الرباط: انضافت ليبيريا إلى الدول التي فتحت تمثيليات ديبلوماسية في المحافظات الصحراوية بالجنوب المغربي، والتي أرتفع عددها إلى 12 دولة منذ شهر يونيو الماضي.

وترأس وزير خارجية ليبيريا جبهزوهنجارم ميلتون فندلي رفقة نظيره المغربي ناصر بوريطة أمس حفل افتتاح قنصلية ليبيريا في مدينة الداخلة القريبة من الحدود المغربية - الموريتانية.

تجدر الإشارة إلى أن فندلي أعلن عن هذه الخطوة خلال زيارة قام بها للرباط قبل أسبوع بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.

وتعكس هذه الخطوة التوجه الجديد للسياسة الخارجية لليبيريا. فمنذ أن تولى رئاستها جورج ويا، اللاعب الدولي السابق والإفريقي الوحيد الفائز بالكرة الذهبية ولقب أفضل لاعب في العالم، وضعت ليبيريا مسافة بينها وبين جنوب إفريقيا التي كانت تتحكم في سياستها الخارجية، وكان من نتائج هذه الاستقلالية تغير موقف ليبيريا من نزاع الصحراء لصالح المغرب، بخلاف سياسة جنوب إفريقيا التي تعد من كبار الداعمين الأفارقة لجبهة البوليساريو الانفصالية وللموقف الجزائري ازاء نزاع الصحراء.

ويعد توالي افتتاح الدول الإفريقية لقنصليات في مدن الصحراء من ثمار عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ودبلوماسيته الإفريقية الجديدة، كما يعكس من جانب آخر الديناميكية التنموية الاقتصادية والاجتماعية للحواضر الصحراوية، خاصة الداخلة والعيون، والتي استقبلت آلاف المهاجرين الأفارقة الذين استقروا مع أسرهم بالمدينتين اللتان أصبحتا توفران لهم فرص الشغل والعيش الكريم، مستفيدين من التسهيلات التي أقرها المغرب أخيرا لتسهيل إقامة الأفارقة بالمدن المغربية وتسوية أوضاعهم القانونية بها.

ورغم الضغوط التي مارستها الجزائر، وقيامها باستدعاء سفراء الدول التي فتحت قنصليات بالمدن الصحراوية ،وأصدرت بيانات تنديدية تنعث فيها افتتاح هذه القنصليات بالعمل "الاستفزازي الذي يهدف إلى تقويض عملية تسوية مسألة الصحراء التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة، ينتهك القواعد والمبادئ التي تحكم وضع الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي والحق غير القابل للشعب الصحراوي في تقرير المصير"، إلا أن الدول الإفريقية الصديقة للمغرب واصلت فتح قنصلياتها بالمدن الصحراوية، في سياق التحول الذي عرفته الدبلوماسية المغربية، والذي يتجه إلى ترسيخ بسط سيادة المغرب على الصحراء.