في معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة خلية نحل صحية تبحث في تفشي كورونا المستجد وتجد حلولًا مبنية على أدلة، ثم تبلغها إلى حكومات العالم لصوغ ردة فعل شاملة ضد الوباء.

في العام الماضي، أنشئ معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA)، مستقرًا في إمبريال كوليدج لندن، الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ والأوبئة والحوادث المناخية الشديدة والكوارث الطبيعية والإنسانية. وبعد أسابيع فقط من انطلاقه، ظهرت أولى التقارير عن تفشي فيروس كورونا المستجد، أو كوفيد – 19 في آسيا.

فريق استجابة

يقود مركز إم آر سي لتحليل الأمراض المعدية العالمية (MRC-GIDA) الاستجابة الوبائية بوجه كورونا المستجد، ويعمل وثيقًا مع المعاهد الأخرى من خلال كلية الصحة العامة تحت مظلة معهد عبد اللطيف جميل، ليكون فريق استجابة إمبريال كوليدج ضد الفيروس. ومنذ يناير الماضي، استجابت فرق إم آر سي ومعهد عبد اللطيف جميل بسرعة للتهديد الذي شكله الفيروس التاجي المستجد، فبادرت إلى تحليل البيانات المتغيرة باستمرار في وقتها الحقيقي، وأنتجا أكثر من اثني عشر تقريرًا عن الوباء، أرسلت كلها إلى الحكومات ومقدمي الخدمات الصحية حول العالم.

يقود البروفيسور نيل فيرغسون، مدير معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة ومركز إم آر سي لتحليل الأمراض المعدية العالمية، فريقًا من علماء الأوبئة وخبراء الإحصاء الحيوي والأطباء وعلماء البيانات الذين كان عملهم حاسمًا للاستجابة العالمية لأزمة كورونا المستجد. وهو قال: "يواجه العالم أخطر أزمة صحية عامة منذ أجيال. ونحن نقدم تقديرات ملموسة لحجم التهديد الذي تواجهه الدول الآن. "

تأثير في قادة العالم

كان علماء معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة روادًا في العالم وعناصر أساسية في إعلام قادة العالم بتفشي الوباء وتأثير الاستراتيجيات المحتملة للسيطرة عليه.

تصغي المجموعة الاستشارية العلمية البريطانية لحالات الطوارئ ولجنة العلوم والتكنولوجيا في المملكة المتحدة بانتظام إلى أدلة يقدمها علماء المعهد.

في الآونة الأخيرة، أخبر فيرغسون النواب البريطانيين بأن الإغلاق الحالي في المملكة المتحدة يمكن أن يبقي تفشي الفيروس التاجي عند مستويات يمكن التحكم فيها.

إن تقرير فريق الاستجابة الذي توقع حصول 2.2 مليون حالة وفاة في الولايات المتحدة، إذا لم يُتخذ أي إجراء سريع، أثر أيضًا في استراتيجية البيت الأبيض لمكافحة الفيروس، كذلك استضاف فيرغسون ندوة خاصة على الإنترنت لمنصة الاستخبارات الاستراتيجية للمنتدى الاقتصادي العالمي، فأطلع قادة الحكومات ورؤساء الشركات على تفصيلات متعلقة بهذا الوباء، وطرائق مكافحته.

دعم الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط

عندما أنشئ معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة، تحدث فادي جميل، رئيس مؤسسة مجتمع جميل الدولية، عن أهمية إحداث تأثير في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فقال: "إمبريال شركة عالمية رائدة في علوم البيانات والصحة العامة وتحويل الاكتشافات البحثية إلى فائدة مجتمعية، ومعهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة سوف يسرع خطى تطوير هذه الخبرة لتحويلها إلى تدخلات فاعلة بأسعار معقولة في الدول ذان الدخل المنخفض والمتوسط".

توقع فريق الاستجابة لفيروس كورونا المستجد التابع لإمبريال كوليدج أن من دون اتخاذ التدابير الوقائية، يمكن فيروس كورونا المستجد أن يصيب 7 مليارات إنسان في العالم، وأن يسبب 40 مليون حالة وفاة في عام 2020.

معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة يساعد الحكومات والمنظمات

وفي تقريره الأخير، توقع الفريق أن تكون آثار الوباء أشد وطأة في الدول النامية، مرجحًا أن يكون عدد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية حرجة أكبر 25 ضعفًا من الأسرة المتاحة في المستشفيات، مقارنة بسبعة أضعاف في الدول ذات الدخل المرتفع.

خشية على المخيمات

في هذا الإطار، قال فيرغسون: "تحتاج البلدان إلى العمل جماعيًا وسريعًا ضد هذا الوباء لأنه سريع النمو، فتقاسم الموارد واعتماد أفضل الممارسات أمر بالغ الأهمية إذا أردنا منع الآثار الكارثية المحتملة للوباء على المستوى العالمي".

كذلك، حذرت البروفيسورة كاليبسو تشالكيدو، في مقابلة مع إذاعة صوت أميركا، من التأثير المحتمل للوباء في مخيمات اللاجئين، خصوصًا أن ثمة العديد من المخيمات في بلدان ذات نظم الصحية ضعيفة الموارد، مثل كينيا وبنغلاديش والعراق ولبنان.

قالت تشالكيدو: "إنهم يعملون بالفعل بقدرة عالية للغاية، وبالتالي السؤال هو: هل سيكونون قادرين على استيعاب الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات؟"

ردة فعل مجتمعية

قال تقرير أعدته البروفيسورة هيلين وارد، وهي أحد العلماء في معهد عبد اللطيف جميل، إن الأغلبية العظمى من الجمهور البريطاني تغسل أيديها بشكل أكثر انتظامًا، لكن نصف البريطانيين فقط يتجنبون المناطق المزدحمة والمناسبات الاجتماعية.

أضافت وارد: "في حين أنه من الأفضل أن يكون الناس على دراية بما يحصل، وأن يتخذوا بعض الخطوات لحماية أنفسهم والآخرين، هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن التباعد الاجتماعي إذا أردنا القضاء على الوباء، فالاستجابة للعدوى الناشئة من هذا الفيروس التاجي تشكل تحديًا كبيرًا للأنظمة الصحية والجمهور، وللعلماء الذين يجرون بحوثًا بشكل سريع وحثيث لتوفير الحلول الصحية القائمة على الأدلة".

لغاية الآن لا علاج أو لقاح لفيروس كورونا المستجد

وبث معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة دورة مجانية حول كورونا المستجد، شرح خلالها الخبراء العالميون النظرية الكامنة وراء تفشي هذا الفيروس، وكيفية تفسير المعلومات الجديدة باستخدام المبادئ الأساسية للصحة العامة، وعلم الأوبئة، والطب، واقتصاديات الصحة، والعلوم الاجتماعية.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "إمبريال كولدج". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.imperial.ac.uk/news/196659/the-disease-outbreak-centre-where-scientists/#