تحدّث الباحث الفرنسي رولان مارشال الذي أُفرج عنه الشهر الماضي بعدما قضى أكثر من تسعة شهور مسجونا في إيران بالتفصيل الاثنين عن ظروف احتجازه، مشيرا الى أنه نجح في الحفاظ على قدراته العقلية بقراءة بعض الكتب بين الفينة والأخرى والتواصل مع نزلاء آخرين.

وفي بيانه الأول منذ عودته إلى فرنسا ضمن صفقة تبادل سجناء، قال مارشال إن العزلة كانت أسوأ من التحقيقات.

وأفاد في رسالة مكتوبة نقلت عبر مجموعة الدعم المكونة من أصدقاء وزملاء "لم يتم تعذيبي جسديا، لكني عانيت كثيرا من احتجازي، وفوق كل شيء من عزلتي".

وأضاف "كان ألم العزلة التي تختلف تماما عن تلك المفروضة علينا بسبب فيروس كورونا، أكبر بكثير من التحقيقات".

وأوضح مارشال "سمحت لي بعض الكتب التي كنت أحصل عليها بين الفينة والأخرى والصداقات مع بعض النزلاء بالصمود في مساحة كان كل يوم فيه يشبه سابقه ولاحقه".

وأطلق سراح مارشال في 20 مارس بعد احتجازه منذ يونيو العام الماضي إثر إفراج فرنسا عن إيراني يدعى جلال روح الله نجاد كان يواجه احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة في اتهامات بتهريب مواد تكنولوجية إلى إيران تشكل خرقا للعقوبات الأميركية.

واحتجز مارشال وشريكته الباحثة فاريبا عادلخاه بتهمة "التواطؤ للمساس بالأمن القومي"، وكانا يعملان في مركز الدراسات الدولية التابع لمعهد العلوم السياسية في باريس. ونفى كلاهما الاتهامات.

ولا تزال عادلخاه في السجن وتحمل الجنسية الفرنسية إضافة إلى الإيرانية، لكن السلطات الإيرانية لا تعترف بازدواج الجنسية.

وقال مارشال إنه رأى عادلخاه "ثلاث مرات" فقط خلال اعتقاله، كل مرة لبضع دقائق ليس إلا "وتحت مراقبة مشددة من المحققين".

وعلم لاحقا أنها أضربت عن الطعام لمدة 49 يوما للاحتجاج على توقيفهما. وأوقفت عادلخاه إضرابها قبل شهرين تحت إلحاح مجموعة الدعم الخاصة بها إثر تدهور حالتها الصحية بشكل كبير.

وشكر مارشال كل من ساهم في حريته "والمستمرين في الحراك من أجل حرية فاريبا".

وسجلت إيران 58 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو رقم يرى خبراء أجانب أنه أقل من الواقع في البلد الأكثر تأثرا بالوباء في الشرق الأوسط.
وأصيب نزلاء في السجون بالفيروس.