إيلاف: اعلنت ايران الاربعاء 147 وفاة جديدة بوباء كورونا المستجد، ما يشكل عددا قياسيا يوميا في احد البلدان الاكثر تضررا بالفيروس ويرفع الحصيلة الاجمالية للوفيات الى 1135.

وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون "الجميع باتوا يعلمون الان بالمرض، والغريب ان هناك اشخاصا لا يأخذونه على محمل الجد"، مضيفا "اذا ساعد الناس نستطيع السيطرة عليه، والا فلنتوقع أن يطول هذا الامر اكثر من شهرين".

وأعلنت السلطات الإيرانية وفاة آية الله هاشم بهتاي غولبايغني أحد أعضاء مجلس الخبراء المكلف تعيين المرشد الأعلى للجمهورية في إيران جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد الاثنين، كما سجلت رقمًا قياسيًا في عدد الوفيات في يوم واحد.

فقد أعلنت السلطات عن وفاة 129 شخصًا الاثنين، ما يرفع اجمالي الوفيات الى 853 حالة وفاة من بين نحو 15 ألف اصابة بالفيروس منذ 19 فبراير عندما أعلنت الحكومة عن أولى حالات الاصابة بكوفيد-19.

صرح المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جاهانبور "ننادي الجميع بأخذ هذا الفيروس على محمل الجد وعدم محاولة السفر إلى أي محافظة مطلقا".

بلغ عدد الوفيات في صفوف المسؤولين الإيرانيين الحاليين والسابقين بالمرض 12 على الأقل، بينما أصيب 13 آخرون خضع بعضهم للحجر الصحي، فيما تجري معالجة البعض الآخر.

وتوفي غولبايغني عن 78 عامًا بعد يومين على التأكد من إصابته بكوفيد-19 ونقله إلى المستشفى، وفق ما أفادت وكالة "إرنا" الإخبارية. وكان المسؤول يمثّل طهران في مجلس الخبراء، الهيئة التي تضم 88 رجل دين وتعيّن وتتابع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.

وذكرت وكالة "إسنا" شبه الرسمية أن الفيروس تسبب كذلك بوفاة خبير اقتصاد بارز يعرف بنشاطه السياسي الاثنين. توفي فاريبورز رايس دانا (71 عاما) بعد ستة أيام على نقله إلى المستشفى، بحسب "إسنا".

وكان دانا من الكتاب الغزيري الإنتاج ويحمل درجة دكتوراه من "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية" وقضى وقتا في السجن بعدما أدين بنشر دعاية مناهضة للنظام. وتعمل إيران جاهدة لاحتواء تسارع تفشي الفيروس منذ أن بدأ في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، في الشهر الماضي.

ومنذ ذلك الوقت قامت السلطات باغلاق المدارس وتأجيل الفعاليات، ودعت الناس الى عدم السفر قبل عيد العام الايراني الجديد (نوروز).

لا اغلاق بعد
الغت ايران صلاة الجمعة، وأغلقت البرلمان، وأجّلت الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية. كما تم اغلاق أربعة مواقع دينية رئيسة الاثنين كتدبير وقائي للحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجد، كما أفاد الإعلام الرسمي.

ذكر التلفزيون الرسمي الرسمي أنه "بناء على أوامر لجنة مكافحة فيروس كورونا ووزارة الصحة"، أغلق مقام الإمام الرضا في مشهد، ومقام فاطمة المعصومة في قم ومرقد الشاه عبد العظيم الحسني في طهران حتى إشعار آخر. وأفادت وكالة إرنا الرسمية أن مسجد جمكران في قم أعلن في بيان منفصل أنه سيغلق أبوابه أيضاً.

كما قرر القضاء ارسال 83 الف سجين الى منازلهم موقتا، بسبب مخاوف من انتشار الفيروس في السجون. إلا أن ايران لم تفرض اغلاقا بعد، واستمرت أعداد الوفيات والاصابات في الارتفاع بشكل كبير.

وبحسب وزارة الصحة، فإن الارتفاع سببه زيادة عدد الفحوص التي تجري. وتقول ان الاعراض بدأت في الظهور على العديد من المرضى بعد اصابتهم. وكثيرا ما تكون الحصيلة الرسمية للوفيات التي تصدر كل 24 ساعة أقل من تلك التي توردها وسائل الإعلام الرسمية، بينما تعارضت أحيانا مع تلك الصادرة من السلطات في المحافظات.

جدد الرئيس حسن روحاني الاثنين دعوته للناس الى الامتناع عن السفر. وقال في مؤتمر صحافي بالفيديو مع مقر مكافحة فيروس كورونا في طهران "بإذن الله ستدخل نهاية هذا العام التاريخ ..كأيام انتصار على هذا الفيروس الخطير". إلا أن مدير مستشفى طهران قال انه يشك في امكانية احتواء الفيروس بدون اتخاذ مزيد من الاجراءات الصارمة".

وصرح علي رضا زالي من جامعة شهيد بهشتي الطبية "الناس يقولون لنا: أنتم تريدون منا البقاء في منازلنا، ولكن كيف يمكن ذلك والمؤسسات الحكومية غير مغلقة؟".

نقلت عنه وكالة اسنا قوله "يجب أن لا نربك الناس"، مضيفا ان العديد من الجماعات المعرضة للاصابة بالفيروس مثل النساء الحوامل والاشخاص الذين يعانون من امراض المناعة، لا يمنحون اجازات من عملهم.

مسؤول: الجهود مثمرة
اظهرت اخر ارقام وزارة الصحة أن محافظة طهران سجلت أعلى عدد من الاصابات الجديدة حيث بلغت 200 اصابة، أي اقل بنحو 50 اصابة عن اليوم السابق. تلتها محافظة اصفهان وسط البلاد ب118 اصابة، بينما سجلت مزانداران شمال ايران 96 اصابة.

اما محافظة خرسان رضوي، التي عاصمتها مدينة مشهد، فلم تكن من بين المحافظات التي سجلت اصابات جديدة، بعد أن سجلت بالامس 143 اصابة.

وقال جهانابور "اذا اردنا الحكم بحذر، فيبدو أن الجهود الكلية التي يبذله الناس وتدخلات النظام الصحي تظهر تأثيرها رويدا رويدا في قم وجيلان". وسجلت محافظة قم وسط البلاد حيث بدأ الوباء، 19 حالة اصابة جديدة ما يرفع الاصابات فيها الى 1023 اصابة. ووصلت حالات الاصابة المؤكدة في جيلان الى 858 اصابة مع 18 اصابة جديدة. وتعتبر المنطقة الشمالية مقصدا سياحيا ومن بين الاكثر تضررا بالفيروس من بين محافظات ايران الـ31.