداخلية، اليوم السبت، متهما وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، بالانخراط في "حملة إعلامية شريرة ومنسقة" ضده.

وفي حين لم تعلق الوزيرة باتيل على استقالة كبير موظفيها، دعت شخصيات بارزة في حزب العمال البريطانية المعارض وزير الداخلية إلى أن تشرح نفسها لمجلس العموم بعد استقالة كبير موظفيها بعد خدمة امتدت 33 عاما في الجهاز المدني.

واتهم السير فيليب، في تصريحات نارية على شاشات التلفزة البريطانية الوزيرة باتيل بالكذب وأنها كانت تمارس "التنمر" والقسوة في مخاطبتها وعلاقاتها مع الموظفين، وقال إنه يعتزم مقاضاة الحكومة معتبرا أنه استقال استباقا لقرار فصل محتمل.

ورداً على رحيل السير فيليب، قال السير كير ستارمر، المرشح لقيادة حزب العمال المعارض خلفا لجيرمي كوربين، إن السيدة باتل عليها "واجب" التقدم بتبريرات وشرح سلوكها لمجلس العموم.

تنمر

وقال فيليب روتنام، إن استقالته من منصبه ككبير الموظفين في وزارة الداخلية، جاءت نتيجة بيئة العمل غير المواتية، وأنه يخطط لاتهام باتيل بممارسة التنمر ضده.

وقال روتنام في بيان "أتخذ هذا القرار بأسف كبير بعد أن أمضيت 33 عاما"، مضيفا: "في الأيام العشرة الماضية، كنت هدفا لحملة إعلامية شريرة ومنسقة".

وأضاف: "زُعم أنني قلت لوسائل الإعلام أشياء ضد وزيرة الداخلية. وهذا أمر خاطئ تماما بجانب العديد من الادعاءات الأخرى". وأشار روتنام إلى أن باتيل "نفت بشكل قاطع أي تورط في هذه الحملة."

وقال: " يؤسفنى أنني لا أصدقها، فهي لم تضطلع بالجهود التي أتوقعها لتنأى بنفسها عن تلك التعليقات". ورفض روتنام عرض الحكومة بـ "التسوية المالية" كوسيلة لتفادي استقالته.

وقال إنه شهد "توترا" مع باتيل أثناء أداء دوره في قيادة نحو 35 ألف موظف مدني بالوزارة.

يذكر أن المتحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية كان دافع بشدة يوم الاثنين الماضي، عن وزيرة الداخلية بريتي باتيل، أمام ما تتعرض له من هجمات واتهامات لا أساس لها من الصحة، وأكد الثقة الكاملة بأداء الوزيرة في ممارستها لمهامها بقوة وصدق.

دفاع جونسون

وقال المتحدث 10 داونينغ ستريت إن رئيس الوزراء عنده ثقة تامة كاملة بوزيرة الداخلية والعمل الحيوي الذي تقوم به، حيث تواجه مزاعم يأن قادة أجهزة الاستخبارات والأمن لا يثقون بمعلوماتها وأنها خلقت أجواء من الخوف لدى المسؤولين.

وأكد أن علاقة الوزيرة باتيل مع جهاز الاستخبارات الداخلي (إم آي 5) قوية وانهما قريبان من بعضهما البعض في الراي والقرار وأن كل ما يتسرب من معلومات فإنه لا يعدو عن كونه "ادعاءات لا أساس لها من الصحة".

هجمة كلامية

وواجهت وزيرة الداخلية هجمة كلامية قاسية وردات فعل عنيفة بعد مزاعم بأنها حاولت الإطاحة بأكبر موظف مدني في الوزارة، وهو السكرتير الدائم، السير فيليب روتنام الذي كان التحق بالعمل في وزارة الداخلية كسكرتير دائم في أبريل 2017 بعد أن سبق له العمل في وزارة النقل لمدة خمس سنوات.

وبقي السير فيليب محتفظا بمنصبه رغم كل الهزات التي واجهها وزراء الداخلية من قبل، حيث كان عمل مع تيريزا ماي ثم أمبر رود ومع ساجد جاويد، كما أنه حافظ على موقعه رغم فضيحة المهاجرين من الكاريبي (Windrush) التي أطاحت الوزيرة رود.

وردا على سؤال حول ما إذا كان السيد جونسون يثق في السير فيليب السكرتير الدائم بوزارة الداخلية، أجاب المتحدث: "رئيس الوزراء لديه ثقة تامة في الخدمة المدنية التي تعمل جاهدة لتحقيق أولويات الحكومة".