وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العاصمة الأفغانية كابول الإثنين للمساعدة في حلّ الأزمة السياسية التي زادت تمزيق البلاد مع تصعيد حركة طالبان هجماتها وارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ما يعرقل عملية السلام الهشة أصلاً.

وتعيش أفغانستان أزمة سياسية منذ انتخابات العام الماضي التي سببت فوضى نظرا لمزاعم الغش الواسعة، وقادت إلى إعلان مرشحين فوزهما بالرئاسة وتنظيمهما مراسم تنصيب منفصلة.

وسيعقد بومبيو اجتماعين منفصلين مع الرئيس أشرف غني - الفائز الرسمي في الانتخابات - وخصمه عبد الله عبد الله الذي أعلن أيضا انتصاره.

ووفق تقرير مشترك لصحافيين مرافقين للوفد الأميركي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية "حاولنا... خلال الأسابيع الأخيرة إيجاد صيغة لتشجيعهما على الوصول إلى اتفاق".

وأضاف أن بومبيو جاء من أجل "المساعدة والتشجيع وتوضيح توقعاتنا وتقييمنا (للوضع) في حال لم يفعلا الصواب".

ووفق تقرير لصحافي يرافق وزير الخارجية الأميركي، كان المبعوث الأميركي الخاص والمفاوض الرئيسي مع طالبان في المحادثات الأخيرة زلماي خليل زاد في استقبال بومبيو في أفغانستان بعيد وصوله إلى مطار كابول.

وتأتي الزيارة غداة أول جلسة محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان حول تبادل الأسرى والسجناء وهي خطوة رئيسية في مسعى أوسع لإحلال السلام إثر اتفاق وقعته واشنطن مع المتمردين.

ووضع الاتفاق إطارا لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد تدخلها في اجتياحها أفغانستان العام 2001 في أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.

وغرد المبعوث الأميركي وكبير المفاوضين مع حركة طالبان زلماي خليل زاد الاحد قائلا "من الملح" التوصل سريعا إلى خطة لتبادل الأسرى والسجناء كما ينص الاتفاق بين الأميركيين وحركة طالبان، مع ما يحمله انتشار فيروس كورونا المستجد من تعقيدات.

وينص الاتفاق على الافراج عن خمسة آلاف مقاتل من حركة طالبان موقوفين لدى كابول ونحو ألف عنصر من القوات الأفغانية يعتقلهم المتمردون.

وكان يفترض أن يتم التبادل في العاشر من مارس قبل مباشرة مفاوضات سلام بين الحكومة وحركة طالبان. ولم تشارك الحكومة الأفغانية في مفاوضات الدوحة التي أفضت إلى الاتفاق بين الأميركيين وحركة طالبان.

وبعدما رفضت الحكومة الأفغانية بدايةً الإفراج عن سجناء طالبان، أعلن غني أن السلطات ستطلق سراح 1500 متمرد "كبادرة حسن نية" مع خطط للإفراج عن 3500 سجين بعد انطلاق المحادثات.

لكن طالبان رفضت ذلك العرض.

كورونا واشتباكات

وينص اتفاق الدوحة أيضاً على انسحاب تدريجي للقوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان خلال فترة 14 شهراً. وانطلقت المرحلة الأولى من عملية الانسحاب أصلاً رغم أن بدء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد قد عرقل تحركات القوات.

وفي مقابل ذلك، تعهدت طالبان بمحاربة المجموعات الجهادية مثل القاعدة ووافقت على التفاوض مع كابول للمرة الأولى. لكن الحركة نفذت عدة هجمات منذ توقيع اتفاق الدوحة.

وعقّدت الفوضى السياسية الأمور بشكل أكبر، في ظل إعلان رئيس الحكومة السابق عبدالله عبدالله أيضاً فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سبتمبر.

ووسط هذا المأزق السياسي، وتواصل القتال، إلى جانب انشغال العالم أجمع بمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، برزت مخاوف من تراجع احتمالات التوصل لاتفاق سلام أفغاني داخلي.

وأفادت السلطات الصحية في أفغانستان عن 40 حالة إصابة بالفيروس، ووفاة واحدة.

لكن يخشى خبراء في مجال الصحة من انتقال العدوى إلى عشرات الآلاف من الأشخاص خصوصاً في أوساط الأفغان الذين عادوا مؤخراً إلى بلدهم من إيران التي تشهد انتشاراً كبيراً لكورونا المستجد، خلال الأسابيع الأخيرة.