الرياض: اعترضت القوات السعودية صاروخا بالستيا في سماء الرياض قبيل منتصف ليل السبت، حسب ما أفادت قناة حكومية، في أول هجوم صاروخي ضد العاصمة منذ أن أعلن متمردو اليمن تعليق ضرباتهم ضد المملكة قبل نحو ستة أشهر.

وقالت قناة "الاخبارية" في تغريدة على تويتر "اعتراض صاروخ في سماء مدينة الرياض"، فيما سمع مراسلو وكالة فرانس برس في المدينة دوي ثلاثة انفجارات.

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن المتحدث باسم التحالف بقيادة المملكة الذي يقاتل المتمردين اليمن قوله يوم الأحد إن "الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخين باليستيين" ليل السبت أطلقهما المسلحون الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران صوب العاصمة الرياض ومدينة جازان في جنوب المملكة.

وقال العقيد تركي المالكي في بيان إنه "لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح حتى إصدار البيان". وأضاف أن اعتراض الصاروخين تسبب في سقوط بعض الشظايا على بعض الأحياء السكنية بالمدينتين.

وأضاف المتحدث باسم التحالف "إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية والحرس الثوري الإيراني في هذا التوقيت يعبر عن التهديد الحقيقي لهذه المليشيا الإرهابية والنظام الإيراني الداعم لها" وأن "هذا التصعيد من قبل الميليشيا الحوثية لا يعكس إعلان الميليشيا الحوثية بقبول وقف إطلاق النار".

وبين العقيد المالكي أن "هذا الاعتداء الهمجي لا يستهدف المملكة العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين على أراضيها بل يستهدف وحدة العالم وتضامنه خاصة في هذه الظروف الصعبة والعصيبة والتي يتوحد فيها العالم أجمع لمحاربة تفشي الوباء العالمي كورونا (كوفيد -19)، وأن هذا التصعيد من قبل المليشيا الحوثية لا يعكس إعلان المليشيا الحوثية بقبول وقف إطلاق النار وخفض التصعيد وجديتها في الانخراط مع الحكومة اليمنية بإجراءات بناء الثقة والوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الانقلاب، وإنما هي استمرار لاستراتيجية إيران بالتزييف والمماطلة لتعميق معاناة الشعب اليمني الشقيق وعدم امتلاك المليشيا الحوثية للإرادة والقرار في إنهاء الأزمة".

وأكّد أن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لتحييد وتدمير هذه القدرات البالستية لحماية المدنيين، وحماية الأمن الاقليمي والدولي.

وتعرضت السعودية لعشرات الهجمات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة العام الماضي، أبرزها هجوم استهدف منشآت لشركة أرامكو النفطية في سبتمبر الماضي، تبناه الحوثيون لكن الرياض شكّكت في ذلك وحمّلت المسؤولية لإيران التي تدعم المتمردين.

وبعد الهجوم على أرامكو بأيام، أطلق المتمرّدون الحوثيّون بشكل مفاجئ "مبادرة سلام" عبر إعلانهم وقف الهجمات على السعوديّة.

غير أنّ الضربات عادت مؤخرا مع إعلان السعودية اعتراض طائرات مسيّرة، وسط عجز أطراف النزاع عن التوصل إلى اتفاق لانهاء الحرب التي قتل فيها آلاف المدنيين منذ بداية عمليات التحالف قبل خمس سنوات في 26 آذار/مارس 2015 لوقف تمدد الحوثيين في البلد المجاور.

وفي ظل مخاطر انتشار فيروس كوفيد-19، الذي تسبّب بوفاة أربعة أشخاص في المملكة بينما لم تُسجّل إصابات به في اليمن بعد، أعرب أطراف النزاع عن دعمهم لهدنة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

ووقع هجوم السبت بعد يومين من دعوة ممثل الامين العام للامم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث الأطراف المتحاربة لاجتماع عاجل للاتفاق على الهدنة.