تخاطب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الألمان للمرة الأولى عبر التلفزيون مساء الاربعاء لتدعوهم الى احترام التعليمات الصحية لوقف انتشار وباء كورونا المستجد لكن بدون إعلان إجراءات عزل كما في دول أوروبية أخرى.

وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن سايبرت إن أي اجراء جديد لن يعلن في هذه المناسبة، علما بان المدارس مغلقة وغالبية المتاجر "غير الأساسية" تغلق أبوابها في شكل تدريجي.

واوضح سايبرت ان الكلمة ستتناول "ما ينبغي القيام به حاليا في المانيا لابطاء تفشي الفيروس وكيفية مشاركة كل فرد في ذلك".

وتأتي مداخلة ميركل المقررة في الساعة 19,15 ت غ بعدما حذر مركز روبرت كوخ للأمراض الجرثومية والمراقبة الصحية من خطر أن يطاول فيروس كورونا خلال بضعة أشهر عشرة ملايين شخص في المانيا اذا لم يتم تنفيذ الاجراءات التي اتخذتها الحكومة والمقاطعات في شكل صحيح.

وحذر رئيس المعهد لوتار فيلر في مؤتمر صحافي في برلين من أنه "إذا لم نتمكن من خفض الاتصالات بين الناس فعليا لأسابيع، فمن الممكن أن نشهد خلال شهرين أو ثلاثة أشهر إصابة عدد قد يصل إلى عشرة ملايين شخص في ألمانيا".

وعلى غرار ما حصل في فرنسا، استغل الألمان عودة الطقس المشمس لارتياد الحدائق العامة نهاية الاسبوع الفائت، ما اضطر الشرطة الى التدخل في متنزهين على الأقل في برلين لاخلائهما من مئات الشبان.

واضطرت الشرطة للتدخل في حديقتين على الأقل في برلين لمنع مئات من الشباب من "الاحتفال بكورونا" كما ذكرت وسائل إعلام.

وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس أنه على الرغم من إعلان المستشارة الألمانية الثلاثاء إغلاق كل المحلات التجارية غير الضرورية، ما زالت محلات ومراكز تجارية مفتوحة في برلين الأربعاء.

وبقي العديد من المطاعم التي كان يفترض أن تغلق أبوابها عند الساعة 18,00 على أبعد حد، مفتوحة مساء الثلاثاء في العاصمة مع أن الشرطة تحدثت عن اتصالات "شكاوى" من الجيران.

وحسب إحصاءات رسمية، لم يؤد الوباء في ألمانيا إلى عدد كبير من الوفيات كما في إيطاليا أو اسبانيا أو فرنسا، لكنه يشهد انتشارا متزايدا في هذا البلد الذي يضم ثمانين مليون نسمة.

وقرابة الساعة 09،30 ت غ من الأربعاء بلغ عدد الإصابات التي أحصاها معهد روبرت كوخ للأمراض الجرثومية والمراقبة الصحية 8198 مقابل 7156 مساء الثلاثاء. وأودى الفيروس بحياة بين 12 و16 شخصا حسب إحصاءات مختلفة للمركز وحكومات المقاطعات.

وقال فيلر إن السلطات الصحية تعمل بجد، موضحا "علينا زيادة القدرات في مجال المساعدات التنفسية إلى أقصى حد".

وفي بلد ينظر بحساسية كبيرة إلى إدارة البيانات الشخصية، يريد المركز استخدام معطيات الهواتف النقالة لتحديد تاثير التعليمات على تقييد الحياة العامة للألمان.

وقال فيلر "بهذه البيانات يمكننا أن نرى ما إذا كان الناس يحترمون الإجراءات التي نطلبها".

وخلال 14 عاما من توليها الحكم، لم يسبق لميركل أن خاطبت مواطنيها عبر التلفزيون الا لمناسبة حلول رأس السنة.

وهذا النوع من الكلمات المتلفزة ليس من التقاليد السياسية في هذا البلد.