أسامة مهدي: فيما أعلن في بغداد اليوم عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 23 حالة والاصابات إلى 266 وحجر مدينتين شماليتين فقد حذرت القوات العراقية والامم المتحدة من حرب طويلة تخوضها البلاد ضد المرض لان الصراع طويل فيما افتى السيستاني بمنح الزكاة للمتضررين ومنح دية المتوفي.

فقد أعلنت وزارة الصحة العراقية الاثنين تشخيص ثلاث وفيات جديدة بفيروس كورونا في البلاد و33 حالة إصابة جديدة منه 7 في العاصمة بغداد و2 في النجف و12 في السليمانية و10 في أربيل وواحدة في كل من محافظتي البصرة ونينوى.

وأشارت إلى تسجيل 3 وفيات جديدة في بغداد والبصرة وديإلى ليرتفع عدد الوفيات في البلاد إلى 23 حالة فيما تم تسجيل 5 حالات شفاء تام جديدة في كل من بغداد وميسان وكربلاء.

وأوضحت وزارة الصحة أن مجموع الإصابات المشخصة في العراق بفيروس كورونا وصل إلى 266 توزعت على 62 حالة الشفاء و23 حالة وفاة.

ومن جهتها أعلنت وزارة الصحة بإقليم كردستان فرض حجر صحي على بلدتي دربندخان وجمجمال في محافظة السليمانية بعد تسجيل إصابات متزايدة بفيروس كورونا.

وناشد وزير الصحة سامان البرزنجي في بيان السكان المحليين بالتزام بيوتهم لوضع حد لانتشار فيروس كورونا. وأشارت الوزارة إلى تسجيل 76 إصابة جديدة بالفيروس.

رئيس الاركان: نخوض حرباً كبيرة ضد كورونا

واليوم اعتبر رئيس اركان الجيش العراقي الفريق اول الركن عثمان الغانمي ان العراق يخوض حربا كبيرة ضد كورونا.

وشدد الغانمي في كلمة له لمناسبة عسكرية على ضرورة "تطبيق جميع التوصيات الصحية لجميع المقاتلين العائدين من الاجازات الدورية كون البلد يمر في حرب كبيرة مع فايروس كورونا.. مؤكدا العمل بنفس الهمة والروح ومضاعفة الجهود ضمن قواطع المسؤولية من خلال التعاون والتنسيق مع بقية الاجهزة الامنية.

مصلون في مدينة الصدر يتحدون كورونا

وكانت وزارة الدفاع قد نظمت عمليات تدريب لمنتسبيها على فحص ومكافحة فايروس كورونا حيث تقوم مفارز عسكرية منها بعمليات تعقيم لمدن وبلدات عراقية خاصة في المناطق الغربية.

بلاسخارت للعراقيين: لاوقت تضيعونه بمواجهة كورونا فالصراع طويل

ومن جهتها حذرت بعثة الامم المتحدة في العراق من ان فيروس كورونا يمثل تحدياً غير مسبوق ينبغي أن يؤخذ بجدية بالغة وليس هناك وقت لنضيعه.

وقالت رئيسة البعثة جينين بلاسخارت في تصريح صحافي عقب اجتماعها مع وزير الصحة جعفر علاوي وممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور أدهم إسماعيل وفريقيهما وتابعته "إيلاف" الاثنين "حتى الآن تمكن العراق من احتواء انتشار الفيروس ولكن هذا مجرد نجاح أولي في صراع أطول وأتضح جليا أن هذا الفيروس يمكن محاربته فقط بالتعاون الكامل من كل فرد ومع قيام كل منا بدوره".

وحذرت من ان المجتمعات المحلية تلعب دوراً مهماً في تفشي أي فيروس ولكنها يمكن أن تلعب نفس الدور في إيقافه. فالالتزام بالتباعد الاجتماعي وتقليل الاتصال المباشر بالآخرين كلها أمور يمكن أن تمنع الفيروس من التفشي بسرعة.

وقالت بلاسخارت "لا ينبغي أن يتملكنا الهلع ولكن لتجنب الهلع لا يمكننا أن نخلد إلى الرضى عن الذات وفي الأيام الأخيرة الماضية لاحظنا أن بعض الناس يخالفون حظر التجوال بلا ضرورة أو لا يلتزمون بالتعليمات على نحو كامل وأود أن أوجه كلامي إلى هؤلاء بالقول: أنتم تعرضون أنفسكم وأسركم وأحباءكم ومجتمعكم المحلي بأسره للخطر".

وشددت على ضرورة عدم إقامة التجمعات الجماهيرية وهذا يشمل الأنشطة الرياضة والمناسبات الثقافية والتجمعات الدينية مع التزام المساكن والحفاظ على السلامة.

السيستاني يفتي بمنح أموال من الزكاة للمتضررين من كورونا

ومن جانبه اجاب المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني اليوم ردا على استفسارات لبعض المواطنين حول مواجهة فيروس كورونا وآثاره الاجتماعية مشددا على ضرورة رعاية المصابين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسعي في التخفيف عنهم واعانتهم في ما يحتاجون اليه وصرف اموال من الزكاة اليهم.

وقال السيستاني في الاجابات التي وزعها مكتبه في مدينة النجف وتابعتها "إيلاف" ان من يخـشى أن تنتقل اليه العدوى نتيجة للممارسة أو الاختلاط فيتضرر به ضرراً بليغاً ولو دون الموت يلزمه التجنب عن ذلك الا مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة بحيث يطمئن معها بعدم اصابته بالمرض واذا لم يتقيد بذلك واصابه ما كان يخاف منه فلن يكون معذوراً في ذلك شرعاً.

وأشار إلى انه لا يجوز له أن يختلط بالآخرين بحيث يحتمل انتقال العدوى اليهم ولو فعل وتسـبب فـي اصابة غيـره ممن لا يعـلم بحاله كان ضامناً لما يلـحق به من الضـرر ولو مات جراء الاصابة لزمته ديته.

وفيما اذا قدم شخص إلى العراق من بلد آخر ينتشر فيه الفيروس اواختلط ببعض المصابين فهل يجب عليه أن يلتزم بالحجر المنزلي اوعرض نفسه للفحص الطبي للتأكد من سلامته اجاب المرجع قائلا "نعم يلزمه ذلك مراعياً التعليمات الصادرة من الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن".

ووجه السيستاني بصرف اسهم من الزكاة والخمس لمحتاجين مع رعاية الضوابط الشرعية.. وأوصى "بالالتجاء إلى الله عزّ وجل والتضرع اليه لدفع هذا البلاء والاكثار من الاعمال الصالحة كالتصدق على الفقراء واعانة الضعفاء وقراءة القرآن المجيد والادعية المأثورة عن النبي (ص) واهل بيته".. وبالحذر اللائق بحجم هذا الوباء من غير هلع واضطراب والأخذ بأتمّ اسباب الوقاية والعلاج منه وفق ما يقرره اهل الاختصاص بعيداً عن الاساليب غير العلمية.

وشدد السيستاني على ضرورة العمل على توعيه الآخرين بمخاطر الاستهانة بهذا الفيروس وحثّهم على الالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المعنيّة وعدم التخلّف عنها اضافة إلى مساعدة العوائل المتضررة من الوضع الراهن بسبب تعطّل الاعمال وتقييد حركة الناس وكذلك رعاية المصابين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسعي في التخفيف عنهم واعانتهم فيما يحتاجون اليه.

وكانت خلية الأزمة الحكومية العراقية قد قررت السبت تمديد حظر التجوال وتعطيل الدوام حتى الساعة 11 من مساء السبت المقبل واستمرار تعليق الرحلات الجوية إلى مساء اليوم نفسه وإعادة تقييم الوضع حسب الموقف الوبائي.