اتخذت السلطات الأمنية السودانية، إجراءات جديدة ومشددة، بحق الرئيس السوداني السابق عمر البشير، على خلفية تعرض رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، لمحاولة اغتيال، عبر تفجير بسيارة مفخخة، استهدف موكبه صباح أمس. بينما زار رئيس جهاز المخابرات المصرية العاصمة الخرطوم، حاملًا رسالة مهمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكثفت السلطات الأمنية بالعاصمة الخرطوم، من تواجدها حول منطقة سجن كوبر، مكان احتجاز الرئيس السابق عمر البشير، وذلك عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء الحالي عبد الله حمدوك.

ونقلت صحيفة "الركوبة" المحلية، عن مصادر أمنية قولها، إن التشديد الأمني حول السجن المحبوس فيه البشير وعدد من عناصر تنظيم الإخوان، بعد تعرض حمدوك لمحاولة اغتيال فاشلة في الخرطوم.

وقال فيصل صالح وزير الإعلام السوداني إن إطلاق نار أعقب الانفجار، مما يدل على أن المهاجمين كانوا في منطقة الهجوم، مشيرًا إلى أنه قد يتم اتخاذ إجراءات لتعزيز أمن الوزراء والمسؤولين في الحكومة.

وقال صالح إن القوى المناهضة للثورة متهمة بالوقوف خلف محاولة اغتيال حمدوك، مضيفا أن استهدافه يشكل استهدافا للثورة.

وشنت قوات الشرطة عملة اعتقالات بحق العشرات من الأشخاص، كمشتبه بضلوعهم في العملية الإرهابية التي استهدفت موكب رئيس الوزراء بضاحية كوبر شمال شرق الخرطوم، وكشهود عيان، بعضهم محسوبين على نظام الرئيس السابق عمر البشير.

ولم توجه السُلطات السودانية الرسمية الاتهام إلى جهة حتى الآن، في العملية الإرهابية التي قال شهود عيان إنها نفذت بعبوة ناسفة تم زرعها بين الأشجار على الطريق الرئيسي والتحكم فيها عن بعد.

وبحسب صحيفة سودان تربيون، أكدت المصادر أن رئيس الوزراء كان يستقل سيارة مصفحة لذا لم تنفجر، ليتم إجلاءه بواسطة طاقمه في السيارة الثالثة التي كانت في موكبه، وهي سيارة كان بها أفراد حراسته.

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "السوداني" أن الشرطة توصلت إلى هوية مالك سيارة "أكسنت" رجحت أنباء عن ضلوعها في التفجير على خلفية تحطمها، لكن تبين أنها تخص ضابطا برتبة مقدم بإحدى القوات النظامية، يدعى “أ.هـ.أ”، ويقيم في كافوري، وثبت عدم صلتها بالحادثة، مشيرة إلى أن أحد منسوبي تلك القوات وهو برتبة مساعد كان يقود العربة وتعطلت منه في تلك المنطقة التي شهدت الانفجار.

وحسب معلومات الصحيفة فإن السلطات أخضعت مكان التفجير إلى عمليات مسح جنائي واسعة امتدت إلى أسطح عمارات إحداها مشبوهة ببعض الممارسات اللاخلاقية ومسجد كان يعمل أجانب على صيانته لكنهم غابوا ليوم أمس، فضلاً عن الأماكن القريبة من الموقع، وأخذت عينات عديدة من بقايا المتفجرات ونقلت سيارة رئيس مجلس الوزراء والسيارات الأخرى إلى المعامل الجنائية لفحصها.

وأرجعت المصادر عملية التفجير إلى استخدام متفجرات رقمية تحكم فيها مدبرو العملية بالريموت كنترول أو شريحة الهاتف.

وأكدت المصادر أن شرطة ولاية الخرطوم نشرت فرقا متخصصة في البحث يقدر قوامها بنحو (600) فرد، وأكدت ذات المصادر بأن ما يثار عن حقيقة الجسم المتفجر وكيفية استخدامه أمر تحدده نتيجة المعامل الجنائية التي جمعت تعمل على فحص عينات مأخوذة بحرفية عالية.

وبعد الحادث بساعات قليلة، زار رئيس جهاز المخابرات المصري، اللواء عباس كمال، العاصمة السودانية الخرطوم، والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، كل على حدا، بالقصر الجمهوري أمس الاثنين.

وأوضح مدير المخابرات السودانية الفريق أول جمال عبد المجيد، أن مدير المخابرات العامة المصرية نقل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى شقيقة الرئيس عبد الفتاح البرهان تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين.

وأبان عبد المجيد أن الرسالة أكدت وقوف مصر وتضامنها مع الحكومة الانتقالية والأشقاء في السودان في مواجهة المحاولة الإرهابية التي تعرض لها رئيس الوزراء السوداني الاثنين ودعمها لاستقرار السودان.

وأضاف مدير المخابرات الوطني أن لقاء مدير المخابرات المصري مع رئيس مجلس السيادة ونائبه الأول ناقش عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وضرورة التنسيق في المحافل الإقليمية. والدولية.

وعقد مجلس الأمن والدفاع السوداني، اجتماعاً طارئا أمس الاثنين على خلفية المحاولة الإرهابية الفاشلة التي استهدفت حمدوك.

وأكد المجلس في بيان له اليوم على اصطفاف كافة مؤسسات الدولة في مواجهة مثل هذه العمليات والمخططات التي تستهدف في المقام الأول استقرار السودان وتسعى لإجهاض إرادة الشعب السوداني ممثلة في قيادات الفترة الانتقالية المناط بها تحقيق أهداف ثورة ديسمبر.

وخلص الاجتماع إلى مراجعة عاجلة من الجهات المختصة لكافة التشريعات والقوانين الوطنية ذات الصلة بجرائم الإرهاب في مدة أقصاها أسبوعين.

وأدان الاجتماع في بيانه العملية الإجرامية لما تمثله من مخاطر على أوضاع السودان داخلياً وإقليميا وعالميا إلى جانب تحديد المسؤوليات الأمنية في الحادثة.

وأشار البيان إلى التحري الفوري والاستعانة بالأصدقاء بما يسهم في كشف المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وأضاف البيان: سيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز التأمين ووضع الخطط الكفيلة بضمان أمن وسلامة قيادات الدولة والمواقع الاستراتيجية.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، صباح أمس الاثنين، عبر استهداف موكبه بسيارة مفخخة، عند كوبري كوبر بالعاصمة الخرطوم.