طهران: أعلنت إيران الجمعة عن 149 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الجمهورية الإسلامية، ليبلغ إجمالي عدد الوفيات في البلاد 1433.

وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي إنه تم تسجيل 1237 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية ليصل مجموع الإصابات المؤكدة في الجمهورية الإسلامية إلى 19644. منذ أن أعلنت السلطات اكتشاف إصابات على الأراضي الإيرانية في 19فبراير.

وفي محاولة منها للحد من تفشي المرض، تطالب السلطات السكان بالامتناع عن السفر خصوصاً خلال هذه الفترة من العام التي تشهد حركة سفر داخلية كثيفة عادةً.

وبث التلفزيون الحكومي الخميس صوراً لعمليات قياس حرارة ركاب مئات السيارات، ما كشف عن وجود عدم التزام واسع بتوصيات السلطات في البلاد.

وفي إشارة إلى فرنسا وإيطاليا حيث فرضت السلطات إجراءات عزل على السكان ومنعت تحركاتهم غير الضرورية، دافع رئيسي عن قرار إيران عدم اللجوء إلى "القوة القسرية".

وأضاف أنه على مشارف بعض المدن في 13 محافظة، تمّ تحديد مسافرين مصابين بالمرض "وأرسلوا إلى بيوتهم"، في حين أعلنت السلطات سابقاً أن أي مسافر يعاني من الفيروس أو يشتبه بتلقيه العدوى سيوضع فوراً في الحجر.

وفي كلمتهما بمناسبة عيد النوروز، تعهد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني بأن بلادهما ستنتصر على وباء كوفيد-19.

لم يتوقع الإيرانيون يوما استقبال عيد النوروز -الذي يحتفلون فيه بقدوم فصل الربيع- في هدوء لم يعتادوه في أعيادهم، حيث سارت الاحتفالات على نحو خجول أقرب إلى العدم، فلا زحمة في الشوارع ولا مظاهر فرح تعلو الوجوه.

وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وفرض الحجر الصحي المنزلي على المواطنين، ألغت إيران ومختلف القوميات كالأفغان والطاجيك والآذريين والأكراد الاحتفالات بحلول رأس السنة الجديدة وفق التقويم الهجري الشمسي، وهو الموعد السنوي لإجازة المدارس والمؤسسات ورحلات المواطنين.

يقول مجيد البالغ من العمر 45 سنة في حديثه للجزيرة نت "لأول مرة لا أحتفل مع أهلي في لحظة انتقال السنة، ونتواصل أنا وزوجتي مع أهالينا عبر تطبيقات إلكترونية فلا يمكننا زيارتهم بسبب المخاوف الصحية، وكذلك بسبب منع الشرطة من دخول السيارات التي تختلف أرقامها عن أرقام سيارات مدن المقصد".

وأضاف مجيد، بكت زوجتي ليلة أمس بسبب شعورها بالوحدة وبُعدها عن الأهل وعدم إمكانية خروجها من المنزل، في حين تصوم جدتي وترجو من الله أن تنتهي هذه المحنة ويختفي المرض، لتعود الحياة إلى رونقها وطبيعتها.

جرت العادة ضمن تقاليد عيد النوروز القديمة بتنظيف البيوت وتغيير المستلزمات المنزلية بحسب الحاجة، وكذلك شراء الملابس والذهاب إلى الحلاق وتزيين مائدة العيد بالقرآن والشموع والمرآة والورود والمكسرات والحلويات، وكذلك الأسماك الصغيرة ذات اللون الأحمر.

أما الجانب الجوهري من العيد فيكمن في زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وكذلك في الرحلات السياحية، حيث سافر في العام الماضي حوالي 20 مليون مواطن في الداخل الإيراني خلال إجازة عيد النوروز، التي تمتد لأسبوعين، بحسب رئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة علي أصغر مونسان.

لكن خاب ظن الكثير من المواطنين في الاحتفال برأس هذه السنة، إلى جانب تضرر الكثير من أصحاب المحال التجارية مثل مكاتب السفريات والفنادق والمطاعم والملابس والحلويات والمستلزمات المنزلية.

وفي محاولة لتجاوز هذه الأعباء، اقترح بعض نواب البرلمان الإيراني ضم أيام عطلة النوروز إلى أيام أخرى في السنة مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني يتردد في إمكانية تطبيق هذا المقترح.

في المقابل، دعا بعض المسؤولين إلى تغيير النظرة إلى الإجازات السنوية وتحويلها من نقمة إلى نعمة عبر استثمارها واعتبارها فرصة للحد من انتشار هذا الفيروس ضمن بقاء المواطنين في منازلهم.

من جانب آخر، نشر مواطنون عبر تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وسما بعنوان #عيد_ما_بعد_از_شكست_كرونا أي "عيدنا بعد هزيمة كورونا"، لتأجيل احتفالات العيد والسفر بعد مكافحة الوباء، وتشجيع الآخرين على البقاء في المنازل.