أسامة مهدي: اعتبر جهاز المخابرات العراقي اتهام كتائب حزب الله العراقي لرئيسه مصطفى الكاظمي بمساعدة الاميركيين على قتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بأنه يمثل تهديدا للسلم الاهلي مشددا على ان مهماته ليست خاضعة للمزاجات السياسية ولا تتأثر باتهامات باطلة يسوّقها خارجون على القانون.

وقال جهاز المخابرات الوطني العراقي اليوم في بيان صحافي أرسل نصه إلى "إيلاف" إنه اطلع على بعض التصريحاتِ التي يتمّ تداولها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تمثل تهديداً صريحاً للسلم الأهلي وتسيء إلى رئيس الجهاز مصطفى الكاظمي، في إشارة إلى اتهام كتائب حزب الله العراقية المرتبطة بإيران فكرا وتمويلا له بلعب دور في اغتيال طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس فس الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي.

ورداً على مزاعم الاتهام هذه، أوضح جهاز المخابرات العراقي "أنّ المَهمات الوطنية التي يقوم بها لخدمة الوطن والشعب ليست خاضعة للمزاجات السياسية ولا تتأثر باتهامات باطلة يسوّقها بعض من تسول له نفسه إيذاء العراق وسمعة أجهزته الأمنية بل تستند إلى مصالح شعب العراق الأبيّ وحجم وقيمة الدولة العراقية في المنطقة والعالم".

وأضاف "أن جهاز المخابرات الوطني العراقي يشدّد على حقه في الملاحقة القانونية لكل من يستخدم حرية الرأي لترويج اتهامات باطلة تضر بالعراق وبسمعة الجهاز وواجباته المقدسة بحفظ أمن العراق وسلامة شعبه".

وقال"إن جهاز المخابرات الوطني العراقي يجدد العهد لشعب العراق بأن يكون مدافعاً عن الدولة ورموزها وسياقاتها الأصولية في نطاق الواجبات الدستورية الملقاة على عاتقه".. مشيراً إلى "ا أن هذه الواجبات تحددها مصالح العراق لا انفعالات واتهامات الخارجين على القانون".

وبين جهاز المخابرات العراقي في الختام انه "حرص طوال السنوات الماضية على أداء واجباته بصمت والتزام ورفَضَ الانجرار إلى المماحكات السياسية لأنه ممثل للدولة لا لجماعات وراعٍ لمصالح الشعب العراقي لا لمصالح أطراف متوترة.. حفظ الله العراق والرحمة والخلود لشهداء العراق".

مزاعم كتائب حزب الله العراقي

وكانت كتائب حزب في العراق قد اتهمت امس الاثنين رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي مصطفى الكاظمي بالمساعدة في اغتيال سليماني ورفيقه المهندس.

وقال المسؤول الأمني في الكتائب أبو علي العسكري في تغريدة له على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" في تعليق على انسحاب محمد علاوي من مهمة تشكيل الحكومة إنه "حسنا ما فعله السيد محمد توفيق علاوي فحجم المسؤولية وتوقيتها يستوجبان جهداً أكبر مما بُذل ومن الأفضل للعراق وشعبه التمسك بالسيد عبد المهدي وإعادته إلى مكانه الطبيعي لتجاوز ما لم يتم تجاوزه".

وأضاف "ولعل أهم العقبات التي تحول دون رجوعه لكامل مسؤولياته هو رأي المرجعية الذي أدى إلى استقالته فإذا ما رفع هذا المانع سيستمر بأداء تكليفه وإتمام مهامه".

وأشار بالقول "لقد تداول بعضهم ترشيح مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء وهو أحد المتهمين بمساعدة العدو الأميركي لتنفيذ جريمة اغتيال قادة النصر القائد سليماني ورفيقه والحاج المهندس ولا نرى ترشيحه إلا إعلان حرب على الشعب العراقي والذي سيحرق ما تبقى من أمن العراق" على حد قوله.

وجاء ادعاء كتائب حزب الله هذا اثر تداول مصادر عراقية سياسية إسم مصطفى الكاظمي رئيس المخابرات العراقية كمرشح مرتقب لتشكيل الحكومة عقب اعتذار علاوي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي باسل الكاظمي لقناة "الحرة" إن جميع الميليشيات المسلحة الموالية لإيران "تكره مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات كونه أبرز من يطالب بحصر السلاح بيد الدولة ومحاسبة الخارجين عن القانون".

وأضاف أن "المجاميع المسلحة والميليشيات تسعى في الظروف السياسية الحالية إلى الحفاظ على مصالحها كما هي، الأمر الذي دفع بعضها إلى شن حرب على إسم الكاظمي كمرشح محتمل لانه ضدها فيما تدافع عن عودة عادل عبد المهدي لانه سكت عنها ولم يتخذ اي خطوات لحصر السلاح بيد الدولة".

وتتولى كتائب حزب الله العراقية مهمات الاستخبارات والتحقيقات والإدارة داخل هيئة الحشد الشعبي التي تضم مليشيات موالية لإيران كما إن مديرية إعلام الحشد خاضعة لنفوذها وهي تتحدى أحيانا سلطة رئيس هيئة الحشد فالح الفياض على هذه المؤسسات وتتصرف وكأنها هيئة مستقلة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وكانت كتائب حزب الله العراقية قد تم وضعها على قائمة العقوبات الأميركية عام 2009.

مصطفى الكاظمي دور مشهود في حل النزاعات المحلية

وكان مصطفى الكاظمي (52 عاما) وهو سياسي واعلامي عراقي نشط ضد النظام السابق منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي في يونيو عام 2016 بعد أن حاز مكانة مرموقة كوسيط سياسي بين الأطراف العراقية المختلفة وسط الأزمات المتلاحقة.

ولدى الكاظمي أكثر من 16 عاماً من الخدمة في العراق معظمها في مجال حل النزاعات كما عمل على إصلاح الجهاز الذي تراسه منذ عام 2016 بالتركيز على إخراج السياسة من العمل المخابراتي وانهى هيمنة الاحزاب المتنفذة على عمله ونشاطاته.

مصطفى الكاظمي مع القيادات الدينية المسيحية في العراق

وكان الكاظمي معارضاً ناشطاً ضد النظام العراقي السابق وعاش سنوات في المنفى، لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية.

وقد منحه دوره مديرا تنفيذيا لمؤسسة الذاكرة العراقية، وهي منظمة تأسست بهدف توثيق جرائم النظام السابق فرصة التخصص في الاستراتيجيات الأرشيفية حيث اكتسب خبرة في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا النظام السابق على أساس المسؤولية في حفظ الحدث العراقي كوثيقة تاريخية بالإضافة إلى الإشراف على عمل فرق تقوم بالعمل ذاته في دول عدة.

وأدار الكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة الحوار الإنساني وهي منظمة مستقلة تسعى للتقريب بين المجتمعات والثقافات والتأسيس للحوار بديلاً عن العنف في حل الأزمات.

عمل الكاظمي كاتبا ومديراً لتحرير قسم العراق في موقع المونيتور الدولي وركزت مقالاته على تكريس روح السلم الاجتماعي في العراق وكشف الإخفاقات والارتباكات التي صاحبت تجربة النظام السياسي وسبل معالجتها. كما نشر خلال مسيرته المهنية العديد من الكتب من أبرزها (مسألة العراق – المصالحة بين الماضي والمستقبل).

وتولى الكاظمي رئاسة تحرير مجلة الاسبوعية التي كان يملكها الرئيس العراقي برهم صالح وهو يحمل شهادة بكالوريوس في القانون ثم حصل على الماجستير في القانون الدولي العام من الولايات المتحدة الأميركية عام 2010.

وقد عين رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الكاظمي في منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي عام 2016 ومعروف عنه نزاهته وتواضعه وانفتاحه على جميع العراقيين.

كتائب حزب الله العراقي ولاء فكري ومذهبي لإيران

أما كتائب حزب الله العراقي فهي أحد الفصائل المسلحة الشيعية العراقية وتتبع فكريا لنظام ولاية الفقية في إيران وتحظى بتمويل وتسليح وتدريب ودعم إيراني وكان يرأسها ابو مهدي المهندس العضو في الحرس الثوري قبل ان تقتله طائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي صحبة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.

وبدأت هذه الحركة عام 2003 عقب سقوط النظام العراقي السابق في تحالف دولي عسكري قادته الولايات المتحدة.

وتشكلت كتائب حزب الله من كتائب تحمل اسم لواء ابي الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي وجميعها فصائل مسلحة شيعية أعلنت تجمعها وتوحدها تحت اسم "حزب الله العراقي" في عام 2006 وفي ذلك الوقت كان الهدف المعلن لهذه التجمعات هي محاربة المحتل الأميركي.

تغريدة المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي عن الكاظمي

وترتبط الكتائب بإيران عقائديا ومذهبيا وهي لاتخفي ذلك وعادة ما تصدر بيانات مؤيدة للسلطات الإيرانية ومعادية ومهددة للولايات المتحدة التي ادرجتها عام 2009 على قائمتها الدولية للارهاب لكنه بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011 اصبحت الكتائب تعلن ارتباطها وتقليدها مذهبيا للمرشد الاعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والعمل على تحقيق الجمهورية الإسلامية في العراق كما في إيران.مقراتها في العراق وقتل عدد من قيادييها.

وتتهم واشنطن كتائب حزب الله باستهداف قواعد عسكرية عراقية تتواجد فيها قوات اميركية بطلب من الحكومة العراقية وضربها بين الحين والاخر بالصواريخ، ما دعا القوات الاميركية إلى شن غارات على مقراته وتدميرها وقتل قياديين للكتائب.