إيلاف: فيما شكلت القوى الشيعية العراقية لجنة سباعية تمثلها لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة فإن فشلها في مهمتها سيدفع الرئيس صالح إلى تكليف شخصية يختارها من دون الرجوع إلى القوى السياسية.. فيما اغتال مسلحون ناشطين في الحراك الشعبي في محافظة ميسان الجنوبية.

فقد أعلن في بغداد عن تشكيل الاحزاب السياسية الشيعية لجنة سباعية تمثلها ستعكف على اختيار رئيس الحكومة الجديدة خلفًا للمستقيل عادل عبد المهدي، وذلك اثر اعتذار المكلف السابق بالمهمة محمد علاوي عن إكمالها في الاول من الشهر الحالي بسبب ما قال إنها جهات غرقت في الفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية عرقلت مهمته لشعورها بأنها ستخسر مكاسبها الحزبية والشخصية.

امام اللجنة السباعية خمسة ايام كحد أقصى لاختيار المرشح وتقديم اسمه الى الرئيس العراقي برهم صالح ليقوم بتكليفه رسميًا بتشكيل الحكومة الجديدة. وعلمت "إيلاف" أن اللجنة تضم كلًا من نبيل الطرفي عن تحالف "سائرون" بقيادة مقتدى الصدر وعدنان فيحان عن تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، واحمد الفتلاوي عن تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، وباسم العوادي عن ائتلاف النصر بقيادة حيدر العبادي وحسن السنيد عن ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي وحيدر الفؤادي عن حزب عطاء براسة فالح الفياض، اضافة الى عبد الحسين الموسوي عن حزب الفضيلة بقيادة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي.

الرئيس صالح مجتمعًا مع رؤساء الكتل لبحث الترشيحات لرئاسة الحكومة الجديدة

من جهته، كشف القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي عن مرشحين أسماهم بالخطين الأول والثاني لرئاسة الحكومة الجديدة. وقال إن حسم اختيار رئيس الوزراء الجديد سيكون قبل انتهاء المهلة الدستورية، فيما استمرت الحوارات والمفاوضات حول الامر خلال الساعات الماضية.

واشار المطلبي في تصريح لوكالة "شفق نيوز" تابعته "إيلاف" الى انه خلال هذه الاجتماعات تم طرح أسماء من الخط الاول والخط الثاني.. موضحًا أن أسماء الخط الاول المرشحة هي (نوري المالكي وحيدر العبادي وفالح الفياض ومصطفى الكاظمي فيما تم طرح اسماء الخط الثاني وهم أسعد العيداني وهيثم الجبوري عدنان الزرفي).

وبحسب الدستور العراقي فإنه يجب اختيار مرشح جديد لتشكيل الحكومة خلال 15 يومًا من فشل المكلف بهذه المهمة عن انجازها حيث كان محمد علاوي قد اعتذر عن اكمال مهمته في الاول من الشهر الحالية، ولذلك فإن يوم الخميس المقبل سيكون الاخير امام اللجنة السباعية لإعلان مرشحها، وبعكسه سيقوم الرئيس صالح بتقديم مرشح من دون استشارة القوى السياسية.

لم تستطع القوى السياسية الشيعية لحد الآن رغم مرور عشرة أيام على اعتذار علاوي من الاتفاق على مرشح محدد لرئاسة الحكومة.

مسلحون يغتالون ناشطَين في محافظة جنوبية
اغتال مسلحون مجهولون مساء امس ناشطين اثنين في محافظة ميسان الجنوبية.

وقال مصدر أمني إن الناشط الفنان المسرحي عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل قد اغتيلا برصاص مجهولين في وسط مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان.

يشار الى ان عبدالقدوس قاسم وكرار عادل هما من ناشطي الاحتجاجات الشعبية في المحافظة، وقد عرفا بانتقاداتهما للأحزاب المتنفذة وغياب الخدمات والفساد المستشري في مؤسسات البلاد.

ويتعرّض ناشطو الاحتجاجات الشعبية إلى عمليات اختطاف واغتيال وتعذيب وترهيب على يد مسلحين ينتمون الى ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المرتبطة بإيران.

الناشطان عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل اغتيلا في مدينة العمارة الجنوبية

وكانت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جيني بلاسخارت قد اشارت في احاطتها الفصلية الى مجلس الامن الدولي في الاول من الشهر الحالي الى ان الكثير من العراقيين الشجعان الذين ما برحوا يدفعون ثمناً لا يمكن تصوره من أجل الاستماع إليهم يستحقون أن نعترف بالانتهاكات التي لا تطاق التي تعرّضوا لها، حيث أعمال القتل والاختطاف والعنف والتخويف والترهيب والتهديدات وهذه الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان ما زالت مستمرة وتتعارض مع كل ما هو محترم ولائق، وليس لها مكان في ظل النظام الديموقراطي.

وشددت على ضرورة وضع حد لهذه التجاوزات وتقديم الجناة الى القضاء، حيث ينتهي الإفلات من العقاب متى تبدأ المساءلة.
واشارت الى ان العدد الكبير من الجماعات المسلحة التي تعمل خارج نطاق سيطرة الدولة يمنع البلاد من العمل كدولة طبيعية.
ونوهت بأن هذا ليس أمراً يمكن للقادة السياسيين الاختباء خلفه، بل على العكس يجب عليهم حل هذه الكيانات المسلحة أو إدماجها بصورة رسمية تحت السيطرة الكاملة للدولة من دون أي تأخير. بمعنى آخر: هذا الأمر ليس عذراً للتقاعس السياسي والحكومي.

يشار الى ان العراق يشهد منذ الأول من اكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت من أجل تنفيذ مطالب معيشية ومكافحة الفساد والبطالة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمسك برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية حيث واجهتها القوات الحكومية بالعنف المفرط والميليشيات المسلحة بالاغتيال والاختطاف والتهديد ما اسفر عن مقتل 669 متظاهرا واصابة 24.488 آخرين.