كابول: قتل 24 عنصر أمن الجمعة في هجوم نفّذه مسلحون تسللوا إلى صفوفهم واستهدفوا قاعدتهم في جنوب أفغانستان، في حين يستمر القتال في البلد الذي أنهكته الحرب مع جمود الجهود الرامية لاستئناف المحادثات مع طالبان.

وقع الهجوم قبل الفجر في ولاية زابل في حين تواجه أفغانستان عدة أزمات بينها تصعيد حركة طالبان أعمال العنف التي ضعضعت عملية سلام مفترضة، وتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والعداء السياسي الذي جعل الرئيس أشرف غني ومنافسه عبدالله عبدالله يدعيان الأحقية بالرئاسة.

وقال حاكم ولاية زابل رحمة الله يرمال أن عددا من "المتسللين" فتحوا النار على رفاقهم أثناء نومهم، في هجوم اعتبر بين الأكثر دموية منذ وقّعت الولايات المتحدة الشهر الماضي على اتفاق مع طالبان ينص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

واستهدف الهجوم الذي وقع قبل الفجر مقر مشترك للشرطة والجيش قرب قلات، عاصمة الولاية والتي لطالما اعتبرت معقلا لطالبان.

وقال رئيس مجلس ولاية زابل عطا جان حق بيان إن "14 جندياً من الجيش الأفغاني وعشرة عناصر من الشرطة قتلوا" في الهجوم. وأضاف أن أربعة عناصر أفغان آخرين فقدوا.

وقال بيان إن "المهاجمين كانوا على صلة بمتمردي طالبان". وفر المهاجمون على متن عربتي هامفي عسكريتين وشاحنة وأسلحة وذخيرة. وأكد يرمال الحصيلة لفرانس برس. لم يصدر أي رد بعد من طالبان على طلب فرانس برس الحصول على تعليق.

لطالما كانت ولاية زابل المتاخمة لباكستان، معقلاً للمتمردين وقد توارى فيها لسنوات زعيم طالبان السابق الملا عمر الذي توفي في عام 2013. يأتي الهجوم بعد يوم على دعوة وزير الدفاع الأفغاني أسدالله خالد طالبان للالتزام بوقف إطلاق النار لتسهيل التعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يخشى مراقبون من أنه يتفشى من دون أية عوائق في البلد الذي يعاني من الفقر.

وشدد خالد أن على القوات الأفغانية اتّخاذ موقف "دفاعي نشط" أكثر شدة حيال طالبان التي واصل عناصرها هجماتهم في أنحاء البلاد على الرغم من التوقيع على الاتفاق مع الولايات المتحدة في 29 فبراير.

يأتي التصعيد المستمر للعنف في الوقت الذي واصلت فيه الولايات المتحدة مناشدة القادة في كابول للمضي قدماً في الجهود المبذولة للتعامل مع طالبان وحل أزمتهم السياسية التي قسمت الحكومة.

وفي تغريدة بمناسبة عيد النوروز - رأس السنة الفارسية - دعا زلماي خليل زاد المفاوض الأميركي الذي توسط للتوصل إلى الاتفاق مع طالبان، القادة الأفغان إلى الاستفادة من "الفرصة التاريخية المتاحة للسلام" والعمل مع طالبان لاحتواء جائحة كورونا.

ولا تزال كل من طالبان والحكومة الأفغانية في كابول على خلاف بشأن تبادل أسرى مقترح كان يفترض أن يمهد الطريق لبدء محادثات بين الجانبين.

ونص الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان على إنه يتعين على الحكومة الأفغانية التي لم توقع عليه، إطلاق سراح نحو 5000 سجين من طالبان قبل بدء المحادثات "بين الأفغان" أنفسهم.

إلا أن الرئيس أشرف غني وافق فقط على الإفراج عن 1500 سجين، على أن يطلق سراح الباقين مع بدء المفاوضات. ورفضت طالبان العرض ولم تبدأ الحكومة إطلاق سراح السجناء كما كان مقرراً يوم السبت.