أسامة مهدي: فيما بدأت مصادر عراقية تتداول اسماء مرشحين لخلافة علاوي في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فقد تم الكشف عن اجهاض املاءات إيرانية رافقت الإعداد للتشكيلة، بينما انطلقت دعوات الى حوار بين القوى السياسية والمتظاهرين وضمان توافق وطني شامل.

وقال زعيم ائتلاف العراقية إياد علاوي في تصريح الاثنين تسلمت "إيلاف" نصه ان علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الاعلى علي خامنئي للشؤون الدولية سعى للتدخل وفرض املاءات على العراقيين ومجلس النواب تخص شأناً داخلياً يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية وما وراء ذلك.. موضحا انها "إملاءات واجهها واجهضها صمود الشعب العراقي والمتظاهرين السلميين والشهداء الذين سطروا بدمائهم الزكية في سوح المواجهات السلمية رفض العراقيين لأي تدخل من اي جهة خارجية كانت، يدفعهم ايمانهم بالله وحبهم للوطن، ووقف بعض القادة السياسيين العراقيين انتصارا للارادة العراقية وفي مقدمتهم رفيق دربنا، الاخ العزيز مسعود البارزاني (رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني)".

وثمن علاوي وقوف دول مع العراق وفي مقدمتها الاردن والكويت وبعض الدول الاوربية والولايات المتحدة التي ادانت الاعتداءات على شعب العراق ووعدت بمعاقبة القتلة.

وشدد على ضرورة العمل على انزال اقصى انواع العقوبات بحق قتلة المتظاهرين وفق القانون العراقي وتعويض اهالي الشهداء ومعالجة الجرحى وايجاد حل لمشاكل النازحين وتعويضهم، والعمل على ارجاعهم الى مناطقهم معززين مكرمين وبناء المدن المدمرة واطلاق سراح المعتقلين والمختطفين وإيقاف ملاحقاتهم والتعقبات بحقهم واجراء انتخابات مبكرة بموعد مثبت لدى المحكمة الاتحادية والأمم المتحدة في نيويورك وتعديل المفوضية وقانون الانتخابات.

المحتجون في بغداد يرفضون ترشيح العيداني لرئاسة الحكومة الجديدة

وطالب إيران بالعمل وفق اساس حسن الجوار مع العراق والدول العربية وان تنتهج قيم التعايش السلمي وتبتعد عن التنابز والاستحواذ وان تعي جيداً ان العراق والدول العربية لايمكن ان يبتلعوا.

وكان ولايتي قال في التاسع من الشهر الماضي ان رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي سينال الثقة وأن محور (طهران - بغداد - دمشق بيروت - فلسطين) سيكون محورا واحدا لطرد الأميركان وحلفائهم".. لكن محمد علاوي اعتذر مساء امس عن المهمة المكلف بها متهما ما وصفها بجهات قال انها غرقت بالفساد وتاجرت بالطائفية و العرقية بعرقلة مهمته ودعا العراقيين الى الاستمرار في الضغط من خلال التظاهر لكي لا تضيع تضحياتهم سدى.. فيما قال الرئيس برهم صالح انه سيتم اختيار بديل للمهمة نفسها خلال 15 يوما.

.. وبارزاني يدعو الى توافق وطني شامل

ومن جانبه دعا رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني اليوم الى العمل لتأمين الأرضية المناسبة لتوافق وطني شامل وضمان التقارب بين جميع الأطراف بعد فشل المكلف بتشكيل الحكومة في مهمته.

وثمن موقف القوى الكردية التي قال انها وحدت صفوفها وموقفها في ما يخص منح الثقة من عدمه للحكومة العراقية الجديدة رغم اختلاف وجهات نظرها. واشار في بيان تابعته "إيلاف" الى أن "بلورة هذا الموقف الموحد مكسب تاريخي لشعب كردستان وموضع تقدير".

واضاف انه بموازاة ذلك يوجه الشكر للقوى السياسية الوطنية العراقية التي حالت بمواقفها المنطقية الصحيحة تعميق وزيادة الأزمات في العراق والإنزلاق نحو الكوارث.. مبينا ان تلك المواقف كانت تقديراً للمبادىء الديمقراطية ومراعاةً لمطالب المكونات العراقية وتعديلاً لمسار العملية السياسية".

وشدد بارزاني على ان العراق يقف الان أمام مرحلة جديدة يمكن أن تتاح فيها الفرصة لتحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين وتأمين الأرضية المناسبة لتوافق وطني شامل وضمان التقارب بين جميع الأطراف".

ولعبت القوى الكردية دورا مهما في فشل مهمة علاوي وقاطعت جلسات البرلمان المقررة لمنحه الثقة اضافة الى القوى السنية ما حال دون تصويت البرلمان لصالح تشكيلته الوزارية، الامر الذي ارغمه مساء امس الى اعلان تخليه عن المهمة المكلف بها.

ترشيحات لخلافة علاوي بتشكيل الحكومة

وبعد ساعات من اعلان محمد علاوي اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة مساء امس وبدء الرئيس العراقي برهم صالح مشاورات اليوم مع القوى السياسية لترشيح شخصية بديلة تتولى تشكيل الحكومة فقد بدأت مصادر عراقية تتداول اسماء لمرشحين لخلافته بينهم عدد سبق وان رفضتهم ساحات الاحتجاج في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب التي تشهد منذ اكتوبر الماضي احتجاجات شعبية تطالب بالتغيير.

واليوم أعلنت شخصية عراقية ترشحها لتشكيل الحكومة العراقية حيث كشف السياسي العراقي والخبير الاقتصادي مازن عبد المهدي الاشيقر الترشح لمنصب رئيس الوزراء خلفا لتوفيق علاوي.

وقال الاشيقر في تصريح مكتوب انه "بعد الإنتهاء من المدة الدستورية لرئيس الوزراء المكلف قدمت لفخامة رئيس الجمهورية طلب تكليفي للمرحلة القادمة كوني سياسيا مستقلا".

وبالترافق مع ذلك عادت اسماء شخصيات سبق وان تردد سابقا امكانية تكليفها بتشكيل الحكومة لكن غالبيتها رفضت من ساحات الاحتجاج الشعبية.

ومن بين هذه الشخصيات التي يمكن ترشيحها رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي وهو مستقل ويحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم القوى السياسية والدول العربية وهو الوحيد بين المرشحين الذين لم يرفضه المتظاهرون لكن إيران قد تتحفظ على تكليفه.

مصطفى الكاظمي

وكان الكاظمي من ابرز الاسماء التي نافست علاوي على مهمة تشكيل الحكومة قبل ان يدعم الصدر الثاني بدفع من إيران.

ومن الاسماء الاخرى اسعد العيداني محافظ البصرة الذي رفض الرئيس برهم صالح ترشيحه سابقا لعدم حصوله على دعم نيابي او جماهيري وهو مرشح كتل شيعية كبرى.

وفي حال رفض العيداني فان تلك القوى تفضل ترشيح وزير التعليم العالي قصي السهيل والاثنين رفضا من قبل المحتجين نظرا لولائهما الى إيران.

كما ظهر ايضا اسم محمد شياع السوداني الوزير السابق والقيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي على الرغم من رفض ساحات التظاهر له. كما تفضل قوى شيعية اخرى ترشيح النائب عدنان الزرفي عن تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

البرلمان يدعو الى حوار وطني بين السياسيين والمتظاهرين

وازاء هذه التطورات التي يمر بها العراق فقد دعا البرلمان الى حوار وطني شامل بين جميع القوى والكتل السياسية وبمشاركة فاعلة لممثلي ساحات التظاهرات للخروج من أزمة تشكيل الحكومة.

واشار نائب رئيس مجلس النواب العراقي بشيرالحداد في بيان اليوم حصلت "إيلاف" على نصه الى انه في ظل التطورات السياسية الأخيرة وتفاقم المشاكل الأمنية والصحية والاقتصادية والخدمية واتساع الخلافات السياسية والجدل القائم على الساحة العراقية ولاسيما بعد انسحاب رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي فأنه من الضروري توحيد جهود الأطراف والشركاء كافة وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والعمل بجد من أجل الحفاظ على البلد واستقرار العملية السياسية لتجاوز هذه الأزمة والتهيئة للمرحلة القادمة وإجراء انتخابات مبكرة.

وحذر من انه "في حالة تفاقم الأوضاع وانهيار العملية السياسية والسلم المجتمعي فإن الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي بكافة أطيافه ومكوناته".. داعيا الى "حوار وطني شامل بين جميع القوى والكتل السياسية وبمشاركة فاعلة لممثلي ساحات التظاهرات للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، وتجاوز الخلافات وتعزيز اللحمة الوطنية بما يحقق الشراكة الوطنية الحقيقية، والتعاون المشترك بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، وإستمرار عمل مجلس النواب للإسراع في إقرار القوانين والتشريعات اللازمة التي من شأنها النهوض بالواقع الخدمي والصحي وتفادي الأزمات والمشاكل".

يشار الى ان العراق يشهد منذ الأول من أكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت من أجل تنفيذ مطالب معيشية ومكافحة الفساد والبطالة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمسك برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية حيث واجهتها القوات الحكومية بالعنف المفرط والمليشيات المسلحة بالاغتيال والاختطاف والتهديد ما اسفر عن مقتل 669 متظاهرا واصابة 24.488 آخرين واعتقال 2.806 من المحتجين.