وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين في الحجر الصحي الاحترازي بعد تأكيد إصابة أحد الأشخاص في مكتبه بفيروس كورونا المستجد، وذلك في آخر فصول محادثات تشكيل حكومة جديدة لمواجهة هذه الأزمة الصحية.

وأفادت عدة مصادر متطابقة الإثنين، بإصابة مستشارة نتانياهو وتدعى ريفكا بالوخ بالفيروس. وأعلن مكتب رئيس الوزراء مساء الإثنين أن نتائج فحص الفيروس الخاصة بنتانياهو وعائلته وموظفيه جاءت سلبية.

وأشار المكتب إلى "بقاء رئيس الوزراء في الحجر الصحي في انتظار تعليمات وزارة الصحة".

وقال مكتب رئيس الوزراء لفرانس برس في وقت سابق "قرر رئيس الوزراء الخضوع للحجر مع موظفيه الى حين إتمام" تحقيق جار، فيما أكدت مصادر لفرانس برس أن التحقيق بدأ بعدما أظهر فحص إصابة أحد الأشخاص في مكتبه بالفيروس.

وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء إن قرار الحجر الصحي احترازي لأن رئيس الوزراء لم يكن قريبا من الشخص المريض. وبحسب البيان فإن "التقييم الأولي للوضع يشير إلى أن لا حاجة لوضع رئيس الوزراء بالحجر لأنه لم يكن على تواصل مباشر بالشخص ولم يلتق به".

وأضاف "لم يكن الاثنان خلال الأسبوعين الماضيين في الغرفة نفسها وفي الوقت نفسه". ولم يحدد مكتب رئيس الوزراء المدة التي سيقضيها نتانياهو في الحجر الصحي.

وأكد المكتب أن وزارة الصحة وطبيب رئيس الوزراء سيحددان موعد انتهاء الحجر الصحي بعد الحصول على نتائج الفحص المتصل بالفيروس.

وسجلت إسرائيل أكثر من 4300 إصابة و15 وفاة. وشدد مكتب نتانياهو على أن التواصل الشخصي الذي قام به في الأسابيع الأخيرة كان محدودا ، وأن "معظم اجتماعاته كانت عبر الفيديو من مقر إقامته".

من جهته، أعلن البرلمان الإسرائيلي أن أعضاءه وموظفيه تلقوا تعليمات باتباع أوامر وزارة الصحة والدخول في حجر صحي إذا سبق لهم التواصل المباشر مع مستشارة نتانياهو.

وأشار الكنيست في بيانه الى توفيره تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة به، لوزارة الصحة لمراجعتها وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها.

أوج المحادثات

ويأتي هذا التطور بعد محادثات مكثفة بين نتانياهو ومنافسه السابق بيني غانتس لتشكيل حكومة "وحدة طارئة" لاحتواء جائحة كوفيد -19. وأفاد كل من نتانياهو وغانتس أن "تقدما كبيرا" أحرز في المفاوضات بينهما تمهيدا لإنهاء أطول جمود سياسي في تاريخ إسرائيل الحديث.

وكان نتانياهو (70 عاما) التقى رئيس هيئة الأركان السابق غانتس (60 عاما) في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة تشكيل حكومة مستقرة بعد فشلهم في تحقيق ذلك اثر انتخابات أبريل وسبتمبر من العام الماضي.

وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كلف في وقت سابق بيني غانتس تشكيل الحكومة بعد الانتخابات التي جرت في الثاني من مارس وكانت الثالثة خلال أقل من عام.

لكن أطاحت القوى المناهضة لنتانياهو الرئيس السابق للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يولي إدلشتاين، المقرب من رئيس الوزراء والعضو في الليكود، وانتخب غانتس لتولي المنصب.

وأدى تحالف غانتس مع نتانياهو لتقاسم السلطة إلى انقسام داخل تحالفه الوسطي "أزرق أبيض". وبرر غانتس هذا التقارب بأنه "ما يحتاج إليه شعبه" في ظل تفشي الفيروس وفرض السلطات رزمة من إجراءات الطوارئ.

وأعلنت إسرائيل عن سلسلة من الإجراءات الوقائية لمكافحة تفشي الوباء، بينها عدم السماح للمواطنين بالابتعاد عن منازلهم لأكثر من 100 متر، باستثناء التزود بالمواد التموينية والحصول على العلاج والأدوية.

وضمن الإجراءات الوقائية أيضا، حظر التجمعات لأكثر من عشرة أشخاص، ومنع الصلوات في الكنس.

وتجوب دوريات للشرطة شوارع المدن الكبرى في إسرائيل التي يبلغ تعداد سكانها 9 ملايين نسمة، وتفرض غرامات مالية على المخالفين للحجر الصحي.

ويواجه نتانياهو تهما بالفساد في ثلاث قضايا منفصلة. وأدى تفشي وباء كوفيد-19 في إسرائيل، إلى تأجيل محاكمته التي كانت مقررة في 17 مارس الجاري.