إيلاف: أكدت وزارة الدفاع العراقية اليوم أن تنقلات أجرتها لعدد من ضباطها لا علاقة لها بمحاولات انقلاب عسكري، وإنما لدعم المجهود الطبي لمواجهة كورونا، وسط معلومات عن اختفاء قادة الحشد الشعبي، خوفًا من ضربات أميركية، وقيام قائد فيلق القدس في الحرس الثوري بزيارة سرية إلى بغداد.

نفت وزارة الدفاع العراقية اليوم ما تناقله بعض وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار عن إجراء تنقلات بين ضباطها بسبب محاولات انقلاب عسكري. وأكدت في بيان تابعته "إيلاف" أنها "وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والمتمثلة في فيروس كورونا سخرت جميع جهودها للوقوف مع الكوادر الصحية لمنع انتشار هذا الوباء وهي مستمرة في مطاردة فلول داعش الارهابي للقضاء على الارهاب".

واشارت الى "أن أخبار كاذبة وعارية من الصحة كهذه من شأنها إضعاف همة الأبطال في القوات المسلحة وإحباط عزيمتهم، لذا تؤكد الوزارة أنها ستُلاحق قانونيًا كل صفحة أو موقع يروّج لأخبار كاذبة كهذه من شأنها إرباك الوضع العام في البلد".

ومنذ أيام يتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي معلومات عن تنقلات تجريها وزارة الدفاع لبعض الضباط زعمت أنها تتعلق بمحاولات لتنفيذ انقلاب عسكري بدعم اميركي.

اختفاء قادة الحشد واخلاء مقارهم
بالترافق مع ذلك، كشفت مصادر أمنية عراقية مطلعة عن اتخاذ الحشد الشعبي وفصائل مسلحة أخرى موالية لايران إجراءات أمنية وقائية مشددة من بينها تخفي قادتها تحسباً لضربة أميركية مرتقبة ضدها.

قالت المصادر ان "الحشد الشعبي والفصائل المسلحة اتخذت إجراءات أمنية مشددة وقائية تحسباً لضربة أميركية شملت نقل بعض مخازن الاسلحة وكذلك اخلاء بعض المقار وفتح مقار بديلة متحركة"، كما نقلت عنها وكالة "شفق نيوز" العراقية، في تقرير اطلعت عليه "إيلاف"، موضحة ان "قادة الحشد الشعبي والفصائل ايضا اتخذوا اجراءات أمنية مشددة، وقللوا من حركتهم، مع تغيير اماكن سكنهم، وتغيير العجلات التي يستقلونها وتقليلها، بعدما وردت إليهم معلومات عن مخطط اميركي يستهدف اغتيالهم بضربات جوية نوعية".

ميليشيات الحشد الشعبي وأعلامه على أسوار السفارة الأميركية في بغداد

جاء ذلك وسط معلومات لم تؤكد بعد تفيد بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قآني قد وصل الى بغداد خلال الساعات الاخيرة في زيارة سرية لبحث احتمالات قيام الولايات المتحدة باستهداف الميليشيات العراقية الموالية لايران بضربات تستهدف قادتها ومقارها ومخازن اسلحتها.

كما يناقش تطورات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة المكلف بها عدنان الزرفي والذي ترفض القوى السياسية الشيعية الموالية لايران ترشيحه لهذه المهمة بدعوى ارتباطه بواشنطن واجندتها في العراق.

وقد أعلنت الميليشيات العراقية المسلحة خلال اليومين الماضيين أنها مستعدة لمحاربة القوات الأميركية في الوقت الذي يتجنب فيه قادة هذه الميليشيات الظهور علنًا في الأماكن العامة خوفاً من ضربات الطائرات بدون طيار الأميركية.

ضربات اميركية وشيكة للميليشيات الموالية لايران
ونسبت وسائل اعلام مقربة من حزب الله اللبناني إلى مصادر أمنيّة عراقيّة وأخرى على تماس مباشر مع قوّات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بقيادة واشنطن قولها إن القوات الأميركية اتخذت قراراً خلال الساعات الماضية بضرب مقار للقوّة الصاروخيّة التابعة لمنظمة بدر وعصائب أهل الحق وحركة النجباء وكتائب حزب الله العراق ويبلغ عددها عشرة على الأقل وهي موزّعة على المحافظات الشرقيّة والوسطى، في حين أن بعض القيادات العسكريّة العراقيّة أُطلعت على الموعد الأوّلي لهذه الضربات.

اوضحت المصادر أن موعد الضربات بات وشيكاً، حيث كان بارزاً رفض الأميركيين النزول عند رغبة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي بتهدئة الموقف أو حتى إبلاغه بموعد الغارات الأوّليّة في خطوة استفزّت الرجل ودفعته إلى إصدار بيان حادّ اللهجة ضد الفصائل وقوّات الاحتلال أيضاً.

وقال عبد المهدي في بيان الاثنين الماضي إن الأعمال اللاقانونية واللامسؤولة التي يقوم بها البعض في استهداف القواعد العسكرية العراقيّة أو الممثليات الأجنبية هو استهداف للسيادة العراقية وتجاوز للدولة حكومة وشعباً، واصفاً إيّاها بالمدانة و"سنتخذ كل الإجراءات الممكنة لملاحقة الفاعلين ولمنعهم".

وكانت القوات الاميركية نشرت الاثنين الماضي منظومتي باتريوت للدفاع الجوي في قاعدتي حرير في محافظة اربيل الشمالية وعين الاسد في الانبار الغربية، فيما تنتظر منظومتان اخريان في الكويت نقلهما الى العراق ايضا.

صواريخ زوّدت بها إيران ميليشيات عراقية موالية لها

يشار الى ان صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد كشفت في الأسبوع الماضي عن إعداد وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" حملة لتدمير ميليشيا عراقية مدعومة من إيران هددت بمزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية.

وأضافت أن بعض كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو وروبرت سي أوبراين مستشار الأمن القومي، يضغطون من أجل عمل جديد ضد إيران وقواتها بالوكالة، في اشارة إلى الميليشيات العراقية الموالية لها ويرون فرصة لمحاولة تدميرها مع انشغال الاخيرة بأزمة وباء كورونا.