نصر المجالي: قالت وزارة الخارجية البريطانية، إن وزيرها دومينيك راب سيزور أنقرة، اليوم الثلاثاء، لتأكيد تضامن المملكة المتحدة مع تركيا حليفتها في حلف الناتو في تصديها للعمليات العسكرية المتهورة التي ينفذها النظام السوري في إدلب.

وتأتي زيارة وزير الخارجية دومينيك راب لتركيا بعد زيارته لسلطنة عُمان يوم الاثنين 2 مارس 2020 والتي عقد خلالها محادثات ثنائية مع سلطان عمان الجديد، السلطان هيثم بن طارق. وأثناء وجوده في مسقط، اجتمع السيد راب بنظيره يوسف بن علوي، وبحث معه التزام المملكة المتحدة بعلاقات أكثر قوة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وسوف يعقد الوزير راب محادثات في الرياض يوم الأربعاء 4 مارس مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ومن المتوقع أيضا أن يجتمع بوزير الخارجية الأمير فيصل الفرحان، ووزير الشؤون الخارجية عادل الجبير.

علاقات صداقة

وإذ ذاك، أكدت وزارة الخارجية في بيان أن زيارة راب لتركيا تعكس علاقات الصداقة المتينة للمملكة المتحدة مع حليفتها في حلف الناتو، وتؤكد تضامننا مع تركيا في تصديها للعمليات العسكرية المتهورة التي ينفذها النظام السوري في إدلب.

وقالت إن وزير الخارجية سيعقد محادثات مع نظيره وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، حيث سيؤكد تأييد المملكة المتحدة الراسخ لجهود تركيا للتفاوض وقف فوري ودائم لإطلاق النار في سورية.

وتأتي هذه الزيارة بعد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي عُقدت بناء على طلب المملكة المتحدة في الأسبوع الماضي بشأن الأزمة التي تشهد تصاعدا سريعا في إدلب.

خط أمامي

وقال وزير الخارجية البريطاني إن تركيا على الخط الأمامي في مواجهة بعض من أصعب التحديات التي أمامنا، حيث يواصل النظام السوري والقوات الروسية تصعيد العنف على حدودها.

وتابع: لقد كنا واضحين في إدانتنا لأفعال النظام السوري في إدلب، ولسوف نواصل إثارة قلقنا بشأن انتهاكاته السافرة للقانون الدولي.

وقال راب: ترتبط المملكة المتحدة وتركيا، كحليفتين في حلف الناتو وعضوين في مجموعة العشرين، بشراكة تقوم على التعاون بمجالات الدفاع والأمن والتجارة، وإنني أتطلع إلى تعميق العلاقات بين بلدينا أثناء زيارتي الرسمية الأولى إلى تركيا.

وكان وزير الخارجية البريطاني أدلى بتصريح بشأن إدلب يوم الجمعة 28 فبراير، أعرب فيه عن إدانته للعمليات الوحشية والمتهورة التي ينفذها النظام السوري وروسيا في إدلب، وجدد تأكيد دعم المملكة المتحدة لجهود تركيا للتفاوض على وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم.

يذكر أنه في جلسة مجلس الأمن الطارئة التي دعت المملكة المتحدة إلى انعقادها يوم الجمعة 28 فبراير في نيويورك، وجّه نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جوناثان آلين انتقادا لدعم روسيا للنظام السوري، ومواصلة تجاهل اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار، وانتهاك القانون الإنساني الدولي ومصير الشعب السوري.

اللاجئون السوريون

وإلى ذلك، قالت الخارجية البريطانية إن تركيا أظهرت على مدى سنوات كرما هائلا بدعمها لملايين اللاجئين السوريين، وسوف يشير وزير الخارجية إلى ذلك في اجتماعاته.

وأشارت إلى أن المملكة المتحدة من أكبر الجهات المانحة استجابة للأزمة في سورية. وقد رصدت حتى اليوم 3.1 مليار جنيه استرليني، وهذه أكبر مساهمة على الإطلاق تقدمها المملكة المتحدة استجابة لأزمة إنسانية واحدة.

كارثة إنسانية

وشددت الخارجية على القول بأن المملكة المتحدة ستظل ملتزمة بالعمل مع شركائها الدوليين لمعالجة الكارثة الإنسانية التي نشهدها في إدلب نتيجة حملة وحشية مفرطة يشنها النظام السوري وداعمته روسيا.

يذكر أن المملكة المتحدة كانت قدمت 118 مليون جنيه في السنة المالية الحالية لمنظمات غير حكومية توصل المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وبشكل أساسي إلى شمال غرب سورية.

ومن شأن هذه المساعدات توفير الغذاء والماء النظيف والمأوى والرعاية الصحية لأهالي إدلب. وسوف تواصل المملكة المتحدة العمل مع الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها.