الكويت: يهود الكويت هم اليهود الذين سكنوا مدينة الكويت وعملوا في التجارة، وقد بلغ عددهم نحو 100 عائلة يهودية بالثلاثينات.
وكان غالب أفرادها يمتهنون التجارة حتى أنه كان لهم سوق شهير في الكويت يعرف بـ "سوق اليهود". ولهم مقبرة ما زالت موجودة ومسورة خلف مبنى مجمع الخليجية مقابل منطقة شرق الصناعية.

كانت العائلات اليهودية توافدت إلى الكويت في أواخر القرن التاسع عشر من العراق وقد امتهنوا التجارة. وكان نشاطهم التجاري يتمحور في نشاطات تتعلق بالذهب والأقمشة وكذلك الفن.

من بين الشخصيات الشهيرة التي تنتسب إلى هذه العوائل اليهودية الكويتية الموسيقيان الكويتيان: داوود الكويتي ابن عزرا وصالح الكويتي اللذان تجاوزت شهرتهما في فترة الأربعينيات حدود الكويت إلى بعض الدول العربية المجاورة. ومن أشهر هذه العوائل أيضا عائلة الربين. وكذلك عوائل: عزرا صمويل، وحصغير، وخواجة ومحلب.

هنا نتطرق إلى عرض كتاب «اليهود في الكويت.. وقائع وأحداث» والصادر من منشورات "ذات السلاسل" والذي يتطرق ايضا الى هجرة يهود بعض الدول العربية.

يبدأ الكتاب برصد البدايات لوفود اليهود الى الكويت مع التأكيد على ان المصادر، على ندرتها، لا تتفق على تاريخ محدد لقدوم اليهود الى الكويت، الا انه وبالعودة الى رصد عدد السكان قديما، يتبين ان الاحصاء التقديري الذي اعده الجغرافي الفرنسي فيتال كينيه في العام 1890 يقدر عددهم بنحو 20 الف نسمة والى جانبهم 50 يهوديا، وهي تكاد تكون بحسب الكتاب الاشارة الوحيدة الى وجودهم ضمن احصاءات او تقديرات عدد السكان، واذا كانت نتائج هذه الاحصائية لا تتعدى كونها مجرد ارقام تقديرية لم تبن وفق أسس علمية، غير انها تعطي على الاقل مؤشرا إلى تاريخ تواجدهم، خصوصا ان الوثائق التاريخية في مراحل لاحقة تكشف عن تناقض واضح، ففي الوقت الذي يذكر فيه المقيم السياسي البريطاني لويس بيلي الذي زار الكويت في ذلك العام 1865 ان سكانها، بمن فيهم اليهود، يتمتعون بحرية العبادة والشعائر، ما يرجح وجودهم بأعداد أكبر وإلى قدومهم في وقت سابق على هذا التاريخ اي في اوائل عهد حاكم الكويت الثاني الشيخ عبدالله الصباح.

لم يرد في تقرير والي بغداد مدحت باشا عن الاحوال السياسية في منطقة الخليج والمرفوع الى السلطات العثمانية بعد زيارته للكويت في العام 1871 اي اشارة الى اليهود، حيث يذكر في وصفه لحال الكويت: «يعيش سكانها فيحالة استقرار حتى الآن، رغم انها محاطة من الناحية البرية بكثير من مواطنيهامن العشائر والقبائل البدوية الذين يشتركون في ادارتها» ثم تطرق الى الانتماء الديني لسكانها بالاشارة الى ان اكثر الاهالي فيها «.. على المذهب الشافعي، وقليل منهم على المذهب الحنفي، وكثير منهم على المذهب المالكي».

يذكر الكتاب أن مرحلة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، شكلت بداية التحولات الجذرية في ما يتعلق بتواجد اليهود في الكويت، ومنذ تلك الفترة اخذت الوثائق والتقارير التاريخية تذكرهم بصورة مستمرة، ففي العام 1903 زار المبشر المعروف وقائد الارسالية الاميركية صموئيل زويمر الكويت، (يوسف علي المطيري يذكر في كتابه ص 56 ان زيارة زويمر كانت في العام 1895) قادما من البحرين بحرا التي تركها في 14 فبراير من ذلك العام.

يعرج الكتاب على تجارة اليهود إذ يعتبر أنه من المنطقي ان يتركز تواجد يهود الكويت في منطقة شرق قرب اسواق الكويت القديمة سكنا وعملا نسبة لخلفيتهم التجارية، فأطلق على حيهم «فريج اليهود» وهو الذي يشكل حاليا سوق «البوالط والصفافير» وكان يقع في شارع الغربللي، قرب سوق الصاغة بمحاذاة المقر الرئيسي للبنك التجاري الكويتي حاليا، وفي هذا يؤكد الباحث محمد عبدالهادي جمال في الكتاب انه يقع بالقرب من فريج الشيوخ وبراحة مبارك في الوسط، وكان من اشهر من ولد في هذا الفريج «صالح وداود بن عزرا» المشهوران بلقب «الكويتي»، وينقل عن الشيخ عبدالله الجابر الصباح حول موقع سكنهم تحديد قوله: «كان موقعه (أي فريج اليهود) عند الكاركة» (والبعض يكتبها الكركة) عند مسجد السوق ومنه الى بيت الصانع وبيت مراد بهبهاني، اما د.صالح العجيري فحدد الموقع بوصفه أنه: «كان من مسجد السوق قبل وصولنا للحي الشرقي ناحية فريج الجناعات وبيوتهم كانت قريبة من محالهم»، وعلى مقربة من فريج الشيوخ كان يقع «حمام اليهود» وكان يتفرع من احدى تلك البراحات سكة اليهود،علما ان هذا الفريج كان اول احياء الحي الشرقي واكتسب هذا الاسم نسبةلساكنيه من الاسرة الحاكمة، ويبدو ان قلة منهم قطنت ايضا في فريج الشيوخ نفسه كان من بينهم شخص يعرف بعبده شامون، ولم يعرف ان اليهود قطنوا اي منطقة اخرى بخلاف منطقة شرق حتى بدء تاريخ رحيلهم في ثلاثينيات القرن الماضي.