روما: يتسع انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي أصاب أكثر من مئة ألف في العالم، ما يرغم السلطات المعنية على مضاعفة تدابيرها الاحترازية، وأعلن الفاتيكان في هذا السياق السبت أن البابا فرنسيس سيقيم صلاة التبشير الملائكي الأحد عبر الإنترنت وليس علناً كالمعتاد.

وجاء في بيان الفاتيكان أنه سيتم "بث الصلاة بالبث المباشر من قبل +أخبار الفاتيكان+ وعلى شاشات في ساحة القديس بطرس".

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن انتشار الفيروس السريع "مقلق جداً". ففي المجمل، سجلت 94 دولة إصابات بفيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 3500 شخص في العالم.

وسجّلت إيطاليا ارتفاعا كبيرا في أعداد المصابين حيث سُجّلت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 1247 إصابة جديدة ما يرفع حصيلة المصابين في البلاد إلى 5883، كما ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 233 حالة بعد تسجيل 36 وفاة جديدة.

وقررت إيطاليا تعزيز طواقم مستشفياتها بـ20 ألف عنصر طبي وشبه طبي جديد في إطار جهود التصدي للفيروس، في خطوة من شأنها زيادة عدد أسرّة العناية الفائقة من 5 إلى 7 آلاف.

أما في فرنسا التي تحتل المرتبة الخامسة على قائمة الدول الأكثر تأثرا بالفيروس، فقد ارتفع عدد الوفيات إلى 16 والإصابات إلى نحو 720.

وأعلنت الصين السبت 28 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس ليصل إجمالي عدد الوفيّات إلى 3070 في البلاد، مع ارتفاع في عدد الحالات الجديدة خارج مقاطعة هوباي (وسط) حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر.

في هذا الوقت، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في كوريا الجنوبية سبعة آلاف السبت، ما يجعلها الدولة الأكثر تأثراً بالمرض خارج الصين. وتليها إيران، حيث سجلت 21 حالة وفاة و1076 إصابة خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة إلى 145 وفاة و5823 إصابة.

وسجلت جزيرة مالطا السبت أول إصابة، في حين أعلنت الملديف أول إصابتين على أراضيها سجّلتا في صفوف طاقم فندق فخم يقع في جزيرة تبعد 150 كيلومترا عن العاصمة ماليه.

في الولايات المتحدة ايضا، يثير تفشي المرض القلق. فقد تمّ تشخيص إصابات بالفيروس لدى 21 شخصاً على متن سفينة "غراند برنسيس" السياحيّة قبالة ساحل كاليفورنيا، بعد ظهور أعراض لدى بعض الركاب البالغ عددهم 3533 ولدى بعض أفراد الطاقم، وفق ما أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي ينسّق جهود مكافحة الفيروس في الولايات المتحدة.

وأودى الفيروس بشخصين في فلوريدا، هما أول ضحيتين خارج الساحل الغربي، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة.

انهيار الصادرات الصينية

في الصين، انهار مساء السبت فندق تستخدمه السلطات منشأة للحجر الصحي في مقاطعة فوجيان في شرق البلاد، ولا يزال نحو ثلاثين شخصا تحت الأنقاض.

وتمّ احتواء انتشار الفيروس بشكل جزئي في مقاطعة هوباي بؤرة المرض، بفضل فرض حجر صحي على حوالى 56 مليون شخص منذ أواخر كانون الثاني/يناير.

ومنذ أسابيع عدة، ينخفض عدد الإصابات الجديدة المسجّلة يومياً. وسُجّلت 74 إصابة جديدة في هوباي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهو العدد الأدنى منذ اتخاذ تدابير الحجر في المقاطعة، بحسب السلطات الصينية.

لكن بكين سجّلت أيضاً إصابة 24 شخصاً انتقل إليهم المرض خارج البلاد، ما يثير الخشية من احتمال ارتفاع جديد في عدد المصابين في الصين بالتزامن مع تسارع انتشار الوباء في العالم.

ولمحت الحكومة الجمعة إلى احتمال إعادة فتح المنطقة في وقت يواجه النظام الشيوعي موجة احتجاج غير اعتيادية على خلفية نقص المواد الغذائية لدى السكان المعزولين.

وتزايدت السبت المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي للوباء في الصين حيث لا تزال الحركة مشلولة بجزئها الكبير، مع إعلان تراجع صادرات البلاد في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير بنسبة 17,2%.

وهذا الأمر يثير القلق حيال النمو العالمي، الذي تشكل القوة الاقتصادية العملاقة محركاً أساسياً له.

وفي حين يتزايد الخوف في الأسواق المالية، سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للطمأنة الى أن الأسواق "ستنتعش". ودعا الاحتياطي الفدرالي إلى خفض معدلات الفائدة لتحفيز الاقتصاد.

إلغاء مناسبات

في انعكاس لقلق السلطات المعنية، يتواصل إلغاء أو إرجاء أحداث رياضية وتجمعات.

وأرجئ ماراتون برشلونة الذي كان مقرراً في 15 آذار/مارس إلى 25 تشرين الأول/أكتوبر، كما أعلنت المجر إلغاء احتفالات العيد الوطني التي كانت مقررة في بودابست في 15 آذار/مارس.

كذلك، طلبت رابطة الدوري الاميركي للمحترفين في كرة السلة من انديتها الاستعداد لاحتمال اقامة مباريات من دون جمهور في قاعاتها، كما اعلنت شبكة "اي اس بي ان" الجمعة.

وفي السعودية، أعيد فتح صحن الكعبة السبت عقب إغلاقه موقتا، لكن لا يزال قرار تعليق العمرة غير المسبوق قائما منذ إعلانه الأربعاء.

وخارج الصين، أغلقت 13 دولة مؤسساتها التعليمية وبات حوالى 300 مليون تلميذ في العالم محرومين من الذهاب إلى المدارس لأسابيع عدة.

وتتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض حجر صحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وفرضت 36 دولة على الأقل حظراً تاماً على دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض حجر صحي.

وأغلقت روسيا أيضاً الجمعة حدودها أمام المسافرين الآتين من إيران.

في بيت لحم، المدينة السياحية الرئيسية في الأراضي الفلسطينية، منعت السلطات السياح من الدخول والخروج إلى المدينة، بعد اكتشاف 16 إصابة بالفيروس في الضفة الغربية المحتلة حيث أُعلنت حال الطوارئ.

وتوقّعت منظمة السياحة العالمية انخفاضاً في أعداد السيّاح في العالم تراوح نسبته بين 1 و3% في العام 2020، أي خسارة تبلغ قيمته بين "30 و50 مليار دولار".

في جميع أنحاء العالم، يتهافت الناس على شراء أقنعة واقية ومواد معقمة وقفازات أو حتى بزات واقية إذ إنها الوسائل الوحيدة الحامية من الفيروس في ظل عدم وجود لقاح.