نصر المجالي: مع الإعلان عن وفاة 53 بسبب (كورونا)، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر صحفي بعد ترؤسه اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية (كوبرا) بعد ظهر الإثنين بأنه يتعين على المملكة المتحدة مرحلة (الإغلاق) لمواجهة انتشار الفيروس القاتل.

وقال جونسون إنه في إطار الإغلاق (LOCKDOWN) يتعين على البريطانيين العمل من المنازل، والابتعاد عن الحانات والنوادي والمطاعم والمسارح ودور السينما، والسفر خارج الحدود، وحظر التجمعات الكبيرة، كما طالب المواطنين كافة بوقف كل التواصل الاجتماعي "غير الضروري" مع الآخرين.

وقال جونسون إنه لم يأمر بعد بإغلاق المدارس، وأضاف: "نعتقد في الوقت الراهن أنه من الأفضل أن نتمكن من إبقاء المدارس مفتوحة لجميع أنواع الأسباب"، وأكد: "ولكن هذا شيء نحتاج إلى إبقائه قيد المراجعة."

ودعا إلى العزل المنزلي لاحتمالات أو الاشتباه بأية إصابة بالفيروس، كما قال إنه يتعين على من هم فوق السبعين من العمر أو ممن هم في حالات صحية متردية عدم مغادرة المنازل وقد يستمر هذا الحال لنحو 12 أسبوعًا، وقال إنه "لا يجب عليك الخروج، حتى لشراء الطعام أو الضروريات"، واعترف بأنه "يطلب الكثير".

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني إن الحكومة لن تدعم أية تجمعات كبيرة بأية مساعدات كالشرطة أو الدعم اللوجستي أو الصحي، وهذا يعني المباريات الرياضية والنشاطات الكبيرة.

انتشار سريع

وحذر رئيس الوزراء من أن الفيروس التاجي يمر الآن بمرحلة من الانتشار السريع في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث تشهد لندن طفرة معينة، وقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات جذرية وعلينا مساعدة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) التي تقوم بمجهودات عالية والحؤول من دون غرقها.

وقال جونسون في المؤتمر الصحفي الذي عقده في 10 داونينغ ستريت إن أي شخص في الأسرة حيث ظهرت أعراض على شخص ما يجب أن يعزل نفسه. وينبغي لبقية بريطانيا تجنب كل الاتصالات التي لم تكن ضرورية - مع المطاعم والحانات ودور السينما.

جونسون في المؤتمر الصحفي بمشاركة رئيس الطب العام وكبير المستشارين العلميين

وأضاف رئيس الوزراء: "إذا لزم الأمر، يجب أن تطلب المساعدة من الآخرين لتلبية احتياجاتك اليومية. إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب عليك أن تفعل ما تستطيع للحد من اتصالك الاجتماعي عندما تغادر المنزل للحصول على الإمدادات".

سكان لندن

وفي نداء خاص إلى سكان العاصمة لندن، قال جونسون إنكم الأعلى "وخلال الأسابيع القليلة أمامنا... من المهم أن يولي سكان لندن الآن اهتمامًا خاصًا لما نقوله عن تجنب كل الاتصالات غير الضرورية".

يذكر ان هذه الإجراءات والخطوات المثيرة وسط انتقادات متزايدة لاستجابة حكومة المملكة المتحدة، التي بدت على نحو متزايد غير متماشية مع ذلك في جميع أنحاء العالم.

وفرض الاتحاد الأوروبي حظراً على جميع السفر "غير الضروري" إلى دول الكتلة، مع إغلاق المدارس والحانات والمطاعم في جميع أنحاء القارة، كما منعت النمسا التجمعات لأكثر من خمسة أشخاص ومنعت الولايات المتحدة جميع المسافرين من أوروبا.

وقال رئيس مجلس الوزراء البريطاني إن الحكومة لديها سلطات كاسحة إذا احتاجتها، ويمكن لوزير الصحة "حظر المصافحة" إذا لزم الأمر. وأضاف: "لكن معظم الناس سيقبلون بأننا ديمقراطية ليبرالية ناضجة حيث يفهم الناس بوضوح النصيحة التي تقدم لهم".

مخاوف

وكان تم الكشف اليوم الاثنين عن المخاوف من تأثير الفيروس التاجي في تحذير موجز عن هيئة الصحة العامة في إنكلترا من أن السيناريو الأسوأ يمكن أن يشهد استمرار الوباء حتى الربيع المقبل، وهذا يعني 7.9 مليون شخص بحاجة إلى علاج في المستشفى.

لكن مقر رئاسة الحكومة شدد على أن الرقم البالغ 7.9 مليون كان مجرد أسوأ سيناريو معقول و "لا يعني هذا ما نتوقع حدوثه".

وناشد رئيس الوزراء كبار العاملين في مجال التصنيع أن يصلحوا مصانعهم لإنتاج أجهزة تهوية لمساعدة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من المرض.

وفي ظل سلطات جديدة صارمة، فإن الأشخاص الذين يرفضون الدخول في الحجر الصحي يواجهون الاعتقال أو الصفع بغرامة تصل إلى 1000 جنيه إسترليني. كما أن الشرطة قادرة على استخدام "القوة المعقولة" لكبح أولئك الذين يمكن أن يصيبوا الآخرين.