أسامة مهدي: فيما تصر كتائب حزب الله العراقي على اتهاماتها لرئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي بمساعدة الاميركيين في تنفيذ عملية قتل سليماني والمهندس فقد وجدت "إيلاف" إثر تتبعها لقصة هذه الاتهامات إن مصدرها إسرائيل وتلقفها الحزب بهدف تحويل الكاظمي الى مرشح جدلي مرفوض لرئاسة الحكومة الجديدة.

فمنذ ان تم طرح اسم رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي من بين المرشحين لشكيل الحكومة الجديدة اثر اعتذار المكلف السابق محمد علاوي في الاول من الشهر الحالي عن المهمة التي انيطت به فقد دأب قادة في حزب الله العراقي المرتبط بإيران على كيل اتهامات للكاظمي بمساعدة الاميركان في تنفيذ عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي.

واكد مصدر سياسي عراقي مطلع على مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة لـ"إيلاف" ان الهدف من هذه الاتهامات هو تحويل الكاظمي الى مرشح جدلي بالضد من رغبة المرجعية الشيعيا العليا للمرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بان يكون المكلف بتشكيل الحكومة شخصية غير جدلية وان يحظى باجماع وطني بعيدا عن الجدل حول ترشيحه بين الرفض والقبول حيث كان الكاظمي الوحيد بين الاسماء المرشحة الذي لم ترفضه ساحات الاحتجاج الشعبية في البلاد.

الادعاءات مصدرها اسرائيل

وقد تتبعت "إيلاف" اصل هذه الاتهامات وحقيقتها فوجدت ان اول من اطلقها هو يهودي عراقي الاصل يطلق على اسمه على صفحته بتويتر باسم مهدي مجيد ثم باسم اسرائيل يعلون ويصف نفسه بانه كاتب وصحفي عضو المنظمة العالمية للصهيونية ومعروف بتغريداته الساعية للفتنة بين العراقيين.

وقال يعلون في تغريدة على تويتر في اليوم الذي قتل فيه سليماني والمهندس "خاص وحصري مصدر في الاستخبارات العسكرية: وحدة سيرت متكال الاسرائيلية بمساعدة مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقية واخترقت شبكة محمول (أسيا سيل) التي استعملها ابو مهدي المهندس في تنفيذ عملية قتله مع سليماني".

افيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي مع إسرائيل يعلون الذي يكتب باسم مهدي مجيد

ثم اعاد التغريدة باسم مهدي مجيد قائلا "مليشيا حزب الله العراقي اعتمدت تغريدتي المنشورة سابقا في بيانها الذي اصدروه ضد رئيس المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي .. قارنوا بين بيانهم الذي اصدروه قبل ايام وبين تغريدتي .. يرسلون خلاياهم الالكترونية لمغالطتي ويعتمدون على ما انشره في بياناتهم".

حزب الله يعاود الاتهام

وكان المسؤول الامني في حزب الله العراقي ابو علي العسكري قد اتهم الكاظمي في تغريدة في الثالث من الشهر الحالي تعليقا على انسحاب محمد علاوي من مهمة تشكيل الحكومة قائلا "لقد تداول بعضهم ترشيح مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء وهو أحد المتهمين بمساعدة العدو الأمريكي لتنفيذ جريمة اغتيال قادة النصر القائد سليماني ورفيقه والحاج المهندس ولا نرى ترشيحه إلا إعلان حرب على الشعب العراقي والذي سيحرق ما تبقى من أمن العراق" على حد قوله.

وحين اصدر جهاز المخابرات نفيا حاسما للامر برمته عادت الكتائب الخميس الماضي فأتهمت إحدى الرئاسات الثلاث بتسهيل قتل سليماني ومهدي وادعت ان أحد القادة الأمنيين يمتلك معلومات عن ضلوع الكاظمي بقتل سليماني. وأعرب حزب الله عن استعداد لتقديم معلومات عن مقتل سليماني والمهندس على أن تقدم لرئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي حصرا.

المخابرات: واجباتنا لا تحددها انفعالات الخارجين على القانون

وردا عل هذه الاتهامات اعتبر جهاز المخارات العراقي بالقول على انها تمثل تهديدا للسلم الاهلي مشددا على ان مهماته ليست خاضعة للمزاجات السياسية ولا تتأثر باتهامات باطلة يسوّقها خارجون على القانون.

عنصران من كتائب حزب الله العراقي أمام شعار سليماني قائدي

وقال جهاز المخابرات في بيان صحافي ارسل نصه الى "إيلاف" ان "المَهمات الوطنية التي يقوم بها لخدمة الوطن والشعب ليست خاضعة للمزاجات السياسية ولا تتأثر باتهامات باطلة يسوّقها بعض من تسول له نفسه إيذاء العراق وسمعة أجهزته الأمنية بل تستند إلى مصالح شعب العراق الأبيّ وحجم وقيمة الدولة العراقية في المنطقة والعالم".

واضاف "أن جهاز المخابرات الوطني العراقي يشدّد على حقه في الملاحقة القانونية لكل من يستخدم حرية الرأي لترويج اتهامات باطلة تضر بالعراق وبسمعة الجهاز وواجباته.

وشدد على أن هذه "الواجبات تحددها مصالح العراق لا انفعالات واتهامات الخارجين على القانون".

واكد الجهاز رفضه الانجرار إلى المماحكات السياسية لأنه ممثل للدولة لا لجماعات وراعٍ لمصالح الشعب العراقي لا لمصالح أطراف متوترة".

معروف ان الكاظمي وهو سياسي واعلامي عراقي كان نشط ضد النظام السابق منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي في حزيران يونيو عام 2016 بعد أن حاز مكانة مرموقة كوسيط سياسي بين الأطراف العراقية المختلفة وسط الأزمات المتلاحقة.

وقد عين رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الكاظمي في منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي عام 2016 ومعروف عنه نزاهته وتواضعه وانفتاحه على جميع العراقيين.

ويشار الى ان كتائب حزب الله العراقية تتولى مهمات الاستخبارات والتحقيقات والإدارة داخل هيئة الحشد الشعبي التي تضم مليشيات موالية لإيران كما إن مديرية إعلام الحشد خاضعة لنفوذها وهي تتحدى أحيانا سلطة رئيس هيئة الحشد فالح الفياض على هذه المؤسسات وتتصرف وكأنها هيئة مستقلة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وكانت كتائب حزب الله العراقية قد تم وضعها على قائمة العقوبات الأميركية عام 2009.