إيلاف: أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن عودة بعض أفراد القوات البريطانية إلى المملكة المتحدة وذلك في أعقاب التوقف المؤقت للتدريب الذي تقدمه قوات التحالف في العراق، وتزامنا أعلن رئيس أركان الجيش البريطاني عن استعداد الجيش للانتشار لمدة تصل إلى ستة أشهر للمساعدة في أزمة الفيروس التاجي.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إنه في أعقاب انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد 19)، تراجعت حاجة القوات العراقية إلى التدريب إلى جانب التوقف الموقت لمهام التدريب المقدم من التحالف الدولي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق. وبالتالي قررت وزارة الدفاع عودة بعض قواتها إلى المملكة المتحدة.

توقف التدريب
واشارت إلى أن مهام التدريب الذي قدمته المملكة المتحدة إلى جانب شركاء في التحالف الدولي منذ سنة 2014 توقفت موقتا لمدة 60 يوما من دواعي الاحتياط نظرا الى انتشار هذا الوباء العالمي.

وسوف تحتفظ المملكة المتحدة بالعسكريين البريطانيين الأساسيين في أنحاء البلاد لضمان توفير الدعم المناسب للحكومة العراقية والتحالف الدولي والمصالح البريطانية.

ونوهت وزارة الدفاع بأن القوات البريطانية العائدة إلى المملكة المتحدة سوف تظل مستعدة للانتشار للقيام بعدد من المهام في أنحاء العالم، بينما تتاح لها أيضا الفرصة لمساعدة الأهالي الذين يواجهون تحديات الفيروس.

كلام وزير الدفاع
وقال وزير الدفاع البريطاني بِن والاس: في الأشهر الأخيرة شهد زخم التدريب تراجعا كبيرا، الأمر الذي يعني أنه باستطاعتي الآن إعادة وحدة التدريب الحالية إلى المملكة المتحدة.

رئيس الأركان البريكاني الجنرال السير نيكولاس كارتر

وأضاف الوزير بن ولاس: لكن سوف يستمر وجود عدد كبير من القوات المسلحة البريطانية ضمن التحالف الدولي وفي أنحاء أخرى. ونحن ملتزمون ببناء قدرات القوات العراقية من خلال كوننا عضوا في التحالف الدولي الذي برهن فعاليته، وسنواصل دعمنا للحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار.

وأكد الوزير على القول: بينما إن داعش فقد سيطرته على جميع الأراضي، فإن أيديولوجيته الفاسدة مستمرة كمصدر يهدد البلد والمنطقة. وتظل المملكة المتحدة ملتزمة بإتمام مكافحة داعش من خلال دعمنا المستمر للحكومة العراقية ومن واقع كوننا عضوا في التحالف الدولي.

رسالة قائد الجيش
وعلى صلة، أكدت تقارير استعداد الجيش للانتشار في الشوارع البريطانية لمدة تصل إلى ستة أشهر للمساعدة في أزمة الفيروس التاجي. ودعت مذكرة صادرة من قائد القوات المسلحة، الجنرال السير نيكولاس كارتر، الجيش إلى تكثيف استعداداته من أجل مساعدة البلاد.

وفي الرسالة التي أرسلها إلى كبار الضباط وشاهدتها هيئة الإذاعة البريطانية، قال الجنرال كارتر إن القوات يجب أن تكون مستعدة لمساعدة خدمات الطوارئ المدنية، بما في ذلك عن طريق إنشاء "مستشفيات موقتة".

جاء في رسالة الجنرال السير نيكولاس: "المؤشرات تشير إلى أن هذا المرض سوف يرتفع في أواخر مايو وأوائل يونيو، ونحن على استعداد لوضعنا الجماعي ليكون على قدم وساق بحلول منتصف أبريل، مع إدراك أن هذا قد يستمر لمدة ستة أشهر أو نحو ذلك."

وقالت التقارير إنه يوجد حوالي 20.000 فرد من القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لمساعدة الشرطة والسلطات المدنية.
وقالت المذكرة إن القوات "يجب أن تكون مستعدة لبدء التخطيط للطوارئ لمهام المساعدة العسكرية للسلطات المدنية MACA بما يتجاوز تلك المحددة لقوة الدعم العسكري، بما في ذلك على سبيل المثال، تنظيم المستشفيات الموقتة".

حماية بريطانيا
إضافة إلى المساعدة في معالجة أزمة الفيروس التاجي، قال الجنرال كارتر إن القوات المسلحة ستواصل القيام بواجبها في حماية بريطانيا "إدراكًا أن أوقات الطوارئ الوطنية هي أيضًا فرص لأولئك الذين يرغبون في تقويض أسلوب حياتنا".

وأضاف قائد الجيش البريطاني: "لقد حان الوقت لينفذ القادة السياسيون خططهم، وكما قلت مرارًا في الماضي - نحن بحاجة إلى الاستعداد للعمل في مواجهة كورونا بالطريقة التي قد نضطر بها للقتال، ومن الواضح الآن أن الوقت قد حان".

وفي إطار الانتشار، سيتم وضع أعضاء احتياطي الجيش على أهبة الاستعداد لمساعدة الشرطة وخدمات الطوارئ الأخرى التي يقع عليها العبء الأكبر في مواجهة الوباء.

موقف الحكومة
إلى ذلك، فإنه على الرغم من ملاحظات الجنرال كارتر، تحركت الحكومة لتبديد فكرة استخدام الجنود المسلحين في قوة دعم "كوفيد 19" للحفاظ على النظام في شوارع مدن مثل لندن.

وقال 10 داونينغ ستريت إنه على الرغم من أن الجنود سينتشرون في الشارع "كما لو كان ذلك مطلوبًا"، فلا توجد خطط لهم لاستبدال الشرطة في التعامل مع الازمة.

ومن المرجح أن يتم وضع الأفراد الأكثر حيوية في الحجر الصحي في قواعد المملكة المتحدة حتى يتم الاحتياج إليها وسيتم إلغاء جميع إجازاتهم في الخارج.