إيلاف: فيما تعهد رئيس الوزراء العراقي المكلف بانتهاج حكومته المقبلة لسياسة خارجية تمنع جعل بلاده ساحة لتصفية حسابات خارجية فقد اعلن التحالف الدولي اليوم عن تسليم قاعدة عسكرية ثانية الى وزارة الدفاع العراقية بالتزامن مع مغادرة المئات من مدربي التحالف موقتا بسبب انتشار فيروس كورونا.

واكد عدنان الزرفي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ان حكومته ستعتمد "سیاسة خارجیة قائمة على مبدأ (العراق اولاً) والإبتعاد عن الصراعات الاقلیمیة والدولیة التي تجعل من العراق ساحةً لتصفیة الحسابات وتكون المصالح العراقیة العُلیا ھي البوصلة التي تحدد رسم إتجاھات تلك السیاسة" كما قال في تغريدة تابعتها "إيلاف" الخميس.

جاء تعهد الزرفي بالعمل على منع تحويل بلاده ساحة لصراعات خارجية بعد ساعات قليلة من تعرض المنطقة الخضراء في وسط العاصمة بغداد فجر اليوم الى قصف صاروخي. وقالت مصادر امنية ان ثلاثة صواريخ سقطت على المنطقة حيث اطلقت السفارة الاميركية بداخلها صافرات الانذار.

تشهد المنطقة الخضراء المحصنة أمنياً، والتي تضم السفارة الأميركية، إضافة إلى مقرات حكومية عديدة ومنازل مسؤولين كبار، بين مدة وأخرى قصفاً صاروخياً ضمن حملة مواجهات بين ميليشيات عراقية مسلحة موالية لايران والقوات الاميركية في العراق.

وقد طلب الزرفي من دول مجلس الامن الدولي دعمها لحكومته المقبلة في تصديها لأزمات البلاد مؤكدا سعيه الى انتخابات حرة نزيهة بالتعاون مع الامم المتحدة، وذلك خلال اجتماعه مساء امس مع سفراء الدول دائمة العضوية في المجلس كل من روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

من جهتهم، فقد اكد السفراء الخمسة استعداد حكوماتهم لدعم العراق في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق السلم المجتمعي وصولا الى إجراء إنتخابات مبكرة حرة ونزيهة.

وكان الزرفي قد اعلن الاثنين الماضي عن بدئه مشاورات لاكمال مهمته، حيث كان الرئيس برهم صالح قد كلفه في 16 من الشهر الحالي بتشكيل الحكومة الجديدة، وعليه تقديم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان لمنحها الثقة خلال 30 يوما، وذلك بعد فشل القوى السياسية الشيعية بالوصول إلى اتفاق حول مرشح لرئاسة الحكومة.

القوات الاميركية تسلم نظيرتها العراقية قاعدة عسكرية جديدة
سلمت القوات الاميركية اليوم نظيرتها العراقية قاعدة عسكرية جديدة في شمال البلاد، وذلك بعد اسبوع من تسليمها لقاعدة القائم في غرب العراق.

الزرفي مجتمعا مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن

فقد انسحبت القوات الاميركية رسميا الخميس من قاعدة القيارة الجوية في جنوب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية وسلمتها في احتفال رسمي الى القوات العراقية. وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي الكولونيل مايلز كارينز في تصريح صحافي اطلعت عليه "إيلاف" ان قيادة قوات التحالف تسلم مقارها في داخل القواعد العراقية إلى وزارة الدفاع العراقية كما ان المئات من جنود التحالف المدربين يغادرون العراق موقتًا من أجل سلامتهم من فيروس كورونا.

مغادرة القوات الفرنسية والتشيكية والبريطانية
وكان الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية قد اعلن امس مغادرة القوات الفرنسية الأراضي العراقية فيما غادرت العراق في اليوم نفسه القوات التشيكية العاملة في العراق نتيجة التهديدات الأمنية وانتشار فيروس كورونا.

كما اعلنت بريطانيا عن سحب جزء من قواتها من العراق بسبب انتشار كورونا. وقالت وسائل اعلام بريطانية ان "وزارة الدفاع البريطانية قررت سحب نصف جنودها من العراق، كما علقت المهام التدريبية للقوات العراقية لمدة ستين يوما".

واكملت القوات الاميركية انسحابها في 19 من الشهر الحالي من قاعدة القائم في غرب العراق بالقرب من الحدود مع سوريا وتسليمها الى القوات العراقية فيما سينسحب في الشهر المقبل من قاعدتين عسكريتين أخريين تنفيذا لقرار اميركي بالانسحاب من 3 من أصل 8 قواعد للقوات الاميركية في العراق، حيث تسعى الولايات المتحدة الى تقليص حضورها بشكل كبيرفي البلاد.

واوضح المتحدث باسم القوات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي ان القوات الاميركية ستنسحب في الشهر المقبل بعد انسحابها من قاعدة القيارة من قاعدة k1 في محافظة كركوك (240 كم شمال شرق بغداد).

وكان معسكر التاجي بضواحي بغداد الشمالية الذي يضم قوات للتحالف الدولي قد تعرّض الى هجوم بـ33 صاروخا في الاسبوع الماضي واسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين هم اميركيين اثنين وبريطاني حملت واشنطن اثرها ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني المسؤولية عن الهجوم ونفذت قواتها ضربات جوية لمقاره ومخازن اسلحته في 5 مناطق عراقية.