إيلاف: كشف المكلف بتشكيل الحكومة العراقية عدنان الزرفي عن بدئه مشاورات لاكمال مهمته، مؤكدا انه سيشكلها بمشاركة جميع الاطراف ساعيا الى اقامة علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة والقوى الدولية، فيما اكد ائتلاف العبادي دعمه له ورفضه تكليف بديل منه، وابدت قوى كردية وسنية عدم معارضتها له.

ورد رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي على الاتهامات التي توجه إليه وإلى الرئيس برهم صالح بشأن آلية تكليفه تشكيل الحكومة من دون توافق نافياً إبرام أي صفقة مع الرئيس بهدف كسر إرادة أحد.

قال الزرفي لمجموعة من الصحافيين في مقر إقامته في بغداد ان "رئيس الجمهورية استنفذ كل الطرق التي يمكن اتباعها سواء التزامه المهلة الدستورية وطلبه من الكتل السياسية المعنية بالأمر حسم الأمر قبل يوم من نهاية المهلة فضلاً عن توجيه استفسار إلى المحكمة الاتحادية التي ايدت ترشيحه لاي احد يراه مؤهلا للتكليف "وكوني كنت أحد المرشحين فقد جاء تكليفي بشكل طبيعي".

وأكد الزرفي في تصريحاته التي نشرتها وسائل اعلام محلية وتابعتها "إيلاف" الاثنين أنه "بدأ مشاوراته لتشكيل الحكومة التي ستكون مهمتها سنة فقط يتم خلالها الإعداد لإجراء انتخابات مبكرة". واشار الى انه "بصرف النظر عن المواقف من تكليفي فإنني لن أمضي إلا بتوافق جميع الأطراف والمكونات لأني أسعى الى حكومة يشارك فيها الجميع".. مبيناً أنه يواصل اتصالاته مع مختلف الأطراف بما فيها الأطراف التي لا تزال تتحفظ على تكليفه في اشارة الى قوى شيعية رئيسة تعارض الالية التي اتبعها الرئيس صالح في عملية ترشيح الزرفي على الرغم من تأكيد المحكمة الاتحادية العليا صحة الاليات التي اتبعت في هذا المجال وتنويهها بانها كانت صحيحة وتتماشى مع المادة 76 من الدستور العراقي.

حول الازمة المالية التي تواجه العراق اثر انهيار اسعار النفط الذي سيفقد البلاد نصف مواردها العام اشار الزرفي الى أن "تحدي الأزمة المالية التي يعيشها العراق حالياً هو واحد من أهم ما ينبغي مواجهته والعمل عليه بكل جدية".

عدنان الزرفي

وعن انتشار فيروس كورونا قال "ان مواجهة كورونا تدعونا إلى وقفة جادة على كل الصعد وهو ما سوف أركز عليه في برنامجي الحكومي".

وفي ما يتعلق بعلاقات العراق الخارجية شدد الزرفي على ان ما يهمه بالدرجة الأساس هو "بناء علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة سواء كانت عربية حيث إن محيط العراق عربي وإسلامي أيضاً إضافة إلى إقامة علاقات دولة متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية على قاعدة المصالح المشتركة مع أولوية لمصالحنا الوطنية".

قوى شيعية ترشح ثلاث رؤساء جامعات بديلة للزرفي
تأتي تصريحات الزرفي هذه في الوقت الذي تصر بعض القوى الشيعية الموالية لايران على رفض تشكيله للحكومة الجديدة بادعاء ارتباطه بواشنطن التي دفعت الى تكليفه حيث تحاول هذه القوى تكليف شخصية اخرى لتشكيل الحكومة ورشحت لذلك ثلاث رؤساء جامعات بديلة.

وقالت مصادر عراقية ان اسماء هذه الشخصيات قد تم ارسالها الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الداعم للزرفي من اجل التوافق على واحد منها وهم أحمد الغبان رئيس الجامعة التكنولوجية ومنير السعدي رئيس جامعة العين بكربلاء سابقا ومحسن الظالمي رئيس جامعة الكوفة سابقاً.

ولا تزال القوى الشيعية الرافضة للزرفي وهي تحالف الفتح الجناح السياسي للحشد الشعبي بزعامة هادي العامري وائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة العقد الوطني برئاسة مستشار الأمن الوطني ورئيس الحشد الشعبي فالح الفياض وكتلة النهج الوطني تواصل اجتماعات للاتفاق على مرشح بديل، حيث عقدت اجتماعين خلال الاسبوع الماضي اتفقت خلالها على تشكيل لجنة سباعية جديدة بعضوية ممثلي الكتل عدا ائتلاف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لعدم مشاركتهم في الاجتماعات.

جبهة شيعية مؤيدة للزرفي
وفي مواجهة هذه الاعتراضات فقد اكد ائتلاف النصر الذي يترأس كتلته النيابية عدنان الزرفي وهو بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي "انّ الحوارات الجارية حول تسمية مرشّح جديد لرئاسة الوزراء تنم عن مخالفة دستورية واضحة".

واشار الائتلاف في بيان صحافي الاثنين حصلت "إيلاف" على نصه الى انه بعد صدور التكليف عن رئاسة الجمهورية فإنه لا يجوز إبطال التكليف والذهاب لمكلّف جديد قبل انقضاء المدة الدستورية ودعا الى ضرورة اعطاء المكلّف فرصته الدستورية، التزاما بالسياقات القانونية والتضامن الوطني.

وقال الائتلاف ان الحوارات الجارية حول تسمية مرشّح جديد لرئاسة الوزراء تنم عن مخالفة دستورية واضحة بلحاظ صدور التكليف عن رئاسة الجمهورية الامر الذي لا يحق معه ابطال التكليف والذهاب لمكلّف جديد قبل انقضاء المدة الدستورية البالغة 30 يوما.

وأوضح الائتلاف إلى أن "مشاركته بالحوارات تأتي للتأكيد على المسارات الصحيحة لحل الازمة". يشار الى ان ائتلافي العبادي والصدر يدعمان الزرفي في مهمته اضافة الى قوى كردية وسنية لكن تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم مازال موقفه متأرجحا بين الرفض والقبول بتكليف الزرفي.

أمام الزرفي 30 يوما لتقديم تشكيلته الحكومية الى البرلمان
وأمام الزرفي اقل من 30 يوماً لتقديم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان لمنحها الثقة، إلا أن مهمته لن تكون يسيرة لأنه يواجه رفضاً من قوى شيعية بارزة مقربة من إيران على رأسها ائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.

وحذر رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، في وقت سابق اليوم الاثنين، من تعرض العراق لـ"عقوبات دولية" خلال الفترة المقبلة، فيما أكد أنه لن يمضي إلا بتوافق جميع الأطراف والمكونات.

وكان الرئيس برهم صالح قد كلف في 16 مارس الحالي محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة وعليه تقديم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان لمنحها الثقة خلال 30 يوما وذلك بعد فشل القوى السياسية الشيعية بالوصول إلى اتفاق حول مرشح مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة.