أسامة مهدي: حدد العراق اليوم محور علاقاته مع الولايات المتحدة بأن يكونا صديقين وشريكين ووسط تحذير عراقي رسمي من اسبوع صعب في مواجهة فيروس كورونا فقد سجلت البلاد اليوم اعلى حصيلة وفيات بفيروس كورونا بينما قدمت ثلاث دول اوروبية 5 ملايين دولار للعراق دعما لمواجهته للفيروس.

وخلال جلسة لمجلس الامن الوطني العراقي اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي الذي اوضح في كلمة له وزعها مكتبه الاعلامي واطلعت "إيلاف عليها "قررنا عقد هذا الاجتماع لمناقشة محور واحد هو ملف العلاقات العراقية الأميركية ومستقبل التعاون الإقتصادي والأمني ولبحث الوجود العسكري بعد ظروف صعبة مرّت وسقوط شهداء وخسائر وبعد قرارمجلس النواب باخراج القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وحرصا على المشاركة في إتخاذ القرار والتوصل الى اتفاقات تخدم المصلحة الوطنية العليا.

وأشارعبد المهدي الى إن محور العلاقات بين البلدين يجب ان يتم بشكل ودي وليس عدائيا، ولمصلحة العراق والولايات المتحدة كشريك وصديق ومن أجل حفظ مصالح المنطقة والعالم .

وأضاف "لقد تلقينا قبل ايام مذكرة رسمية من الادارة الاميركية تتعلق بقرار بناء علاقات استراتيجية واعادة انتشار القوات الاميركية في العراق واجراء حوار بين وفدين رسميين حيث تم خلال الفترة الأخيرة اجراء اتصالات متبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين مشيرا الى عمليات الانسحاب الواسع للقوات الاجنبية التي تمت مؤخرا بمراسيم رسمية وتحت ظل القانون والنظام.

وعرض عبد المهدي خلال الاجتماع نص المذكرة الرسمية التي سلمها له السفير الاميركي في العراق ماثيو تولر وعدّها تطورا مهما في العلاقات بين البلدين ولإستقرار المنطقة.

وكان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم كشف الاحد الماضي ان وزارته استلمت رسالة من نظيرتها الأميركية تقترح اجراء مفاوضات مبنية على المفاهيم المطروحة في الإطار الاستراتيجي الموقع بين البلدين عام 2008 وإجراء مراجعة شاملة حول مستقبل العلاقات في المجالات الاقتصادية والثقافية والتبادل التجاري والأمنية ثنائيا وإقليميا.

وشهدت العلاقات العراقية الأميركية، توترا بعد تنفيذ واشنطن عملية اغتيال قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيأة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس بقصف جوي قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي والتي تبعها تصويت مجلس النواب العراقي على إلغاء الاتفاقية الأمنية بين البلدين ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من البلاد ثم تطور الامر الى قصف متبادل بين القوات الاميركية والمليشيات العراقية الموالية لايران.

العراق يسجل معدل وفيات مرتفع بكورونا

وأعلنت وزارة الصحة العراقية الاربعاء تسجيل 80 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية ما رفع العدد الإجمالي للإصابات على مستوى البلاد الى 1202 إصابة. واوضحت ان أن مختبراتها فحصت 2083 نموذج إصابة خلال الفترة نفسها مشيرة إلى أن "المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية الأزمة في 24 شباط فبراير الماضي (28414) نموذج".

وعن حصيلة الوفيات اوضحت الصحة انها سجلت اربع حالات اثنان منها في العاصمة وحالتين في محافظة البصرة الجنوبية وهو اعلى من المعدلات اليومية للوفيات بالفيروس حيث مجموع الوفيات 69 حالة .. واشارت إلى تسجيل 79 حالة شفاء من المرض اليوم ليصل المجموع الكلي الى 452 حالة شفاء.

وحذر رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبد المهدي امس من اسبوع صعب في مواجهة وباء كورونا بينما تم تمديد حظر التجوال لغاية 18 نيسان من الشهر الحالي بدلا من 11 منه كما قررت تقديم دعم مالي للعوائل المتضررة من حظر التجوال وكذلك تسهيل عودة العراقيين العالقين في الخارج وتوفير أماكن للحجر الصحي لهم.

أموال أوروبية الى العراق لمواجهة الفيروس

قدمت ثلاث دول اوروبية 5 ملايين دولار للعراق دعما لجهوده في مواجهة فيروس كورونا المتشفي في البلاد. فقد قدمت حكومات بلجيكا وهولندا والسويد مجتمعة خمسة ملايين دولار أميركي لدعم جهود العراق في مواجهة أزمة فيروس كورونا بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق في تقرير الاربعاء تسلمت "إيلاف" نسخة منه ان هذه الأموال، التي تم التعهد بها لإعادة اعمار البنى التحتية التي دمرها تنظيم "داعش" في إطار مشروع إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ستُستخدم لدعم حزمة الاستجابة الأولية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق لمواجهة وباء كورونا والبالغة 22 مليون دولار ضمن إطار مشروع إعادة الاستقرار.

فحوصات طبية عراقية حول الاصابة بفيروس كورونا

وتشمل إجراءات مكافحة الفيروس بموجب هذه الحزمة زيادة القدرات المحلية للفحص في المختبرات، وتوفير المعدات الطبية اللازمة لمعالجة المرضى ومعدات الحماية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي، وزيادة عدد الغرف المخصصة لعزل المرضى، وعمليات التقييم لوضع استراتيجيات التعافي من الأزمة.

وسيتم تنفيذ النشاطات بالتنسيق مع وزارة الصحة والسلطات المحلية ومنظمة الصحة العالمية لتستهدف الفئات الأكثر فقراً في العراق، في تسعة مستشفيات أساسية في محافظات الأنبار، وديالى، ودهوك، والبصرة، وكربلاء، والنجف، ونينوى، وصلاح الدين.

وقالت زينة علي أحمد، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق أن "احتواء تفشي فيروس كورونا هو أولوية الحكومة العراقية الآن، لا سيما مع ارتفاع معدلات الإصابة، مما يضع المزيد من الضغط على نظام الرعاية الصحية خارج المدن الرئيسة في العراق. نحن ممتنون جداً لحكومات بلجيكا وهولندا والسويد لمبادرتهم السريعة بتخصيص هذه الأموال لدعم أنشطة الوقاية للحد من هذه الأزمة".

واشارت الى انه "بالرغم من إيقاف تنفيذ نشاطات مشروع إعادة الاستقرار مؤقتاً بسبب حظر التجول الصارم الذي فرضته الحكومة العراقية. إلا أننا، وبالاستفادة من تجربة عملنا الناجحة في العراق، نأمل أن نساهم في دعم الجهود الوطنية لمواجهة هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة بالسرعة والحيوية اللذان يميزان عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق".

وبينت انه "بمجرد السيطرة على هذا الوباء، سنستأنف نشاطات برنامج إعادة الاستقرار. وحتى ذلك الحين، سنعمل بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى بأقصى جهودنا للمساهمة بالحد من هذه الأزمة".

يشار الى ان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق يبحث الآن مع شركاء دوليين آخرين إمكانية حشد المزيد من الموارد اللازمة لمواجهة الازمة حيث تم اتخاذ خطوات تضمن الاستجابة الفورية عند الحصول على التمويل مباشرة.