باماكو: أعلنت باماكو الإثنين مقتل 25 عسكرياً وإصابة ستّة آخرين في هجوم شنّه جهاديون في منطقة غاو في شمال البلاد التي تشهد نزاعا مسلّحاً.

يعد هذا الهجوم، الذي استهدف موقعا عسكريا في بامبا، الأحدث في العمليات المنسوبة للجهاديين ضد الجيش المالي في الأشهر الأخيرة، في سياق التدهور الأمني الشديد والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى في صفوف الجيش.

قالت الحكومة في بيان إنّ الهجوم الذي شنّه "إرهابيون" وهو مصطلح تستخدمه في العادة للإشارة إلى الجهاديين أسفر عن سقوط 25 قتيلاً وستة جرحى في صفوف الجيش المالي، في حين تمّ "تحييد" عشرة من المهاجمين، من دون أن توضح ما إذا كان هؤلاء قد قتلوا أو جرحوا أو ألقي القبض عليهم.

ولفت البيان إلى أنّ الجيش نفّذ الأحد عملية عسكرية في منطقة موبتي (وسط) أسفرت عن "تحييد" العديد من "الإرهابيين" وضبط كميّات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.

كان مسؤول في بلدية بامبا قال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف طالباً عدم الكشف عن هويته "هاجم إرهابيون معسكر الجيش في بامبا في وقت مبكر صباحاً. قُتل على الأقل 20 عسكرياً". وأضاف أن "الإرهابيين غادروا. تمّ تدمير معدّات. ننظّم أنفسنا مع مسؤولين آخرين والسكان بالنسبة للجثث".

ذكر مسؤول آخر لم يكشف هو أيضاً عن اسمه "لقد شاهدنا 23 جثمانا في المكان لغاية الآن. وهناك أخرين في عداد المفقودين كما سرقت معدات وتم تدمير المعسكر" مشيرا إلى عدم وجود مدنيين بين الضحايا. وجال رجال مسلحون على متن دراجات نارية وسيارات في المنطقة منذ الأحد واقتحموا الموقع صباح الاثنين.

وأفاد أحد السكان، الذي كان مختبئا في منزله، عن حدوث تبادل كثيف لإطلاق النار. قال مدرّس لفرانس برس "لقد اختبأ السكان في منازلهم. هناك تحركات لعديد من الرجال المسلحين مجهولي الهوية. لقد خاف الناس لأن الجيش لم يأت".

السياسة أيضا
يتعرّض الجيش المالي منذ أشهر لاعتداءات دامية عدة، في بلد يواجه أنشطة مجموعات مرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأعمال عنف أهلية.

أسفر تمرد الانفصاليين والحركات الجهادية الآن وأعمال العنف القبلية كذلك عن سقوط آلاف القتلى وتشريد مئات الآلاف منذ بداية الأزمة العميقة منذ اندلاعها في عام 2012، رغم وجود قوات أممية وإفريقية وفرنسية. وامتدت أعمال العنف التي انطلقت في شمال مالي إلى وسط مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

تخرج مساحات شاسعة من الأراضي عن سيطرة الدولة التي تبذل قدر استطاعتها، وبدعم من حلفائه، قيادة المواجهة العسكرية والمسار السياسي الضروري لإنهاء الأزمة.

وقامت في 29 مارس بتنظيم الانتخابات التشريعية بعد ارجائها عدة مرات. وجرت هذه الانتخابات رغم الوضع الأمني وخطف زعيم المعارضة وظهور وباء كوفيد-19.

نسب خطف زعيم المعارضة سومايلا سيسي في وسط البلاد المضطرب، الى جهاديين ينتمون إلى تنظيم القاعدة. ويؤمل أن يطبق البرلمان الجديد الاصلاحات الواردة في اتفاق السلام الذي أبرم عام 2015 بين حكومة باماكو ومجموعات مسلحة عدة.

وقرر الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا، أمام تدهور الوضع، الذي أعتبر أنه يهدد وجود الدولة، الخروج عن المبدأ السائد حتى الآن في التعاطي رسميا مع الجهاديين. وأقر، في فبراير، السعي الى الحوار مع بعضهم.