في ترجمة أخيرة لعلاقة حزب الله الوطيدة بإيران، أدخل مسؤولون عديدون في الحزب إلى الحجر الطوعي بسبب كورونا المستجد، بعد لقاءاتهم بمسؤول إيراني تبين أنه مصاب بالفيروس.

إيلاف من بيروت: سربت تقارير صحافية مختلفة أخبارًا عن إصابة قيادات عليا في حزب الله في لبنان بفيروس "كورونا" بعدوى انتقلت إليهم من مسؤول إيراني؛ إذ نسبت قناة "العربية" الأربعاء إلى مصادر مطلعة قولها إن مسؤولين في حزب الله وُضعوا في حجر صحي خاص بالحزب، بينهم أمين عام الحزب حسن نصرالله نفسه، مع الإشارة إلى أنه لم يُصب بالفيروس، لكنه مدرج في الحجر الصحي تجنبًا لانتقال العدوى إليه.

إلا أن تقارير أخرى أكدت إصابة نصر الله بالفيروس بعد اجتماعه بعلي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، الذي زار لبنان في منتصف فبراير الماضي.

في الحجر الطوعي
بحسب مصادر "العربية"، بين القادة المحجور عليهم "المسؤول الجهادي في الحزب"، بعدما ظهرت علامات العدوى إثر لقائه بمسؤول إيراني زار بيروت أخيرًا، في اجتماع ضم مسؤولين في الحزب، بينهم الوزير السابق محمود قماطي، الذي اختار أن يحجر على نفسه طوعيًا، بعدما وصله خبر إصابة المسؤول الإيراني بالفيروس، نافيًا أن يكون هو نفسه مصابًا به. ومثله فعل هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان، لأنه حضر الاجتماع مع المسؤول الإيراني المريض.

وأصدر المكتب الإعلامي لحزب الله بيانًا نفي فيه خبر إصابة قماطي بفيروس الكورونا، قائلًا: "هذا الخبر عار من الصحة، ولسنا في وارِد إخفاء أي خبر في هذا الصدد في حال صحته. كما إننا نستغرب قيام أي جهة إعلامية بنشر أخبار من دون التأكد من صحتها، لذا نرجو من الجميع في هذا الوضع الحساس ضبط مصادر الأخبار بدقة أكبر"، متوعدًا بمقاضاة أي وسيلة إعلامية تشيع هذا الخبر.

إجراءات استثنائية
إلى ذلك، تقاطعت أنباء عن وضع مسؤول أمني رفيع المستوى في حزب الله في الحجر الصحي الخاص بالحزب، بعد وصوله من إيران على متن طائرة شهدت أوّل إصابة رسمية بكورونا في لبنان، وهي سيدة ما زالت في الحجر الصحي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي.

وكانت تقارير أفادت بأنّ حزب الله اتخذ فعليًا إجراءات استثنائية بعد تفشي الإصابة بفيروس كورونا في مناطق مختلفة تقع تحت سيطرته، بسبب عودة مصابين بالفيروس من زيارات دينية إلى مدينة قم الإيرانية؛ إلا أن مصادر خاصة بـ "إيلاف" نفت ما يتردد عن وضع الحزب بعض مقاتليه في معسكرات الحجر، عادوا حديثًا من إيران أو من منطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق، التي تقول التقارير إنها شهدت إصابة عدد لم يحدد من الإيرانيين فيها بفيروس كورونا.

هو المسؤول
يقول ناشطون مناوئون للحزب إن سياسته "الإيرانية" هي المسؤولة عمّا يحصل الآن، خصوصًا في البيئة الشيعية في لبنان، التي تفشى فيها الفيروس، بسبب عدم سماحه بقطع الخطوط الجوية مع إيران، وعدم التزام الآتين من إيران من أنصاره بإجراءات السلامة العامة المطلوبة.

وأكدت المصادر نفسها أن ثمة تململًا في البيئة الحاضنة لحزب الله، وبين ناشطين مدنيين في هذه البيئة، يتهمون الحزب بأنه مسؤول عن تفشي الفيروس في بيئة "المقاومة" لأنه لم يدع الحكومة اللبنانية منذ البداية تتخذ قرارًا بمنع وصول الطائرات الإيرانية إلى لبنان، أو بإقفال الحدود.