أثبتت لورا فان هولشتاين للمرة الأولى إحدى نظريات تشارلز داروين عن التطور، بعد نحو 140 عامًا من وفاته. ويمكن الآن استخدام بحثها للتنبؤ بالأنواع التي يجب الحفاظ عليها لمنعها انقراضها.

"إيلاف" من بيروت: اكتشفت لورا فان هولشتاين، أستاذة الأنثروبولوجيا البيولوجية في كلية سانت جون في جامعة كامبريدج، أن الأنواع الفرعية من الثدييات تلعب دورًا أكثر أهمية في التطور مما كان يُعتقد سابقًا.

أصل الأنواع
في 24 نوفمبر 1859، نشر تشارلز داروين كتابه الشهير "أصل الأنواع"، الذي عرض فيه لنظريته في التطور. والأنواع هي مجموعة من الحيوانات التي يمكن أن تتكاثر بحرية في ما بينها. يحتوي بعض الأنواع على نوع فرعي أي تجمعات داخل الأنواع التي تختلف عن بعضها البعض من خلال وجود سمات فيزيائية مختلفة.

تؤكد عالمة الأنثروبولوجيا فرضية داروين من خلال النظر في البيانات التي جمعها علماء الطبيعة في مئات السنين، قبل وقت طويل من زيارة داروين الشهيرة لجزر غالاباغوس على متن السفينة "إتش إم إس بيجل".

جادل داروين بأن الكائنات الحية تطورت تدريجًا من خلال عملية ''الانتقاء الطبيعي''، تُعرف غالبًا باسم "البقاء للأصلح". واعتُبر عمله الرائد مثيرًا للجدل بشدة لأنه ناقض رواية الكتاب المقدس عن الخلق.

أثبت بحث فان هولشتاين أيضًا أن التطور يحدث بشكل مختلف في الثدييات البرية والثدييات البحرية والخفافيش، بسبب الاختلافات في عاداتها والاختلافات في قدرتها على التجول بحرية.

نظرية التطور
تقول فان هولشتاين: "وجدنا أن العلاقة التطورية بين أنواع الثدييات والأنواع الفرعية تختلف اعتمادًا على موطنها. وتتشكل الأنواع الفرعية وتتنوع وتزيد في عددها بطريقة مختلفة بحسب عاداتها، وهذا بدوره يؤثر على كيفية أن الأنواع الفرعية قد تصبح أنواعًا. على سبيل المثال، إذا اعترض حاجز طبيعي مثل سلسلة جبلية طريق الحيوانات، فهذا يمكن أن يفصل بين مجموعات الحيوانات ويرسلها في رحلات تطورية خاصة بها في البيئة التي ستعيش فيها".

استكشف البحث ما إذا كان يمكن اعتبار الأنواع الفرعية مرحلة مبكرة من تكوين نوع جديد. تقول فان هولشتاين: "كان الجواب نعم. لكن التطور لا يتحدد بالعوامل نفسها في جميع المجموعات، وللمرة الأولى نعرف سبب ذلك، لأننا نظرنا إلى قوة العلاقة بين أصل الأنواع وأصل الأنواع الفرعية".

تحذير علمي
يعمل البحث كتحذير علمي من أن التأثير البشري على موطن الحيوانات لن يؤثر فيها اليوم فحسب، بل سيؤثر على تطورها في المستقبل. ويمكن استخدام هذه المعلومات من قبل خبراء الحفاظ على البيئة لمساعدتهم على تحديد مكان تركيز جهودهم.

توضح فان هولشتاين هذه النقطة قائلة: "يمكن النماذج التطورية استخدام هذه النتائج الآن لتوقع كيف سيؤثر النشاط البشري مثل قطع الأشجار وإزالة الغابات على تطور الأنواع في المستقبل. وسيختلف التأثير على الحيوانات اعتمادًا على كيفية قدرتها على التجوال، أو مدى تأثرها. عادةً ما يتم تجاهل الأنواع الفرعية الحيوانية، لكنها تلعب دورًا محوريًا في ديناميكيات التطور المستقبلية على المدى الطويل".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "فيزيكس". الأصل منشور على الرابط:
https://phys.org/news/2020-03-darwin-evolution-theories-cambridge.html