بيت لحم: منعت السلطات الإسرائيلية الحافلات السياحية والسيارات الخاصة من دخول بيت لحم، المدينة السياحية الرئيسية في الأراضي الفلسطينية الجمعة بعد إعلان السلطة حالة الطوارىء إثر تأكيد عدة إصابات بفيروس كورونا، ارتفع عددها الجمعة إلى 16 حالة.

وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة ارتفاع عدد المصابين بفيروس كوفيد-19 إلى 16 شخصاً في الضفة الغربية المحتلة، بعد تسجيل 9 إصابات جديدة في مدينة بيت لحم، كما أفادت وكالة الانباء الرسمية الجمعة.

وأغلقت مدينة بيت لحم جنوب مدينة القدس الجمعة بعد اكتشاف سبع حالات إصابة سابقة بفيروس كورونا فيها.

وأعلن رئيس الوزراء محمد اشتيه عبر التلفزيون مساء الخميس فرض حال الطوارئ في الأراضي الفلسطينيّة مدّة 30 يومًا في مواجهة الفيروس. وقال إنه سيتمّ إغلاق المدارس والمؤسّسات التعليميّة، مشيرًا الى أنّ حركة التنقل بين المحافظات ستكون في حالات الضرورة القصوى.

في حين قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها فرضت تدابير طارئة في بيت لحم، مع "منع دخول المدينة أو مغادرتها".

وشاهد صحافي فرانس برس حوالي 20 حافلة سياحية عالقة عند نقاط التفتيش الاسرائيلية على معابر مدينة بيت لحم. وقال شهود عيان إن السياح كانوا يحاولون تخطي النقاط العسكرية بهدف الوصول إلى القدس.

وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل الضفة الغربية المحتلة لكن الحكومة الفلسطينية تمارس حكماً ذاتياً محدوداً داخل المدن.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس "أؤكد أن الحافلات السياحية لم تعد قادرة على دخول بيت لحم".

وغادر موظفون يعملون في شركة لرش مواد مطهرة لتعقيم كنيسة المهد في مدينة بيت لحم التي يؤمها السياح، وأغلقت الكنيسة لمدة 14 يوما بعد ظهر الخميس.

الحالات الاولى

اتخذت إجراءات الطوارئ بعد تأكيد الإصابات الاولى بعد ظهر الخميس. وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة "يوجد مركز للعلاج والحجر في مدينة أريحا مجهّز بمختبر وأربع غرف عناية مكثفة (...) وتمّ وضع خطط لمواجهة الفيروس".

وأكد مدير مديرية صحة بيت لحم عماد شحادة لفرانس برس أن "مجموعة سياحية وصلت إلى المدينة وأقامت بأحد فندقها قبل أن تغادر في 27 شباط/فبراير وعلمنا ان اثنين منهم كانوا مصابين بالفيروس".

وقال الأب أسباد باليان من الكنيسة الأرمنية، إن السائحين اليونانيين زارا كنيسة المهد أثناء مكوثهما في المدينة.

والكنيسة وجهة سياحية مهمة للمسيحيين من جميع أنحاء العالم، يقصدونها لزيارة المغارة التي تقول الأناجيل إن المسيح ولد فيها.

وفي كنيسة القيامة في القدس كان هناك طابور طويل للوصول الى القبر المقدس، أي مكان دفن المسيح بحسب المعتقدات المسيحية.

وقال الأب نيكولاس الذي ينظم الدخول إلى القبر المقدس لفرانس برس إن "عدد الحجاج لم يتأثر بفيروس كورونا".

وفي القدس، كانت الشوارع خالية في فترة الصلاة باستثناء مجموعات صغيرة من السياح الذين ارتدوا معاطف واقية من المطر. ووضع بعضهم كمامات.

وترك بعض اصحاب المتاجر محلاتهم مفتوحة ووضعوا عصا على مدخلها كتقليد متعارف عليه بالمدينة عندما يذهبون للصلاة.

وقال مدير عام أوقاف القدس والمسجد الأقصى عزام الخطيب لفرانس برس "صلى حوالي عشرين ألفاً اليوم رغم المطر وإصابات كورونا، وهو عدد ممتاز".

وأكد عمار جويلس (35 عاما ) بائع حلوى الهريسة عند سوق العطارين لفرانس برس "هذه الجمعة عدد المصلين اقل من الأسابيع السابقة. ذهبت للصلاة اليوم فهي فرض علينا...لكن نحاول ان نكون حذرين من الفيروس".

وبعد انتهاء الصلاة حمل كل من المصلين سجادة صلاته ووضعها على كتفه وغادر الحرم. وبعدها عادت الحركة تدب في السوق والطرقات.

وقال مكتب تنسيق الحكومة الاسرائيلية في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة التابع لوزارة الدفاع إن الوزارة "تعمل من كثب مع السلطة الفلسطينية" لوقف انتشار الفيروس.

ومنعت وزارة الصحة جميع طواقمها من مغادرة اسرائيل.

وقد فرضت إسرائيل التي ارتفع عدد الإصابات المؤكدة فيها إلى 21 وفق وزارة الصحة الحجر الصحي على الوافدين من ست دول أوروبية بينها إيطاليا. وألغت مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في ألمانيا.

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتبارًا من ظهر الجمعة، سيمنع جميع افراد قوات الجيش من مغادرة إسرائيل، "سواء في رحلات شخصية أو في مهمات رسمية".