يقف العالم اليوم على منعطف خطر، فيبدو أن كل الإجراءات الصحية المتخذة لم تمنع كورونا من التفشي في أغلبية دول العالم، ما ينذر فعليًا بأنه قد يكون خرج عن السيطرة.

ايلاف من بيروت: صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن احتواء التفشي العالمي لفيروس كورونا لا يزال ممكنًا، لكن الفرصة تتضاءل.

وقال غوتيريش للصحافيين في نيويورك: "هذا ليس وقت الذعر، هذا وقت الاستعداد، الاستعداد التام... حان الوقت لأن تعزز كل الحكومات جهودها، وتفعل كل ما بوسعها لاحتواء المرض... نعرف أن الاحتواء ممكن، لكن الفرصة تتضاءل".

وكانت الحكومة الكورية الجنوبية السباقة إلى التخوف من خروج كورونا عن السيطرة، إذ أعربت في 20 فبراير الماضي عن اعتقادها بأن الفيروس يخرج عن السيطرة وبدأ فى الانتشار فى المجتمع الإقليمى.

في هذا السياق، سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تخشى من أن يكون فيروس كورونا قد خرج عن السيطرة؟".

شارك في الاستفتاء 433 قارئًا، أجاب 288 منهم بـ "نعم"، بأغلبية 67 في المئة، فيما أجاب 145 منهم بـ "لا"، بنسبة 33 في المئة.

نقطة حاسمة

رفعت منظمة الصحة العالمية الجمعة أيضًا خطورة انتشار فيروس كورونا الجديد في العالم إلى أعلى مستوى، بعد تأكيد نيجيريا تسجيل أول إصابة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ودعت جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول فيروس "كوفيد-19" المعروف باسم كورونا، محذرة من أن هذه الدول ترتكب خطأ مميتًا إن هي ظنت أنها بمنأى من الفيروس.

وأعلن مدير عام منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الخميس أن فيروس كورونا الجديد بلغ "نقطة حاسمة" عالميًا، مشيرًا إلى أنه خلال اليومين السابقين فاق العدد اليومي للإصابات في العالم نظيره في الصين حيث ظهر الفيروس، محذرًا: "يجب ألا تعتقد أي دولة أنها في مأمن إن لم تسجل إصابات على أراضيها، لأن ذلك سيكون خطأ مميتا، بالمعنى الحرفي، فهذا الفيروس لا يلتزم حدودًا".

وفي مقر منظمة الصحة العالمية بجنيف، قال بروس آيلوورد، الخبير الذي ترأس بعثة خبراء إلى الصين، للصحافيين إن دولًا أخرى ببساطة غير مستعدة لاحتواء الفيروس، مؤكدًا: "عليكم أن تكونوا مستعدين للتعامل مع الفيروس على نطاق أوسع ... ويجب أن يحصل ذلك بسرعة".

حذر مدير الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، من أن مستوى الخطر بلغ ذروته. وقال الدكتور مايك راين إنه "سيكون من غير المفيد" إعلان تفشي الوباء، لأن ذلك يعني "الموافقة على أن كل إنسان على هذا الكوكب سيتعرض لهذا الفيروس" بينما "البيانات لا تشير إلى ذلك حتى الآن"، حسب ما قال راين.

ونصحت منظمة الصحة العالمية سبع دول جديدة وثّقت وجود إصابات بفيروس كورونا الجديد خلال الساعات الماضية، بأن تتحرك بسرعة لاحتواء المرض وإنقاذ الأرواح، حيث انضمت البرازيل واليونان وجمهورية مقدونيا الشمالية وجورجيا والنرويج وباكستان ورومانيا إلى قائمة الدول التي ظهر فيها الفيروس.

إلى أفريقيا

توسع نطاق تفشي الفيروس إلى دول جديدة. ففي نيجيريا، نُقل إيطالي يعمل في البلاد عاد من ميلانو في 25 فبراير إلى المستشفى في ولاية لاغوس بعدما كشفت الفحوصات إصابته بالفيروس. وأوضحت وزارة الصحة النيجيرية أن المريض في حالة مستقرة، ولا تظهر عليه أعراض مقلقة.

وبحسب تقارير صحفية، أحصيت إصابة واحدة في أقل تقدير في الأيام الأخيرة في شمال أفريقيا، في الجزائر. واستغرب بعض علماء الأوبئة من نسبة الإصابات المتدنية جدًا في هذه الدول الأفريقية على الرغم من تردي أنظمتها الصحية، في وقت تجاوز عدد الإصابات 84 ألف إصابة في أكثر من 50 بلدًا حول العالم. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من انتشار المرض في الدول الأفريقية، لما قد يسببه من إصابات وضحايا.

في المكسيك أيضًا، سجلت حالتان لمصابين كانا في إيطاليا.

وأعلنت وزارة الصحة اليونانية الأربعاءعن أول إصابة بالفيروس في البلاد، وهي امرأة في الثامنة والثلاثين من عمرها، سافرت أخيرًا إلى إيطاليا. وأوضح سوتيريس تسيورداس، المتحدث باسم الوزارة، في مؤتمر صحافي أن المصابة "بحالة صحية جيّدة" وهي تعالج في مستشفى في سالونيكي، ثاني المدن اليونانية، في شمال البلاد.

نحن أمام أزمة

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس: "نحن أمام أزمة تفشي وباء (...) وعلينا مواجهته بالطريقة الافضل".

وأكدت فرنسا الجمعة وجود 19 إصابة إضافية بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي عدد المصابين إلى 57 منذ نهاية يناير، في وقت اعلن وزير الصحة اوليفييه فيران ان تفشي الفيروس وصل الى مرحلة جديدة في البلاد.

قال الوزير خلال زيارة إلى منطقة لواز التي شهدت وفاة أول فرنسيّ جراء الفيروس: "في فرنسا، تم بلوغ مرحلة جديدة من الفيروس، وانتقلنا حاليًا إلى المرحلة الثانية (من أصل ثلاث): الفيروس ينتشر في أراضينا وعلينا كبح انتشاره".

سجّلت كوريا الجنوبيّة السبت 594 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، في زيادة هي الأكبر حتّى الآن في البلاد، ليصل بذلك إجمالي حالات الإصابة على أراضيها إلى 2931، مع تأكيد ثلاث وفيّات إضافيّة.

وحضت الحكومة الناس على تجنب التجمعات وعلى البقاء في المنازل في حال حدوث أعراض مثل الحمى أو الصعوبات التنفسية.

أما في الولايات المتحدة، اتهم رئيس أركان البيت الأبيض بالإنابة، ميك مولفاني، الإعلام الأميركي بإثارة الذعر حول فيروس كورونا، أملاً بإطاحة الرئيس دونالد ترمب. وقال: "السبب في إيلائهم الفيروس الكثير من الاهتمام اليوم هو اعتقادهم أن هذا سيؤدي إلى إسقاط الرئيس".

ويبلغ عدد الأميركيين المصابين بالفيروس، 60شخصًا. أضاف مولفاني: "لقد اتخذنا خطوات استثنائية منذ أربعة أو خمسة أسابيع"، في إشارة إلى أمر إدارة ترمب بإغلاق الحدود أمام المسافرين الأجانب القادمين من الصين، حيث نشأ الفيروس. وتمت تغطية هذه الخطوة على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام في ذلك الوقت.