أسامة مهدي: حذرت الامم المتحدة اليوم من خطر استمرار قيام جماعاتٍ عراقية مسلحةٍ بأعمال مارقة ودعت الى ضبط النفس في العراق اثر تدهور الوضع الامني هناك بعد تبادل ضربات وهجومات بين مليشيا الحشد الشعبي والقوات الاميركية بينما اعتبرت الرئاسة العراقية الهجوم على معسكر التحالف الدولي في ضواحي بغداد اعتداء ارهابي يستهدف امن وسيادة البلاد.

ونددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت الخميس بالهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكر التاجي الذي تتمركز فيه قوات للتحالف الدولي في الضواحي الشمالية للعاصمة العراقية.

وقالت بلاسخارت في بيان صحفي اليوم تابعته "إيلاف" ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تدين الهجوم على معسكر التاجي الذي يضم جنودا للتحالف الدولي داعية إلى أقصى قدر من ضبط النفس.

واضافت ان "هذه الهجمات المستمرة تشكل تهديداً واضحاً وكبيراً للبلاد ولا يزال خطر قيام جماعاتٍ مسلحةٍ بأعمال مارقة يشكل مصدر قلق دائم. وزادت انه "بعيداً عن التهديد الأمني المباشر فإن ذلك من شأنه أيضاً أن يصرف الاهتمام السياسي الحاسم بعيداً عن الشأن الداخلي العاجل غير المُنجز.. وآخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة للثأر والمعارك الخارجية".

وشددت بلاسخارت على "إن ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من جميع الجهات هو السبيل الوحيد للمُضي قدماً وعلى الحكومة العراقية ممارسة سلطاتها الكاملة لمساءلة الجناة ومنع الهجمات في المستقبل".

واعربت عن تعازيها لأُسر وبلدان الضحايا الذين لقوا حتفهم وتمنت الشفاء العاجل للجرحى.

واعلن التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الاميركية اليوم ان ثلاثة من عناصر قواته قتلوا على الاقل فيما اصيب 12 اخرون بجروح في استهداف لمعسكر التاجي شمالي بغداد بـ 18 صاروخ كاتيوشا. واشار الى ان القصف أسفر عن مقتل جنديين أميركي وبريطاني ومتعاقد أميركي بحسب مسؤول عسكري أميركي.

حزب الله العراقي مسؤول عن قصف التاجي

وتعتقد مصادر عراقية ان اللواء 45 في الحشد الشعبي التابع لكتائب حزب الله العراقي المرتبطة بايران والمدعومة من الحرس الثوري يقف وراء الهجوم.

وعلى الفور قامت طائرات اميركية باستهداف مراكز ومعسكرات للحشد على الحدود العراقية السورية.

ومن جانبه اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 18 مسلحا على الأقل من ميلشيات الحشد إثر قصف بـ 10 ضربات جوية من قبل ثلاث طائرات للتحالف الدولي تركزت على منطقة الحسيان وقاعدة الإمام في البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية.

جنود للتحالف الدولي في معسكر التاجي شمال بغداد

وأوضح أن الغارات نفذتها "طائرات حربية" وليست مسيرة وقد قدمت من الاجواء العراقية حيث سمع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة التي يتواجد فيها معسكرات للحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني وميليشيات سورية موالية لإيران.

وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق قد أعلنت مساء الأربعاء، سقوط عشرة صواريخ كاتيوشا داخل معسكر التاجي في هجوم هو الثاني والعشرين منذ نهاية أكتوبر تشرين الأول الماضي ضدّ مصالح أميركية في العراق.

رئاسات العراق تعتبر الهجوم على التاجي ارهابيا

واعتبرت الرئاسة العراقية لقصف الذي استهدف معسكر التاجي في بغداد بأنه اعتداء ارهابي.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان اليوم تابعته "إيلاف" إن "الاعتداء الإرهابي على قاعدة التاجي العسكرية والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من المدربين والمستشارين ضمن قوات التحالف الدولي هو استهداف للعراق وأمنه".

وشددت على ضرورة "إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه".

كما وجه رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبد المهدي بفتح تحقيق فوري "لمعرف الجهات التي أقدمت على هذا العمل العدائي والخطير وملاحقتها والقاء القبض عليها وتقديمها للقضاء ومهما كانت الجهة.

بارزاني يدعو لتعقب مهاجمي المعسكر وتقديمهم للقضاء

كما دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني السلطات العراقية المسؤولة الى تعقب منفذي الهجوم وتقديمهم للقضاء ومنع تكرار هذه الهجمات والأعمال العدوانية التي تؤدي إلى التوتر وتزيد الأوضاع تأزماً.

وقال بارزاني في بيان "ندين بشدة الهجوم الصاروخي الذي استهدف قوات التحالف الدولي المتواجدة في معسكر التاجي ببغداد الليلة الماضية والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من جنود التحالف الدولي".

واشار الى انه "بينما نقدم تعازینا لأسر الضحایا ودولھم ونشارکھم أحزانھم، نؤكد ثانیة على أن هذا الهجوم سابقة خطيرة تضر بمصالح العراق وتعرض الوضع في البلد للخطرخاصة وأن الإرهاب مازال يشكل تهديداً حقيقياً ولا يزال داعش يمثل تهديداً جدياً لأمن العراق والمنطقة والقضاء علیە بحاجة إلی تعاون ودعم التحالف الدولي".

ودعا بارزاني "الجهات العراقية المسؤولة بتعقب منفذي الهجوم وتقديمهم للقضاء والحؤول دون تكرار هذه الهجمات والأعمال العدوانية التي تؤدي إلى التوتر وتزيد الأوضاع تأزماً".

واشنطن لن تسامح المهاجمين

وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه لن يتم التسامح بشأن الهجوم الذي استهدف قاعدة التاجي العسكرية وقال في تغريدة على "تويتر" مؤكدا "لن يتم التسامح بشأن الهجوم المميت الذي استهدف قاعدة التاجي العسكرية في العراق".

وأشار بومبيو الى أنه اتفق مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على أنه يجب محاسبة المسؤولين عن القصف.