نصر المجالي: دافع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون بقوة عن وزيرة الداخلية بريتي باتيل التي تواجه اتهامات بممارسة "التنمر والبلطجة" على موظفيها، مما أدى إلى استقالة كبير موظفي الوزارة السير فيليب روتنام يوم الجمعة الماضي.

وجاء دفاع جونسون وثناؤه على وزيرته خلال جلسة مجلس العموم الأسبوعية المعتادة كل يوم أربعاء لمساءلة رئيس الوزراء (PMQs)، وعبر جونسون عن ثقتها بالوزيرة، وقال إنها تقوم "بعمل رائع".

ويواجه جونسون ضغوطًا متصاعدة لبدء تحقيق عاجل في مزاعم البلطجة ضد وزيرة الداخلية بريتي باتيل بعد استقالة غير مسبوقة من أعلى السير فيليب وهو أعلى موظف مدني في وزارة الداخلية.

كما أن وزيرة الداخلية أيضا واجهت مطالب بالمثول أمام مجلس العموم للرد على المزاعم التي وجهت إليها بعد أن قال كبير موظفيها السير فيليب إنه كان لديه تقارير بأن سلوكها شمل "الصراخ والشتائم" و "التقليل من شأن الأشخاص" في الوزارة.

ورد رئيس الوزراء على كلام لزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين قال فيه إن رئيس الوزراء غير مدرك على ما يبدو لجميع المزاعم التي تم تقديمها في الأيام القليلة الماضية ضد وزيرة الداخلية.

اتهامات كوربين

وقال كوربين إن جونسون ليس مدرك أيضا لاستقالة وكيل الوزارة الدائم بسبب معاملته السيئة من جانب وزيرة الداخلية، وأضاف أن الحزب قد تم الاتصال به خلال الـ 24 ساعة الماضية من قبل موظفي الوزارة بمزاعم البلطجة الجديدة.

وأضاف زعيم حزب العمال في مداخلته: لدينا رئيس وزراء بدوام جزئي وبالكاد يحضر إلى مقر عمله، لكنه مصمم على التستر على المتسللين في حكومته "كيف يمكن لشعب هذا البلد أن يثق برئيس وزراء لا يمكن أن يزعج نفسه أن يحضر جلسات البرلمان، وعندما لا يخجل من الدفاع عن البلطجة في حكومته؟".

ورد رئيس الوزراء على كوربين بالقول: "إذا كانت هناك مزاعم عن بلطجة، فمن الطبيعي أن يتم التحقيق فيها بشكل صحيح من قبل مكتب مجلس الوزراء وهذا ما يحدث".

وأضاف أنه "لا يستفيد من دروس البلطجة" من زعيم حزب العمال حيث "تعرضت النساء البرلمانيات للتخويف بشكل سيء للغاية على طريقة معاداة السامية مما أدى الى تركهن للحزب بالفعل".

يذكر أن الادعاءات الأخيرة باتهام وزيرة الداخلية بالبلطجة، كانت أوردها برنامج "نيوزنايت" في تلفزيون بي بي سي ، حين أشار إلى أنه في عام 2017 كان تم طرد السيدة باتيل من قبل رئيسة الحكومة تيريزا ماي من وزارة التنمية الدولية بسبب اتصالات غير مصرح بها مع الحكومة الإسرائيلية.

ادعاءات متعددة

وبعد إقالتها، قيل إن أحد كبار المسؤولين قد اتصل بالموظفين في مكاتبها الخاصة بشأن مزاعم أنهم سمعوا عن البلطجة. وحينها قيل إن مصدرا رفيعا أُبلغ عن ادعاءات متعددة بأن الموظفين يتعرضون للإهانة ويتعرضون لضغط شديد في رسائل البريد الإلكتروني - على غرار المزاعم المقدمة بشأن سلوك السيدة باتل في وزارة الداخلية.

ورد مصدر في حزب المحافظين الذي تنتمي له وزيرة الداخلية على برنامج (نيوزنايت) بالقول إن هناك "تضافر الجهود" من قبل أقسام الخدمة المدنية لتقويض السيدة باتل وأن "قوى الظلام" كانت تحاول التأثير على التحقيقات معها بشان البلطجة.

يذكر أن كبير موظفي الداخلية السير فيليب روتنام كان اتهم وزيرة الداخلية بالكذب، وادعى أنها خلقت جوًا من "الخوف"، وقال إنه سيقاضي الحكومة.، وأصر على أنه كان "هدفًا لحملة إعلامية شريرة ومنسقة" اضطرته للاستقالة من الحكومة بعد مهنة امتدت 33 عامًا.

وادعى السير فيليب بأن مكتب مجلس الوزراء قد عرض عليه "تسوية مالية كان من شأنها تجنب هذه النتيجة"، لكنه قرر متابعة دعوى في المحاكم - معركة عامة يمكن أن تزيد من إحراج الحكومة.