أسامة مهدي: كشف خبير أمني عراقي عن اجتماعات تعقد منذ فجر اليوم لقيادات عسكرية للعراق والتحالف الدولي حول تعرض معسكر التاجي شمال بغداد لقصف صاروخي أدى إلى مقتل أميركيين وبريطاني متوقعا رداً عسكرياً أميركياً سريعاً وقاسياً ضد المليشات المنفذة للهجوم والتي اغلقت هواتفها واختفت خشية استهدافها.

وأشار الخبير الأمني الاستراتيجي العراقي هشام الهاشمي في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" تابعتها "إيلاف" اليوم إلى أنّ "اجتماعات مكثفة تعقد منذ فجر الخميس بين قيادات عراقية من القوات المسلحة ودوائر المعلومات وأخرى من التحالف الدولي لتشخيص الخلية التي نفذت ضربة التاجي مساء امس ومعرفة هويتها الفصائلية حيث المؤشرات توكد ان أميركا وقوات التحالف لم يكتفوا بغارات البوكمال في سوريا (التي وجهتها لفصائل عراقية شيعية مرتبطة بايران مساء امس اثر قصف معسكر التاجي بضواحي بغداد الشمالية ومقتل أميركيين اثنين وبريطاني) وان الرد على الأرض العراقية قد يكون قريبا".

وأوضح أن الأهداف التي استهدف بالضربات الأميركية مساء امس "كانت لفصائل مسلحة شيعية غير سورية في مناطق داخل العمق السوري في البوكمال وكان من بينهما فصائل عراقية تقاتل تحت امرة الحرس الثوري الايراني تعمل على تأمين طريق النقل بين العراق وسوريا قتل منها امس جراء غارات التحالف نحو 27 عنصرا وجرح نحو 38 عنصرا عراقيا".

وتوقع الخبير الأمني أن يصرح القائد العام للقوات المسلحة رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبد المهدي عبر بيان يناقشه مع الرئاسات العراقية الأخرى بإعلان ان تلك الفصائل المتمردة ستعامل معاملة الجماعات الارهابية وأن كثيراً من قيادات الفصائل خارج هيئة الحشد الشعبي قد تغيب عن المشهد القادم لأسباب عديدة أهمها الملاحقة القضائية الدولية والمحلية".

معسكر التاجي بضواحي بغداد الشمالية حيث يتواجد عسكريون للتحالف الدولي

وزاد الهاشمي منوها إلى أنّ "فصائل خارج هيئة الحشد منظمات مسلحة وهي ذراع لتصدير الثورة الإيرانية وحيث هنالك بعدٌ غير مدروس يتلخّصُ في أنّها ذراع مسلح لبعض الأحزاب الشيعية المسيطرة وهذه الفصائل تعيش في فوضى تحدي القوات الأميركية والتحالف الدولي وضربة التاجي استفزاز آخر لأميركا وربما الرد سيكون قاسيا ولن يتأخر".

وقد جه رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي بفتح تحقيق فوري "لمعرفة الجهات التي أقدمت على هذا العمل العدائي والخطير وملاحقتها والقاء القبض عليها وتقديمها للقضاء ومهما كانت الجهة" على حد قوله حيث انه في كل مرة تؤكد القوات العراقية العثور سريعاً على منصة إطلاق الصواريخ في تلك الهجمات إضافة إلى صواريخ غير منفجرة غير أن التحقيقات لم تعلن مطلقا عن منفذي الهجمات.

قتلى بالعشرات وتدمير معسكر للمليشيات وقادتها أغلقوا هواتفهم واختفوا

ومن جهته، أبلغ مصدر عراقي "إيلاف" اليوم ان قادة مليشيات الحشد الشعبي قد ادركوا ان انتقام واشنطن لمقتل جنود التحالف مساء امس سيستهدفهم سريعا بضربات جوية او صاروخية قد تكون عبر طائرات مسيرة فاغلقوا هواتفهم وغيروا اماكن وجودهم المعتادة بعيدا عن مقرات عملهم.

وأشار إلى أنّ اللواء 45 في الحشد الشعبي التابع لكتائب حزب الله العراقي المرتبطة بايران والمدعومة من الحرس الثوري يقف وراء قصف التاجي.
وأضاف أن معسكرات تابعة لميليشيا النجباء وكذلك لكتائب حزب الله تعرضت لقصف جوي عنيف خلّف عشرات القتلى والجرحى فيما تم تدمير معسكر للنجباء بالكامل.

واشنطن ولندن: سنحاسب المسؤولين عن الهجوم

وهدد وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم على قاعدة التاجي الذي اسفر عن مقتل جندي بريطاني وأميركيين اثنين ضمن بعثة التحالف الدولي في العراق.

وقال راب في تغريدة على حسابه في تويتر "لقد تكلمت مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بخصوص هجوم الليلة الماضية الجبان على قاعدة التحالف". وأكد بالقول "سندافع ضد هذه الأعمال المؤسفة ومحاسبة المسؤولين. مشاعري مع أسر القتلى".

وطالب السلطات العراقية باتخاذ تحرك لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم وقال "ينبغي أن نعثر على المسؤولين.. أرحب بدعوة الرئيس العراقي لفتح تحقيق فوري لمحاسبة الجناة.. لكن لابد أن نرى تحركا".

ومن جانبه شدد بومبيو على انه لن يتم التسامح مع منفذي هجوم التاجي وقال في تغريدة على تويتر "لن يتم التسامح بشأن الهجوم المميت الذي استهدف الاربعاء قاعدة التاجي العسكرية في العراق". وأشار إلى أنّه اتفق مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على أنه "يجب محاسبة المسؤولين".

رئيس البرلمان العراقي يصف الهجوم بالارهابي

ومن جهته دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ إجراءات حازمة وصارمة تجاه أي استهداف يطال المعسكرات والقواعد العسكرية العراقية التي تضم قوات التحالف.

وشدد الحلبوسي بحسب بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف" على ضرورة فتح تحقيق فوري لمعرفة الجهة المنفذة للهجوم على التاجي الذي وصفه بالارهابي وملاحقتها ومحاسبتها. ‎وأشار إلى أن مثل هذه الاعتداءات هي استهداف لأمن العراق وسلامة أراضيه.

ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية على الإطلاق ضد مصالح أميركية في العراق منذ سنوات عدة ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم فصائل شيعية موالية لطهران بشنّ هجمات مماثلة في إطار التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة منذ أشهر.

الامم المتحدة: جماعات مسلحة مارقة تنفذ هجمات مقلقة

واليوم حذرت الامم المتحدة من خطر استمرار قيام جماعاتٍ عراقية مسلحةٍ بأعمال مارقة ودعت إلى ضبط النفس في العراق اثر تدهور الوضع الأمني هناك بعد تبادل ضربات وهجومات بين مليشيا الحشد الشعبي والقوات الأميركية.

الناشط العراقي رضا العقيلي نجا اليوم من محاولة اغتيال بسبع رصاصات في محافظة ميسان الجنوبية

ودانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت في بيان الخميس تسلمت "إيلاف" نصه الهجوم على معسكر التاجي الذي يضم جنودا للتحالف الدولي داعية إلى أقصى قدر من ضبط النفس.

واضافت ان "هذه الهجمات المستمرة تشكل تهديداً واضحاً وكبيراً للبلاد ولا يزال خطر قيام جماعاتٍ مسلحةٍ بأعمال مارقة يشكل مصدر قلق دائم. وزادت انه "بعيداً عن التهديد الأمني المباشر فإن ذلك من شأنه أيضاً أن يصرف الاهتمام السياسي الحاسم بعيداً عن الشأن الداخلي العاجل غير المُنجز.. وآخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة للثأر والمعارك الخارجية".

وكان التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية قد اعلن الليلة الماضية ان ثلاثة من عناصر قواته قتلوا على الاقل فيما اصيب 12 اخرون بجروح في استهداف لمعسكر التاجي شمالي بغداد بـ 18 صاروخ كاتيوشا. وأشار إلى أنّ القصف أسفر عن مقتل جنديين أميركي وبريطاني ومتعاقد أميركي.