إيلاف: كشف المكلف السابق بتشكيل الحكومة العراقية اسرارًا عن فشل مهمته، متهمًا قوى سياسية بالتمسك بالمحاصصة وبمرشحين قدمتها لتولي حقائب وزارية، الامر الذي دفعه الى الاعتذار عن المهمة التي كلف بها.

سرد محمد توفيق علاوي المكلف السابق بتشكيل الحكومة العراقية، والذي اعتذر في الاول من الشهر الحالي عن انجاز مهمته، كشف خفايا مباحثاته مع الكتل والأحزاب السياسية خلال فترة التكليف، مشيرا الى ان الواقع السياسي في العراق سيء، وأن الكثير من المتصدين للمشهد السياسي في البلاد فاسد.

الكثير من السياسيين فاسد
وقال علاوي في مقابلة مع قناة الفرات الفضائية في أول حديث متلفز له بعد اعتذاره عن التكليف وتابعته "إيلاف" مساء امس ان ترشيحه لتشكيل الحكومة كان من مجموعة نواب، وليس من الكتل السياسية.. معبّرا عن الاسف لان اشخاصًا إدّعوا انهم مفاوضون او وسطاء له، رغم انه لم يكن لديه ممثل او فريق تفاوضي في تشكيل الحكومة، وقام بنفسه في اختيار المرشحين للوزارات.

وأضاف ان "الواقع السياسي سيء، وأن الكثير من المتصدين للمشهد فاسد، وأن كتلًا قدمت قوائم مرشحين رفضتها".. موضحا انه جمع السير الذاتية لـ 400 شخص من اجل دراستها وتسمية من هو مناسب للحقيبة الوزارية التي سيكلف بها.

كتل شيعية تمسكت بالمحاصصة وسنية أرادت فرض مرشحيها
وأكد علاوي انه "أبلغ الكتل برفضه أي مرشح منها بعدما قدمت فوى سياسية قوائم بأسماء مرشحين لها". وشدد على انه لم ينطلق بالطائفية في الترشيحات، وتفاجأ ان كتلاً شيعية تمسكت بالمحاصصة الطائفية، لكنه رفض ذلك.

قال علاوي "خصصت 8 وزارات للمكون السني، الا ان بعض الاطراف الشيعية طالبت بتقليصها الى 6 وزارات، وقلت لهم انه ليس بالضرورة ان اختار وفق المحاصصة السياسية والطائفية".

وكشف ان "رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي كان يصر على تعيين أشخاص مرشحين من قبله وكذلك كتل من تحالف فتح بزعامة هادي العامري ضغطت بهذا الاتجاه".. مشيرا الى ان "مدراء المكاتب في الوزارات ينتمون إلى أحزاب، وهم من يديرون تلك الوزارات، وهذا حاصل في حكومة عادل عبد المهدي".

واكد علاوي ان بعض الاطراف من تحالف الفتح طلبوا مواقع، وبسبب رفضه وقفوا موقفا معاديا له.. مبينا ان بعض الأطراف السنية وقفت معه، مثل جبهة أسامة النجيفي (جبهة الانقاذ والتنمية) والنائب مثنى السامرائي وكتلة خميس الخنجر (المشروع العربي في العراق) بخلاف كتلة الحلبوسي التي وقفت ضد تمرير حكومته.

الاكراد تجاوبوا ثم عارضوا
وأشار علاوي الى ان الاكراد قبلوا بمقترحه في ان يرشحوا وزير دولة لشؤون اقليم كردستان يكون سياسياً، وحصل على موافقة مبدئية منهم، الا انهم ابلغوه بعدم التصويت على الحكومة من دون موافقة الحلبوسي.

علاوي يلقي كلمته إلى العراقيين

وشدد علاوي بالقول "شعرت بالخذلان من عدم تمرير التشكيلة الحكومية بسبب المحاصصة العميقة بشكل كبير، وتوقعت تنازلات منهم"، مبينا ان "كتلاً وقفت معي وقفة كبيرة، مثل سائرون بزعامة مقتدى الصدر، والحكمة برئاسة عمار الحكيم، والنصر بزعامة حيدر العبادي، لكن كتلة دولة القانون برئاسة نوري المالكي وقفت بالضد مني".

المالكي وقف ضد علاوي لاسباب شخصية
وأوضح علاوي ان "معارضة دولة القانون كانت لخلاف شخصي مع رئيس الائتلاف نوري المالكي الذي يتخيل ان الجميع يتآمرون عليه، ولم يقف بجانبي في التكليف من البداية حتى النهاية" حسب قوله.

واكد انه "لم يزر ايران، وعلاقتي معها ليست سيئة، ولكن لست تابعًا لها أو لديّ خلاف معها، ولم تقف بالتأييد او الاعتراض علي" مبينا ان "موقف الاميركيين يقضي بأن لا يكون المرشح تبعًا لهم او لايران، وصار هناك نوع القبول لترشيحي، لكن ليس بالتأييد الصريح".

تحذير من الذهاب الى المجهول
واضاف علاوي ان "تعهداتي في التكليف كانت خطوة أولى لرحلة 100 ميل، وعملت على ان تكون قوة الوزير بكفاءته، وليس بإسناده السياسي".. وأشار بالقول إلى أن "عملية تكليف لم تكن سهلة، ووضعت دمي على كفي، وكنت انوي مواجهة الفساد بكل قوة".

وحذر محمد علاوي في الختام من ان "رئيس الوزراء المقبل اما ان يختار بالمنهج نفسه الذي سعيت إليه، وقد لا تمرر وزارته، او على نهج الحكومات السابقة بعد 2003، وتمرر وزارته، ثم نمضي الى المجهول، وستستمر السرقات".

وكان علاوي قد اعتذر في الاول من الشهر الحالي عن تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة متهمًا جهات قال انها غرقت بالفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية بعرقلة مهمته، ودعا العراقيين الى الاستمرار في بالضغط من خلال التظاهر، لكي لا تضيع تضحياتهم سدى.

وبحسب الدستور العراقي فإنه يجب اختيار مرشح جديد لتشكيل الحكومة خلال 15 يوما من فشل المكلف بهذه المهمة، ولذلك فان يوم غد الاحد سيكون الاخير امام القوى السياسية الشيعية لاعلان مرشحها، وبعكسه سيقوم الرئيس صالح بتقديم مرشح من دون استشارتها.