يستمر فيروس كورونا في الانتشار وحصد المزيد من الضحايا، مع بصيص أمل يرتقبه العالم لتطوير لقاح منعًا لتفشيه.

إيلاف من الرياض: في خضم تفشي فيروس كورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بـ "الجائحة"، ووصفته بأنه أخطر أزمة صحية عالمية، اتخذ عدد من الدول إجراءات احترازية في سبيل التصدي لكورونا، مثل فرض حظر التجول وإغلاق المجمعات التجارية وإغلاق دور العبادة وتأجيل بطولات كرة القدم وعزل كبار السن.

خليجيًا، اتخذت السعودية إجراءات احترازية استباقية ضد الفيروس، وأجلت العديد من مواطنيها من بلدان موبوءة، حيث أجلت سفارة المملكة في الفلبين قرابة 250 مواطنًا، وقدمت إليهم وسائل المساعدة خلال عملية الإجلاء التي حصلت عبر مطار مانيلا، والتي أشرف عليها الدكتور عبدالله البصيري سفير السعودية لدى الفلبين وعدد من موظفي السفارة.

في حين دعت وزارة الصحة السعودية العائدين من دول تنتشر فيها الأوبئة إلى عزل أنفسهم في المنزل، لمدة أسبوعين من تاريخ عودتهم.

ضمن هذا السياق روت لـ"إيلاف" المواطنة السعودية عبير الحكمي، طالبة دكتوراه تخصص علم اللغة النفسي والإدراكي في عاصمة إسبانيا مدينة مدريد، روت تجربة العودة إلى المملكة بعد تواجدها في إسبانيا لظروف الدراسة. وقالت "حجزت بنفسي تذكرة عودة من إسبانيا إلى المملكة، ولم أعد عن طريق الإجلاء".

أضافت "ما دعاني إلى العودة هو عدم ثقتي في النظام الأسباني الطبي وطريقة تعاطي الحكومة الأسبانية مع الفيروس. وقررت العودة إلى أرض الوطن، حتى لو أصبت بالفيروس، فالأفصل أن أكون في بلدي، وأعزل وأتعالج هناك، أفضل من أتواجد في مدريد ولا أعلم ما هو مصيري".

أكملت حديثها وقالت "فور وصولي إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة جرى للعائدين استكمال للفحوصات، وطلبوا الممارسين الصحيين المكلفين بفحص حالات القدوم مننا الالتزام بإجراءات العزل المنزلي مدة 14 يوما، واتجهت بعدئذ إلى منزلي، وتلقيت مكالمة هاتفية من وزارة الصحة في اليوم نفسه لسؤالي حول شعوري بأي أعراض للفيروس، وطلبوا مني التوجه إلى المستشفى.

ذهبت بعد ذلك إلى مستشفى النور التخصصي الواقع في منطقة مكة المكرمة، ودخلت إلى غرفة طوارئ خُصصت لإصابات فيروس كورونا. الغرفة كانت منظمة، وبين كل حالة عزل أو اشتباه قرابة مسافة "متر".

تابعت: خضعت للعزل الصحي في غرفة المستشفى المجهزة بالكامل، ولم يكن باب الغرفة مغلقًا، واستقريت في الغرفة ولم أخرج، وكانت الممرضات بين الفينة والأخرى يقسن نبضي ودرجة حرارتي ودرجة الضغط لديّ كما عاملوني بلطف شديد.

الفريق المتواجد في الغرفة أجرى لي تحاليل دم وأشعة صدر، وخرجت من المستشفى فور إعلان نتائجي التي كانت سليمة. وتستغرق نتيجة العزل الصحي قرابة 24 ساعة. في الحقيقة أنا لم أكن قلقة. كانت تجربة مثيرة للاهتمام".