أسامة مهدي: جوبهت تهديدات ترمب بضرب إيران ووكلائها في العراق برد إيراني غاضب وتحذير عراقي من عواقب كارثية على البلاد في حال تفجر مواجهة بين الطرفين على اراضيها، بينما قال محتجو التظاهرات ان وجود قاآني في العراق هو لاستئناف العمليات الارهابية للمليشيات الموالية لإيران في حين تم الكشف عن فشله في الاجتماع مع الصدر للضغط عليه لسحب دعمه لتكليف الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة.

فقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران لن تكون البادئة بالحرب لكنها تلقن من يقوم بذلك درسا لن ينساه. وقال ظريف في تغريدة على "تويتر" الخميس مخاطبا ترمب "لايخدعنكن دعاة الحرب الدائمة مرة خرى ان إيران لديها اصدقاء لا وكلاء ولا يمكن لاحد ان يمتلك ملايين الوكلاء".

وأضاف ظريف في تغريدته منوها إلى "أن إيران وخلافا لاميركا التي تستخدم الكذب والخداع والاغتيالات، تتخذ مواقفها بكل شفافية وتدافع عن نفسها علنا".

ومن جانبه، اعتبر يحي صفوي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي تهديدات ترمب بأنها انتهاك للسيادة العراقية. وقال في تصريح صحافي "إذا لم تكن الإدارة الأميركية ملتزمة بالقوانين الدولية فعليها تقبل تبعات وجودها غير القانوني في العراق".

وأضاف أن "انتهاك السيادة العراقية لا يصب حاليا في مصلحة الجيش الأميركي والإدارة الأميركية.. مدعيا "ان السياسة العامة لإيران تتمثل في الدفاع عن حكومة العراق وبرلمانه وشعبه وحقوقه القانونية".

إجلاء الموظفين المدنيين في السفارة الأميركية من بغداد

أما رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري فقد نأى ببلاده عن اي علاقة باستهداف القواعد الاميركية في العراق، معتبرا ذلك بأنه "رد فعل طبيعي" للعراقيين وحركات المقاومة على اغتيال واشنطن لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

وأشار باقري في تصريح صحافي إلى تحركات أميركا بالمنطقة، وقال "اذا كانت لديها ادنى نوايا سيئة تجاه امن بلادنا فستواجه أشد ردود الافعال".. محذرا بالقول "سنرد بصرامة على أي تحرك أميركي يستهدف أمننا القومي".

عواقب كارثية

أما على الجانب العراقي فقد حذر ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي من خطورة التصعيد الاميركي الإيراني الحالي، مشددا على ان عواقب تفجره ستكون كارثية على العراق.

وقالت آيات مظفر المتحدثة بإسم ائتلاف النصر في بيان صحافي الخميس حصلت "إيلاف" على نصه إنه "من غير المقبول ان يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية الدولية وهو امر يدعو الحكومة العراقية الى ممارسة مسؤولياتها وعدم الاكتفاء بالتحذير فهي المكلفة بادارة البلاد واذا كانت الحكومة هي التي (تحذر وتندد وتستنكر) فمن يتخذ الاجراءات لضمان حماية العراق؟".

وشددت على انّ "ابقاء العراق ساحة قلقة ومتوترة لن يخدم الاستقرار في المنطقة والعالم ولن يدفع العراق لوحده فاتورة حرب المصالح ولذلك فإن الاسلم للمحاور المتصارعة تحييد العراق ومساعدته على الحياد والمنطقة لن تحتمل كرة نار جديدة وهي تعيش الان ازمات مالية وصحية خارجة عن السيطرة.

وشدد ائتلاف النصر على ضرورة انتهاج سياسة الحياد وتجنيب العراق تداعيات حرب المحاور.

قاآني لم يجتمع مع الصدر

ومن جهتها، وصفت صحيفة "الاخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني في تقرير لها اليوم زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال أسماعيل قاآني الحالية الى العراق بأنها "زيارة تعارف" بين الجنرال الإيراني والقيادات السياسيّة العراقية، حيث أجرى مع هادي العامري رئيس تحالف الفتح ونوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون وعمار الحكيم رئيس تيّار الحكمة الوطني وحيدر العبادي زعيم ائتلاف النصر تقييماً للمرحلة السابقة وتبادلاً لوجهات النظر في ما يتعلّق بالمستجدات السياسية. كما اجتمع مع قادة الحشد الشعبي، حيث شدّد فيه على "عراقيّة الحشد ودوره الكبير في نهوض الدولة العراقية ومؤسساتها" بحسب قوله.

ونسبت الصحيفة الى مصادر عليمة قولها إن اجتماعا بين قاآني وزعيم تحالف سائرون اكبر الكتل السياسية في البرلمان مقتدى الصدرلم يلتئم، وهو مايعني ان محاولات إيران لاقناع الصدر بالتخلي عن ترشيح عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة قد فشلت.

متظاهرو الاحتجاجات: قاآني في بغداد لاستئناف إرهاب المليشيات

وحول مباحثات إسماعيل قاآني في بغداد والنجف حاليا فقد اعتبرت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين دخول قاآني الى بغداد انتهاكا للسيادة العراقية.
وقالت اللجنة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الخميس إن قاآني دخل بغداد رفقة ضباط إيرانيين واجتمعوا مع قادة بعض الميليشيات المرتبطة بإيران ليستأنفوا ممارساتهم الإرهابية في العراق وللاستيلاء على العملية السياسية بالكامل وفرض الهيمنة المطلقة على الاقتصاد العراقي لصالح إيران.

ودعت اللجنة مجلس الأمن الدولي إلى حماية الشعب العراقي من الاحتلال الإيراني والاستجابة لخارطة الحل التي قدمها متظاهرو ثورة تشرين الى الأمم المتحدة بتخليص العراق من الهيمنة الإيرانية واجراء انتخابات عامة مبكرة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد هدد إيران مساء أمس من دفع "ثمن باهظ" إذا ما هاجمت هي أو حلفاؤها في العراق القوات الأميركية المنتشرة هناك. وحذر ترمب في تغريدته إيران قائلا "إذا حصل هذا الأمر، ستدفع إيران ثمنا باهظا جدا".

وأضاف ترمب "بناء على معلومات، تخطط إيران أو حلفاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوات أميركية و/أو منشآت في العراق" إلا أنه لم يتّضح ما إذا كان يعني أن لدى واشنطن معلومات استخبارية عن تلك الخطة.

وتخوض الولايات المتحدة وإيران نزاعاً شرساً على النفوذ في العراق، حيث تحظى طهران بدعم جهات فاعلة وفصائل مسلّحة فيما تقيم واشنطن علاقات وثيقة مع الحكومة العراقية.

وينتشر في العراق نحو 7,500 جندي أميركي في إطار تحالف تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في التصدي للمجموعات الارهبية، وفي مقدمتها داعش لكن هذا العدد تراجع بشكل ملحوظ هذا الشهر حيث تم سحب قوات التحالف من ثلاث قواعد عسكرية بغرب وشمال العراق. ويعمل التحالف على إعادة مدرّبين إلى بلادهم في تدبير احترازي على خلفية فيروس كورونا المستجد كما يعمل على إخلاء قواعد يشغلها في العراق.

وتعرّضت تلك القواعد كما سفارات أجنبية بخاصة البعثة الدبلوماسية الأميركية لاكثر من عشرين ضربة صاروخية منذ أواخر أكتوبر الماضي، إذا أثارت الهجمات التي حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليتها للحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران مخاوف من حرب بالوكالة على الأراضي العراقية.