نصر المجالي: أعلنت الحكومة البريطانية من خلال مشاركة رئيس وزرائها بوريس جونسون اليوم الخميس في قمة مجموعة العشرين عن ضخ 544 مليون جنيه استرليني لتمويل إنجاز لقاح الفيروس التاجي.

وخلال القمة التي جرت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بضيافة المملكة العربية السعودية، أجرى القادة العشرون والزعماء والمشاركون من ضيوف الشرف مناقشات حول عدد من القضايا الدولية، حيث خيم على المناقشات فيروس (كورونا).

وقالت مصادر بريطانية إن المشاركين في القمة التي تراسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ناقشوا بعمق كيفية تنسيق الاستجابة لجائحة (كورونا). وحث العاهل السعودي الملك سلمان الذي يستضيف القمة تقنيا الدول على ضخ مزيد من التمويل في أبحاث اللقاحات.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني أنه سيرفع مساهمة المملكة المتحدة إلى 544 مليون جنيه استرليني، مع الأموال القادمة من ميزانية المساعدة الدولية لإنجاز لقاح ناجز.

خطة تحفيز اقتصادي

ومع ملاحظة وجود انقسامات حول كيفية الاستجابة للركود العالمي الذي يلوح في الأفق حيث يتم إغلاق الاقتصادات بشكل فعال لوقف انتشار المرض، أعلنت العديد من الدول، بما في ذلك بريطانيا، عن حزم تحفيز اقتصادي ضخمة، كما تم طرح تدابير حمائية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بعد مشاركته التقنية في القمة: "بينما يحارب أطبائنا وممرضونا وممرضاتنا الرائعون الفيروس التاجي في بريطانيا، فإن هذا التمويل البريطاني القياسي سيساعد في إيجاد لقاح للعالم بأسره. الأطباء والباحثون في المملكة المتحدة في طليعة هذا العمل الرائد".

وأكد جونسون: "إن دعوتي لكل دولة من دول مجموعة العشرين والحكومات حول العالم هي تكثيف ومساعدتنا في التغلب على هذا الفيروس.

جانب من قادة الـ20 وضيوف الشرف

دعوة الملك سلمان

ومن جهته، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز: يجب أن يكون لدينا استجابة فعالة ومنسقة لهذا الوباء واستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي.

وأضاف: "على الصعيد التجاري، يجب على مجموعة العشرين إرسال إشارة قوية لاستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي من خلال استئناف التدفق الطبيعي للسلع والخدمات ، في أقرب وقت ممكن ، وخاصة الإمدادات الطبية الحيوية".

وحث الملك سلمان على التعاون في تمويل البحث والتطوير للعلاجات واللقاحات وضمان توافر الإمدادات والمعدات الطبية الحيوية، ومساعدة الدول الأقل نموا على بناء القدرات.

وقال خادم الحرمين الشريفين، إننا نعقد اجتماعنا هذا تلبية لمسؤوليتنا كقادة أكبر اقتصادات العالم، لمواجهة جائحة كورونا التي تتطلب منا اتخاذ تدابير حازمة على مختلف الأصعدة.

وأضاف أن هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عالمية، ويُعول العالم علينا للتكاتف والعمل معاً لمواجهتها. وقال إن من مسؤوليتنا مد يد العون للدول النامية والأقل نمواً لبناء قدراتهم وتحسين جاهزية البنية التحتية لديهم لتجاوز هذه الأزمة وتبعاتها.

استجابة قوية

ووعدت مجموعة العشرين في بيان مشترك بـ "استجابة عالمية شفافة وقوية ومنسقة وواسعة النطاق وقائمة على العلم بروح التضامن". وقالوا "إن معالجة الوباء وآثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتداخلة هي أولويتنا المطلقة"، وتعهدوا بالقيام "بكل ما يلزم".

ووعد القادة "بتوسيع القدرة التصنيعية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للإمدادات الطبية وضمان إتاحتها على نطاق واسع وبأسعار معقولة وعلى أساس عادل، حيث تشتد الحاجة إليها وبأسرع وقت ممكن".

كما وعدوا بتقديم موارد فورية لصندوق الاستجابة للتضامن Covid-19 التابع لمنظمة الصحة العالمية، والتحالف من أجل الاستعداد للوباء والابتكار (CEPI) وGavi، تحالف اللقاحات، على أساس طوعي.

التماس بدعم فوري

وخاطب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مجموعة العشرين لالتماس الدعم لزيادة تمويل وإنتاج معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الصحة.

وقال تيدروس في مؤتمر صحفي في جنيف في وقت متأخر يوم الأربعاء "لدينا مسؤولية عالمية كبشرية وخاصة تلك الدول مثل مجموعة العشرين". "يجب أن يكونوا قادرين على دعم البلدان في جميع أنحاء العالم".

يشار إلى أن مجموعة العشرين كانت تأسست في 1999، بهدف تفعيل التعاون لمواجهة الأزمات العالمية، وتضم بلدانها ثلثي عدد سكان العالم، فيما تمثل 90 بالمائة من إجمالي الناتج العالمي.

وتضم المجموعة كلا من: الولايات المتحدة وتركيا وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا والسعودية وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وأستراليا والاتحاد الأوروبي.