أسامة مهدي: نشرت مليشيا عراقية اليوم مقطعا مصورا من الجو لمبنى السفارة الاميركية في بغداد وهددت بتدميرها قائلة انها تحت رحمة صواريخها.

ونشرت مليشيا "عصبة الثائرين" العراقية الموالية لايران مقطع فيديو اليوم لمبنى السفارة الاميركية في بغداد مدته دقيقة ونصف الدقيقة تحت عنوان "السفارة الاميركية عيوننا تترصد تحركاتكم... ولن ينالوا ما يريدون" اطلعت عليه "إيلاف" وقد صور من الجو وهو يظهر المبنى الرئيسي للسفارة في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة العراقية والمنشآت الملحقة بها.

وهددت المليشيا في بيان ارفق مع الفيديو بقصف السفارة الأميركية في بغداد مجدداً بعد تصويرها من مسافة قريبة جداً عبر طائرة درون مسيرة بتدميرها.

وقالت "أيها الشعب العراقي الثائر والمقاوم هذه سفارة الشر تحت أنظارنا وفي رحمة صواريخنا ولو شئنا لجعلناها هباءً منثوراً وقد خبرتم بأسنا ودقة ضرباتنا".

صور من الجو لمبنى السفارة الاميركية في بغداد:

وكان تنظيم "عصبة الثائرين" قد تبنى عملية قصف المواقع العسكرية الأميركية في العراق والتي استهدفت معسكر التاجي الذي يضم قوات اميركية وبريطانية وادى الى مقتل ثلاثة من افرادها الشهر الماضي.

وأكّد التنظيم حينها أن "العملية هي الأولى في سياق الرد على اغتيال واشنطن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ورفاقهما في محيط مطار بغداد في الثالث من يناير الماضي مؤكداً أنها "ستأخذ مساراً تصاعديّاً ينتهي بجلاء قوات الاحتلال".

وهذه المليشيا غير معروفة كثيرا لكن مصادر عراقية تشير الى انها انبثقت مؤخرا من رحم تشكيلات الحشد الشعبي الموالي لايران.

الفيديو يترافق مع تصعيد اميركي ايراني جديد

جاء نشر هذا الفيديو المثير في وقت تصاعدت التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، حيث هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران الاربعاء الماضي بدفع "ثمن باهظ" إذا ما هاجمت هي أو حلفاؤها في العراق القوات الأميركية المنتشرة هناك.

وحذر ترمب في تغريدته ايران قائلا "إذا حصل هذا الأمر، ستدفع إيران ثمنا باهظا جدا".

وأضاف ترمب "بناء على معلومات، تخطط إيران أو حلفاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوات أميركية و/أو منشآت في العراق" إلا أنه لم يتّضح ما إذا كان يعني أن لدى واشنطن معلومات استخبارية عن تلك الخطة.

طائرات شينوك تهبط على سطح السفارة الاميركية في بغداد لانزال عناصر للمارينز

وقد رد عليه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قائلا إن ايران لن تكون البادئة بالحرب لكنها تلقن من يقوم بذلك درسا لن ينساه.

وقال ظريف في تغريدة على "تويتر" مخاطبا ترمب "لايخدعنكن دعاة الحرب الدائمة مرة خرى ان ايران لديها اصدقاء لا وكلاء ولا يمكن لاحد ان يمتلك ملايين الوكلاء".. منوها الى "ان إيران وخلافا لاميركا التي تستخدم الكذب والخداع والاغتيالات، تتخذ مواقفها بكل شفافية وتدافع عن نفسها علنا".

وتخوض الولايات المتحدة وإيران نزاعا شرسا على النفوذ في العراق، حيث تحظى طهران بدعم جهات فاعلة وفصائل مسلّحة فيما تقيم واشنطن علاقات وثيقة مع الحكومة العراقية.

وينتشر في العراق نحو 7,500 جندي أميركي في إطار تحالف تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في التصدي للمجموعات الارهبية وفي مقدمتها داعش، لكن هذا العدد تراجع بشكل ملحوظ هذا الشهر، حيث تم سحب قوات التحالف من ثلاث قواعد عسكرية بغرب وشمال العراق. ويعمل التحالف على إعادة مدرّبين إلى بلادهم في تدبير احترازي على خلفية فيروس كورونا المستجد كما يعمل على إخلاء قواعد يشغلها في العراق.

وتعرّضت تلك القواعد كما سفارات أجنبية بخاصة البعثة الدبلوماسية الأميركية لاكثر من عشرين ضربة صاروخية منذ أواخر أكتوبر الماضي اذا أثارت الهجمات التي حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليتها للحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران مخاوف من حرب بالوكالة على الأراضي العراقية.