قالت أغلبية مطلقة من قراء "إيلاف" إنها ملتزمة الحجر المنزلي وإجراءاته، خصوصًا أن العلم لم يوفق بعد إلى اجتراح علاج لجائحة كورونا، ولا لقاح يحصن من الإصابة بها.

ثمة من قال إن جرثومة "كورونا" ثبتت العولمة بأنها جعلت العالم كله عرضةً لوبائها، ونقضت العولمة بأنها فرقت الدول بعضها عن بعض، بل المدن والأحياء والبيوت والعائلات. أجمعت دول العالم، بانتظار اجتراح الطب علاجًا لفيروس كوفيد-19 أو لقاحًا ضده، على أن الأمل الوحيد لنجاة البشرية معقود على التزام الناس الحجر المنزلي الذاتي. فكان أن سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تلتزم باجراءات الحجر المنزلي؟".

استجاب لهذا الاستفتاء 437 قارئًا، أجاب 389 منهم بـ "نعم" (89 في المئة)، مقابل 48 قارئًا أجابوا بـ "لا" (11 في المئة).

ملتزمون

أدركت أغلبية البشر إذًا أن خلاصها اليوم مرهون ببقائها في المنازل، واعتماد التباعد الاجتماعي، أي الامتناع نهائيا عن الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى. فلا الزيارات العائلية مسموحة، ولا ارتياد المطاعم والملاهي، ولا حتى البقاء طويلًا في المتاجر، إنما قضاء الحاجات التسوقية بأقصى سرعة، مع مراعاة كل التدابير الوقائية اللازمة.

اليوم، يلتزم أكثر من ثلاثة مليارات شخص الحجر الصحي في مواجهة تسارع انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أسفر عن وفاة أكثر من 25 ألف شخص حتى الآن.

من مآثر الإغلاق التام هو فتح مدينة ووهان الصينية، حيث ظهرت أول إصابة بفيروس كورونا، أبوابها تدريجًا أمام العالم الخارجي السبت، أي بعد شهرين من عزلة شبه تامة. فهذه المدينة التي اجتاحها الفيروس بشكل فظيع تمكنت، بفضل التزام ناسها منازلهم من دون استثناء، من أن تعود إلى حياة شبه طبيعية. مع ذلك، ما زال رفع الإغلاق جزئياً، فعلى سكان ووهان الانتظار حتى 8 أبريل المقبل ليتمكنوا من مغادرة المدينة، وهو موعد فتح المطارات فيها.

غير ملتزمين

لكن... على الرغم من أن هذه القاعدة ربما تكون الطريق الفعلية لنجاة البشرية من هذه الجائحة، فإن ثمة من يشذ عنها، غير مكترث لما سيحصل له ولغيره بسببه، أو جاهل بالخطر الذي يتهدد البشرية، أو متوكل بلا تعقل.

ففي الدول الإسلامية يصعب أحيانًا منع المصلين من التوجه إلى المساجد والاجتماع فيها، خصوصًا لأداء صلاة الجمعة، على الرغم من أن دور الإفتاء في الدول الإسلامية أفتت بوجوب أداء هذه الصلاة، وغيرها من الصلوات، في المنازل منعًا لانتقال العدوى بين المصلين.

قالت تقارير إن في باكستان وإندونيسيا، كان عدد المشاركين في صلاة الجمعة الأخيرة كبيرًا. ونقلت إحدى وكالات الأنباء عن الباكستاني ألطاف خان قوله: "لا نؤمن بفيروس كورونا بل نؤمن بالله. أي أمر يحدث سيكون مشيئة الله"، قبل أن ينضم إلى حشد المؤمنين المشاركين في صلاة الجمعة في إسلام أباد.

في لبنان، وبينما تجهد الدولة اللبنانية لمنع خرق قانون التعبئة العامة والحجر المنزلي، احتشد الناس لتأدية صلاة الجمعة في مدينة طرابلس الشمالية متحدِّين الحظر والتوعية وقرارات دار الفتوى، وتجمعوا مفترشين الطرق الداخلية المحيطة بأحد المساجد، ما أثار الكثير من الاستهجان.

وهذا تكرر أيضًا في العراق، حيث ما زال الزوار يؤمون العتبات الشيعية المقدسة، مؤمنين بأن الأئمة هم من يحموهم من هذا الفيروس.