إيلاف من دبي: المرأة أكثر مناعة من الرجل بصفة عامة، والأمر لا يتعلق بفيروس كورونا الذي يثير حالة من الذعر على المستوى العالمي في الوقت الراهن فحسب، بل إن الأمر يحمل طبيعة بيولوجية، وفارق بين الجنسين في مقاومة الفيروسات، فضلًا عن بعض العادات الرجالية التي تجعلهم أكثر عرضة للموت جراء الإصابة بالفيروسات.

من بين هذه العادات، ارتفاع نسبة التدخين، وتناول الكحوليات، وأمراض الرئة، والسكري، والضغط، وغيرها من الأمراض الناتجة من سلوكيات ونمط معيشي غير صحي يرتبط بالرجال بصورة تفوق النساء بصفة عامة.

الرجال الجنس الأضعف!
صحيفة "إندبندنت" البريطانية أشارت في تقرير لها إلى أن نسبة وفيات الرجال جراء فيروس كورونا تفوق نظيرتها من النساء، وتابعت: "السبب في هذه المعادلة بيولوجي، والبعض الآخر يتعلق بنمط الحياة، الذي يختلف بالنسبة إلى الرجل عن المرأة، وحينما نتحدث عن تكوين رد الفعل المناعي، أو الإستجابة المناعية ضد الأمراض والفيروسات، فإن الرجال هم الجنس الأضعف.

وتقول صبرا كلاين أستاذة الفروق الجنسية في الإصابات الفيروسية والاستجابة للتطعيم في كلية جونز هوبنكنز للصحة العامة إن "الإصابات الفيروسية التي تتعلق بالجهاز التنفسي تؤشر إلى أن الرجال أكثر عرضة للمرض وأقل مقدرة على المقاومة".

المرأة تستجيب للتطعيم
تؤكد دراسات علمية أن استجابة المرأة للتطعيم والعلاج أعلى من الرجال، فالجهاز المناعي للمرأة أكثر نشاطًا وحيوية، وفقًا لما تؤكده الدكتورة جانين كلايتون مدير مكتب بحوث صحة المرأة في المعهد الوطني للصحة، وقد تكون هناك أسباب بيولوجية تصب في مصلحة المرأة، وتجعل جهازها المناعي أكثر قوة، منها هرمون الأستروجين الذي يلعب دورًا مهمًا في قوة المناعة، كما إن الإختلاف الجيني والكروموسومات بين الرجل والمرأة يمنح المرأة جهازًا مناعيًا أكثر قوة.

الأستروجين
وقد أثبتت دراسات سابقة لفئران تعرّضت لفيروس سارس، أن الرجال كانوا أقل مقاومة لهذا الفيروس، وأقل قدرة على إزالته من أجسامهم.

قال البروفيسور ستانلي بيرلمان أستاذ الأحياء المجهرية في جامعة إيوا الذي أصدر هذه الدراسة: "لقد عانى الرجال من تلف في الرئة، وكانت معدلات وفياتهم أعلى من النساء، وحينما تم حظر الأستروجين في الإناث اللواتي تعرّضن للإصابة بسارس، أو إزالة المبيضين حدث تحول كبير، وارتفعت نسبة وفيات النساء، في حين أن منع هرمون التستوستيرون الذكوري عن ذكور الفئران في التجربة نفسها لم يكن له تأثير في ارتفاع أو انخفاض نسبة الوفيات، مما يؤكد أن هرمون الأستروجين يلعب دورًا مناعيًا ووقائيًا".

سلوكيات رجالية
بعيدًا عن العوامل الجينية والبيولوجية والفروق بين الرجال والنساء، فإن السلوكيات الصحية، ونمط الحياة من بين العوامل المؤثرة أيضًا، في الصين مثلًا نصف الرجال يدخنون، في حين أن المدخنات من النساء لا يمثلن سوى 2 % من السكان.

كما إن الرجال أكثر عرضة للسكري وارتفاع ضغط الدم مقارنة مع النساء، وهذا يرفع من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، فضلًا عن أن مرض الإنسداد الرئوي شائع في عالم الرجال بصورة أكبر، حيث يصل إلى الضعف في الرجال عنه لدى النساء.