مع تسجيل وفاة أول لبناني بفيروس كورونا، يبدو أن الدولة اللبنانية ستكون عاجزة في المستقبل عن مواجهة هذا الفيروس الذي انتشر في العالم ولم يستثنِ لبنان.

إيلاف من بيروت: مع تسجيل أول حالة وفاة بفيروس "كورونا" المُستجدّ، أمس، وارتفاع عدّاد الإصابات الجديدة بـ11 حالة ليُقفل ليلًا على 51 إصابة، بات السؤال عن خطة الطوارئ التي أعدّتها الدولة لمواجهة المرحلة المقبلة،وباتت حاجة مُلحّة.

ورغم أنّ التداعيات الراهنة كانت متوقعة منذ 21 فبراير الماضي، تاريخ تسجيل أول إصابة في لبنان، إلا أنه لا يبدو أن في حوزة السلطات المعنية ما يُبشّر خيرًا.

ومع انتشار فيروس كورونا في لبنان، كُلِّفت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية للفيروس بإصدار القرارات على صعيد الدولة، وإلى حينه لم يُتّخذ قرار رسمي موحّد بإقفال أماكن التجمّع كلّها دفعة واحدة. اللجنة تجتمع اليوم للبحث في مدى تنفيذ مقرّراتها الأخيرة مع الوزارات المكلّفة بالتنفيذ، كما تبحث احتمال إعلان مقرّرات جديدة ربطًا بتطوّر انتشار الفيروس.

قرارات
قرارات اللجنة توالت تصاعديًّا، فكان القرار الأول بإقفال المدارس والجامعات ودور الحضانة، ثم أعلنت إغلاق مراكز الترفيه مثل الأندية الرياضية والملاهي الليلية ودور السينما.

قرار إقفال مراكز الترفيه أثار الاستياء، إذ استثنيت منه المطاعم والمقاهي، خصوصًا التي تقدّم النرجيلة، وعليه طلب وزير السياحة رمزي مشرفية من تلك المؤسّسات "تقديم الخراطيم البلاستيكية التي تستخدم لمرّة واحدة فقط".

وهو قرار أثار بدوره الاستياء خوفًا من عدم القدرة على ضبط ومراقبة طريقة تقديم النراجيل، فيما تؤكد نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري أن "لا قرار بالإقفال حفاظًا على القطاع ومن أجل استمراريّته".

وزير الصحة
وغرّد وزير الصحة اللبناني حمد حسن عبر "تويتر" قائلًا: "قطار تجهيز وتصدّي المستشفيات الحكومية انطلق، كل شي بينشرى لح ينعلن على موقع الوزارة تطبيقًا لمبدأ الشفافية والمحاسبة. بس ما تنسوا كل الدول عجزِت عن الحّل، والتوصيات نفسها قواعد الحماية: التغذية، النظافة والوقاية الشخصية والمجتمعية، دير بالك ما تقول ما خصّني".

حديث الناس
واليوم لا حديث يشغل اللبنانيين سوى فيروس كورونا، الذي بات يتصدّر إهتمامات مختلف الأوساط والقطاعات، والهمّ الأساسي لهم، متقدّمًا على الأزمة الإقتصادية والمعيشية الحادّة التي يعيشونها، والأزمة المالية والنقدية التي وضعت البلد على حافّة الإنهيار، فضلًا عن الأزمات الأخرى، من السياسة إلى أزمة النّازحين السّوريين إلى أزمات المنطقة التي ترخي عادة بكل ثقلها على لبنان.

منسوب الإهتمام بالفيروس الذي بات يقضّ مضاجع اللبنانيين بشكل غير مسبوق، إرتفع في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل ″المصيبة″ عامّة ومشتركة بين جميع المواطنين، خصوصًا بعد الإعلان يوم أمس رسميًا عن وفاة أول شخص مصاب بالفيروس، ما جعل المخاوف ترتفع، ودفع كثيرين إلى التعامل بجدية مع تداعيات الفيروس، بعيدًا عن أساليب الفكاهة والسخرية التي سادت في الأيام السابقة، وتأكيدات أكثر من طرف أن لبنان مهدد بالإصابة بوباء فعلي، إذا لم يتخذ إجراءات وتدابير إحترازية لاحتواء الفيروس ومعالجة المصابين به على وجه السرعة.