كشف علماء في أيسلندا أنهم وجدوا 40 طفرة لفيروس كورونا (كوفيد – 19)، بعد أن فحصت السلطات الصحية الأيسلندية، إلى جانب شركة علم الوراثة (DeCode Genetics) نحو 9788 شخصًا.

وقال العلماء إنه باستخدام التسلسل الجيني، حدد الباحثون عدد الطفرات في الفيروس، موضحين أنه يمكن لهذه المتغيرات الجينية أن تكون بمثابة بصمات الفيروس للإشارة إلى مكان منشئها في العالم.

وحسب تقرير نشرته صحيفة (ديلي ميل) اللندنية على موقعها الالكتروني، تمكن العلماء الأيسلنديون من تتبع الفيروس إلى ثلاث دول أوروبية هي: النمسا وإيطاليا -مركز تفشي الفيروس- وإنكلترا. وادعى الفريق أن سبعة أشخاص مصابين ذهبوا إلى نفس مباراة كرة القدم غير المعلنة في إنكلترا.

وتتراكم الفيروسات في الطفرات أثناء تطورها، والتي قد تتسبب أو لا تتسبب في سلوكها بطرق مختلفة. وتم إجراء تسلسل الجينوم الكامل الذي كشف عن أدلة حول كيفية تطور الفيروس وسلسلة انتقاله، وفسروا أن الطفرات في الفيروس تتراكم أثناء تطورها، وقد تتسبب أو لا تتسبب في تغير سلوك الفيروس.

تحورات

وكان أول التحورات لفيروس كورونا هو إمكانية مهاجمته لجسم الإنسان في المقام الأول، حيث يعتقد العلماء أن الفيروس في حد ذاته كان كامنًا في الحيوانات لسنوات، وربما حتى عقود، قبل أن يكتسب القدرة على إصابة البشر.

وتساعد دراسة الفيروسات باستخدام علم الجينوم على فهم كيفية تصرفها، مما سيساعد العلماء على مكافحة الوباء المتصاعد.

واختبرت السلطات الصحية الأيسلندية، إلى جانب شركة علم الوراثة (eCode Genetics ) 9،788 شخصًا بحثًا عن فيروسات تاجية ، وشمل ذلك أي شخص تم تشخيصه بالاصابة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الأعراض أو أولئك الذين هم في مجموعات عالية الخطورة للفيروس التاجي.

متطوعون

تقدم نحو 5000 متطوع لم تظهر عليهم أي أعراض للانضمام إلى الدراسة - 48 منهم إيجابيون بالفعل، وتم إجراء تسلسل الجينوم الكامل، والذي كشف عن أدلة حول كيفية تطور الفيروس وسلسلة انتقاله.

وقال كاري ستيفنسون، مدير شركة علم الوراثة DeCode Genetics: يمكننا أن نرى كيف تتحول الفيروسات، لقد وجدنا 40 طفرة فيروسية حتى الآن، وجدنا شخصًا أُصيب مرتين بالفيروس، المرة الأولى قبل التحور والثانية بعد تحوره.

وحتى الآن لم يتم نشر الدراسة بعدُ، مما يعني أنه لم يتم فحصها من قبل علماء آخرين، لكن في الوقت نفسه فإن هذه النتائج ليست مفاجئة عند نخبة الأوساط الطبية، إذ توقع الكثيرون منهم هذه النتيجة.

وقال ألان راندروب تومسون، عالم الفيروسات من قسم المناعة والأحياء الدقيقة في جامعة كوبنهاغن، إن النتائج التي وصفها الفريق منطقية.

وكانت أشارت دراسة سابقة في الصين، نُشرت في أوائل مارس، إلى أن فيروس كورونا قد تحول إلى سلالتين منفصلتين على الأقل منذ بدء تفشي المرض في ديسمبر.