إسماعيل دبارة: تتّجه قوات الأمن الإيرانية لإخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال 24 ساعة في مسعى للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق ما أفاد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجمعة.

وقال محمد حسين باقري في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون إن لجنة تم تشكيلها حديثا ستتولى مهمة الإشراف على "إخلاء المتاجر والشوارع" من الناس خلال الساعات الـ24 المقبلة.

أفاد أنه "خلال الأيام العشرة القادمة، ستتم مراقبة جميع الإيرانيين عبر الفضاء الإلكتروني والهواتف وإذا لزم الأمر، شخصيا. وسيتم تحديد جميع الأشخاص الذين يشتبه بأنهم مرضى". ودخلت الإجراءات حيّز التنفيذ بعدما أمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي القوات المسلحة بقيادة عمليات مكافحة فيروس كورونا المستجد.

تعد الإجراءات الأخيرة الأكثر تشددا التي يتم فرضها في إيران لمواجهة ما اعتبرت بين أسوأ بؤر تفشي الفيروس خارج الصين.
وأعلنت الجمهورية الإسلامية الجمعة عن 85 وفاة جديدة جراء الفيروس، في أعلى حصيلة يومية منذ أُعلنت أولى حالات الوفاة في 19 فبراير.

غلق المتاجر
أمرت السلطات الإيرانية الجمعة بإغلاق الشوارع والمتاجر في إيران وأعلنت أن المواطنين سيخضعون "للرقابة"، في إطار إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى حتى الآن بأكثر من 500 شخص في إيران.

وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري للتلفزيون الرسمي أن قوات الأمن "ستبدأ بإخلاء المتاجر والشوارع والطرقات، بموجب قرار اتخذ على المستوى الوطني ويبدأ تطبيقه خلال الساعات الـ24 المقبلة".

وأفاد أنه "خلال الأيام العشرة القادمة، ستتم مراقبة جميع الإيرانيين عبر الفضاء الإلكتروني والهواتف وإذا لزم الأمر، شخصيا. وسيتم تحديد جميع الأشخاص الذين يشتبه بأنهم مرضى". ومنذ إعلان أولى الوفيات جراء الفيروس في فبراير، أغلقت السلطات الإيرانية المدارس وأرجأت مناسبات وأوصت بعدم السفر، قبل بدء عطلة رأس السنة الفارسية التي تقع هذا العام بين 19 مارس و3 ابريل.

ورغم هذه الإجراءات، ارتفعت الحصيلة الرسمية للوفيات والإصابات بشكل كبير. وأمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الخميس القوات المسلحة بقيادة عمليات مكافحة فيروس كورونا المستجد عبر تكثيف جهودها.

على الجانب الصائب من التاريخ
وأعلنت الجمهورية الإسلامية الجمعة 85 وفاة جديدة جراء الفيروس، في أعلى حصيلة يومية منذ أُعلنت أولى حالات الوفاة في 19 فبراير. وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور أنه "في كل أنحاء البلد، تم تسجيل 1289 إصابةً جديدة على الأقل".

وقالت إيران الخميس إنها طلبت مساعدة صندوق النقد الدولي، حيث دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجهاز في تغريدة إلى أن "يقف في الجانب الصائب من التاريخ".

فعل المزيد
وفي رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا ظريف كذلك إلى وضع حد للعقوبات الأميركية التي "تقوض جهودنا في التصدي لوباء كوفيد-19 في إيران".

ومنذ انسحابها فردياً في مايو 2018 من الاتفاق النووي، تعتمد الولايات المتحدة سياسة "ضغوط قصوى" ضد إيران بهدف شلّ الموارد المالية للحكومة، خصوصاً من خلال إعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة.

نظرياً، لا تخضع الأدوية والمعدات الطبية لعقوبات واشنطن، لكن في الواقع تواجه تلك المواد حظراً أميركياً مع رفض البنوك الدولية عموماً التعاملات المالية التي تشمل إيران خشية من الرد الأميركي.

ورحبت منظمة الصحة العالمية الخميس بجهود إيران في احتواء المرض، بعد مهمة لمدة خمسة أيام لوفد من المنظمة ضمّ خبراء في الصحة العامة.

وأعلن المدير الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان الخميس "نعتبر أن استراتيجيات وأولويات إيران للسيطرة على كوفيد-19 تسير في الاتجاه الصحيح"، مضيفاً "لكن يجب فعل المزيد".

وقال المسؤول "اتفقنا على مجالات ذات أولوية يجب نقلها إلى المستوى التالي بمساعدة السلطات الصحية، واستناداً الى الخبرات في الصين وخارجها".

تشير وزارة الصحة إلى أن 514 شخصا توفوا بالمجمل جراء الفيروس من بين 11364 إصابة مؤكدة في إيران، ما يجعلها من بين أكثر البلدان تضررا بعد الصين وإيطاليا. وأصيب نواب ومسؤولون حكوميون حاليون وسابقون عدة بالفيروس، وتوفي بعضهم.

وأعلنت السلطات وضع المستشار الرئيس للمرشد الأعلى علي أكبر ولايتي في الحجر بعد أن ظهرت عليه "أعراض خفيفة" لفيروس كورونا المستجد. وذكّرت إيران الخميس بمسؤولية صندوق النقد الدولي الذي قالت إنها طلبت مساعدة منه، استثنائيا، لمواجهة كوفيد-19.

وأكد حاكم المصرف المركزي الإيراني عبد الناصر همتي طلب مساعدة من الصندوق الدولي "بقيمة حوالي 5 مليارات دولار".
وقدّرت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أن إيران تبذل "أقصى ما بوسعها" لاحتواء وباء كوفيد-19 لكن البلد يعاني نقصا حادا في التجهيزات.

ولا تبدو الاجراءات الجديدة صادمة ولا مستغربة، منذ أن أمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي القوات المسلحة بقيادة عمليات مكافحة فيروس كورونا. والايرانيون يملكون تجارب وماضيا غير مشرق في تعامل قواتهم المسلحة مع مستجدات من هذا النوع.

وتبدو الإجراءات الأخيرة ومن بينها احالة ملفّ مواجهة كورونا إلى الجيش عوضا عن السلطات الصحية، من بين الاجراءات الأكثر تشددا التي يتم فرضها في إيران لمواجهة بؤرة من أسوأ بؤر تفشي الفيروس بعد الصين.

وأعلنت إيران اليوم الجمعة، عن 85 وفاة جديدة جراء الفيروس، في أعلى حصيلة يومية منذ أُعلنت أولى حالات الوفاة في 19 فبراير.

وتشير وزارة الصحة إلى أن 514 شخصا توفوا بالمجمل جراء الفيروس من بين 11364 إصابة مؤكدة في إيران.