أسامة مهدي: فيما كشفت القوات العراقية عن نتائج الضربات الجوية الاميركية لمقار ومخازن اسلحة الحشد الشعبي في مناطق مختلفة من البلاد، فقد حذرت الرئاسة العراقية من الذهاب الى حالة الفوضى واللادولة، بينما قررت الخارجية العراقية استدعاء سفيري واشنطن ولندن في بغداد.

وقالت وزارة الخارجية العراقية انها قررت استدعاء سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا في بغداد احتجاجا على القصف الاميركي لمواقع مسلحة بينها للحشد الشعبي فجر اليوم.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان مقتضب تابعته "إيلاف" إن وزير الخارجية محمد علي الحكيم يعقد حاليا اجتماعا طارئا بمشاركة وكلاء الوزارة ومستشاريها لتدارس الاجراءات بشأن الاعتداء الاميركي.

واضاف ان وزير الخارجية وجه باستدعاء سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا لدى بغداد من دون الكشف عن تفاصيل اخرى.

كشف نتائج الضربات الاميركية

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية الجمعة عن مقتل 6 عناصر للحشد واصابة اخرين جراء قصف اميركي استهداف مواقع عسكرية في عدة محافظات.
واضافت القيادة في بيان تابعته "إيلاف" تعرض العراق فجر اليوم الى اعتداء سافر من طائرات اميركية مقاتلة استهدفت قطعات عسكرية في مناطق محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) وهي :جرف النصر والسعيدات والبهبهاني ومنشأة الاشتر للتصنيع العسكري السابق ومطار كربلاء قيد الإنشاء الواقع على الطريق الرابط بين كربلاء والنجف.

وقالت ان هذا العدوان ادى الى مصرع ثلاثة مقاتلين وأربعة جرحى من مغاوير الفرقة التاسعة عشرة للجيش، اثنان منهم بحالة حرجة ومصرع اثنين وجرح اثنين من منتسبي فوج طوارئ شرطة بابل ومازالت جثثهم تحت الانقاض وسقوط خمسة جرحى من مقاتلي اللواء 46 لهيئة الحشد الشعبي، ومقتل عامل مدني في مطار كربلاء قيد الإنشاء وجرح آخر وتدمير البنى التحتية بالكامل والمعدات والأسلحة في جميع المقار التي استهدفت من قبل الطيران الاميركي.

واوضحت ان "هذه حصيلة اولية" وقالت "إن هذا الاعتداء ينتهك مبدأ الشراكة والتحالف بين القوات الامنية العراقية والجهات التي خططت ونفذت هذا الهجوم الغادر الذي تسبب في إزهاق ارواح المقاتلين العراقيين وجرحهم وهم في واجباتهم العسكرية كل حسب قاطع المسؤولية".

واشارت الى ان "التذرع بأن هذا الهجوم جاء كرد على العمل العدواني الذي استهدف معسكر التاجي هو ذريعة واهية وتقود إلى التصعيد ولا تقدم حلا للسيطرة على الاوضاع بل يقود الى التصعيد وتدهور الحالة الامنية في البلاد ويعرض الجميع للمزيد من المخاطر والتهديدات، كما انه تصرف خارج إرادة الدولة العراقية واعتداء على سيادتها ويقوي التوجهات الخارجة عن القانون فلا يحق لأي طرف ان يضع نفسه بديلا عن الدولة وسيادتها وقرارتها الشرعية".

واعتبرت "ان هذا الاعتداء لا يمت لأي شراكة او احترام لسيادة العراق وسلامة ارضه وسمائه ومواطنيه وستكون له عواقب ترتد على الجميع بأشد المخاطر إن لم تتم السيطرة عليها واحترام الجميع لإرادة وسياسات الدولة العراقية".

الرئيس صالح يحذر من ذهاب العراق الى حالة الفوضى واللادولة

وحذر الرئيس العراقي برهم صالح من مخاطر ذهاب العراق الى حالة الفوضى واللادولة مشددا على منع تحول أراضيه إلى ساحة حرب بالوكالة.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" انها "تستنكر القصف الأجنبي الذي استهدف مواقع عديدة داخل اراضي العراق وتعده انتهاكاً للسيادة الوطنية وتجدد التأكيد على أن معالجة الأوضاع الأمنية تأتي من خلال دعم الحكومة العراقية للقيام بواجباتها وتعزيز قدراتها وإرادتها لفرض القانون وحماية السيادة ومنع تحول أراضيها إلى ساحة حرب بالوكالة".

واشارت الى إن "الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الدولة هي إضعاف ممنهج وخطير لقدراتها وهيبتها، بالتزامن مع مرحلة يواجه فيها العراق تحديات جسيمة وغير مسبوقة سياسياً، اقتصادياً ومالياً، أمنياً وصحياً".. وحذرت من ان "من شأن هذه المخاطرإذا ما استمرت الانزلاق بالعراق إلى حالة اللادولة والفوضى لا سيما إذا ما تواصل التصعيد الأمني، مع توفر المؤشرات حول محاولة عناصر داعش الإرهابي استعادة قدرتهم على تهديد أمن الوطن والمواطن".

واكدت الرئاسة على إن "هذه اللحظة التاريخية تستوجب التماسك الوطني ورصّ الصفوف حول مشروع وطني يرتكز على مرجعية الدولة ذات السيادة و القرار المستقل ومنع تحول العراق إلى ساحة حرب للأخرين، والتركيز على استكمال وحماية النصر على الإرهاب".. داعية المجتمع الدولي دعم العراق في هذا المسعى واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل.

الصدر يدعو الى ضبط النفس ومليشيات تهدد

ومن جانبه دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى ضبط النفس وتجنيب العراق التوترات والصراعات، وقال في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف " انه "في خضم هذه البلاءات العظيمة التي تصب على العالم بصورة عامة وعلى الشعب العراقي بصورة خاصة، فإنه يجب تجنيب العراق المزيد من التوترات والصراعات والابتلاءات".

واكد على ضرورة "ضبط النفس ونشر السلام في ربوع عراقنا الحبيب وترك العنف الى أن يأذن الله". وأضاف "يجب تجنيب العراق المزيد من التوترات والصراعات والابتلاءاتط، داعياً إلى "ضبط النفس ونشر السلام في ربوع عراقنا الحبيب وترك العنف".

وزاد "نراعي الظروف المحيطة بالشعب العراقي الأبي ونسأل الله أن يخلصه من المحتل والفاسد على حد سواء".. وشدد بالقول "نحن لسنا دعاة سلم مع المحتل الا اننا نراعي الظروف المحيطة بالشعب العراقي الأبي الذي نسأل الله أن يخلصه من المحتل والفاسد على حدٍ سواء".

ومن جانبها، هاجمت مليشيا حركة النجباء الموالية لإيران ما اسمتها "الجهات التي وصل صراخها بالأمس إلى عنان السماء وقد مزقوا آخر ثوب لحيائهم وهم يملأون الدنيا عويلا لاستهداف القوات الأميركية وصمتت عن ضرب مقرات الحشد الشعبي وقوات الطوارئ ومقرات للجيش العراقي ومطار كربلاء المدني".

بينما خاطبت ميليشيا كتائب حزب الله من اسمتهم "الذين سارعوا بالاستنكارات وابداء تعاطفهم" مع القوات الأميركية قائلة "بئس ما فعلتم، وتبا للعقول والنفوس الرخيصة أيا كان انتماؤها".

وفي وقت سابق اليوم قالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في بيان إن الغارات استهدفت منشآت في العراق تسيطر عليها ميليشيا كتائب حزب الله وهي الميليشيا التي يحملها المسؤولون الأميركيون مسؤولية الهجوم على المصالح الأميركية في العراق.

واشارت الى ان الأهداف تضمنت مرافق تخزين تضم أسلحة تستخدم لاستهداف القوات الأميركية وقوات التحالف موضحة ان الضربات بأنها "دفاعية ونسبية واستجابة مباشرة للتهديد" الذي تشكله الميليشيات المدعومة من إيران.

وأوضحت الدفاع الأميركية أن العملية كانت "من أجل خفض قدرات هؤلاء على تنفيذ هجمات مستقبلية على قوات التحالف". وأضافت "يتوجب على هذه المجموعات وقف هجماتها على القوات الأميركية وتلك التابعة إلى التحالف وإلا فسيكون عليها تحمل العواقب في الزمن والمكان اللذين نختارهما".

ومن جهتها، اكدت قناة إيرانية معارضة أن ضابطا برتبة عقيد في قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قتل في الهجوم الاميركي اليوم على مواقع تابعة للحشد الشعبي في محافظة بابل جنوب بغداد، موضحة ان العقيد والعضو البارز في قوات الحرس الثوري سيامند مشهداني لقي مصرعه في الهجوم الأميركي.

ويشير الهجوم الصاروخي للمليشيا العراقية والرد الأميركي اليوم إلى تصعيد جديد بين الولايات المتحدة الأميركية ووكلاء إيران في المنطقة.

وكانت الولايات المتحدة شنت غارة بطائرة من دون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يضم مليشيات مسلحة موالية لايران.