أسامة مهدي: أعلن رئيس الحكومة العراقية المكلف عدنان الزرفي رسميا اعتذاره اليوم عن تشكيل الحكومة الجديدة ممهدا الطريق لترشيح رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي للمهمة نفسها كاشفا عن أسباب اعتذاره، مؤكدا أنه كان يخطط للعمل على رفع معاناة الشعب والقضاء على الفساد وفتح آفاق العزلة الدولية وحماية الاقتصاد الوطني من عقوبات دولية ومحاسبة قتلة المتظاهرين والمجرمين.

وعبر الزرفي عن الأسف "لما آل اليه التكليف وسط كل الدعم الذي تكلل به من جموع الخيرين والنشامى من أبناء شعبنا الصابر المحتسب وأقدم إعتذاري أولا لكل من وضع ثقته بنا منتظرا منا تحقيق ما يصبو اليه الجميع".

وأشار الزرفي في رسالة إلى العراقيين حصلت "إيلاف" على نصها إلى أنه كان قد أسس في الأسابيع الماضية بداية حقيقية لسياسة عراقية مبنية على الشراكات الاقتصادية المنتجة والمثمرة مع دول العالم وتنظيم عمل قوات التحالف الدولي وجدولة انسحابها و بناء قدرات القوات المسلحة".. مشدداً على أن اعتذاره عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا.

وقال إن "رسالتي الوطنية وصلت وهي تحمل بين طياتها ما يشرف تأريخي السياسي والمهني، حينما عملت منذ اليوم الأول سواء ما ورد بخطاب التكليف أو المنهاج الحكومي على تقديم رؤية إنقاذ اقتصادية ترفع معاناة الشعب وتقضي على الفساد وتفتح آفاق العزلة الدولية وتحمي الاقتصاد الوطني من عقوبات دولية وتحاسب قتلة المتظاهرين والمجرمين".

وأكد أنه يغادر تجربة التكليف "وانا مرتاح الضمير والنفس لانني ومن عمل معي سعينا بجد وبمؤازرة بعض القوى السياسية والجموع الشعبية الخيرة للانتقال ببلدنا إلى شاطئ الأمان والإستقرار والإزدهار".. منوها إلى أن "عدم نجاح تجربة التكليف لأسباب داخلية وخارجية لن تمنعني من المضي في خدمة الشعب عبر موقعي النيابي الحالي وسوف أواصل العمل والاستعداد معكم للانتخابات القادمة المبكرة لاستكمال المشروع الوطني وتطوير أسسه الاقتصادية لإعادة إعمار العراق إسوة بدول العالم المتقدمة، وان الشعب العراقي يستحق ان يتنعم بخيرات بلده ويعيش بحرية ورفاهية".

نص رسالة الزرفي إلى العراقيين:
"بسم الله الرحمن الرحيم
- إلى أبناء الشعب العراقي الكريم الذي يعاني من تداعيات مواجهة وباء كورنا.
إلى كل الشباب المتظاهرين المعتصمين في ساحات التظاهر المتحدين بوجه الظلم والجور.
إلى كل الفقراء والضعفاء الذين وضعوا امالهم وثقتهم بي لإنقاذهم من الفقر والامراض التي تفتك بهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر بالأسف لما آل اليه التكليف وسط كل الدعم الذي تكلل به من جموع الخيرين والنشامى من أبناء شعبنا الصابر المحتسب.
أقدم إعتذاري أولا لكل من وضع ثقته بنا منتظرا منا تحقيق مايصبو اليه الجميع. لقد حرصت على المضي قدما في تنفيذ مهمة التكليف المناطة بي بشرف كبير ومسؤولية عالية، واضعا امامي هدفا أساسيا مقدسا هو إنقاذ العراق و عودته إلى مساره الصحيح، بلدا مستقرا و مؤثرا في محيطه العربي والإسلامي والعالمي.
كنت قد أسست في الأسابيع الماضية بداية حقيقية لسياسة عراقية مبنية على الشراكات الاقتصادية المنتجة والمثمرة مع دول العالم و تنظيم عمل قوات التحالف الدولي و جدولة انسحابها و بناء قدرات القوات المسلحة.
أن اعتذاري عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا.
رسالتي الوطنية وصلت وهي تحمل بين طياتها مايشرف تأريخي السياسي والمهني، حينما عملت منذ اليوم الأول سواء ماورد بخطاب التكليف او المنهاج الحكومي على تقديم رؤية إنقاذ اقتصادية ترفع معاناة الشعب و تقضي على الفساد و تفتح آفاق العزلة الدولية و تحمي الاقتصاد الوطني من عقوبات دولية و تحاسب قتلة المتظاهرين والمجرمين.
وافر تقديري أقدمه للسيدات والسادة أعضاء مجلس النواب من الذين ساندوا و دعموا ترشيحي وتكليفي و برنامجي الاقتصادي المعلن. وتحملوا كل التهديدات التي حملتها بيانات مشبوهة كانت تتوإلى بين حين وآخر، مع شكري الجزيل لرئيس واعضاء الفريق الساند من مستشارين وخبراء أكفاء ممن واصلوا الليل بالنهار وعملوا بدأب وإخلاص على معاونتي في إنجاز مهامي على نحو متميز والتي كانت موضع ثناء وتقدير كل الاوساط.
كما أثمن عاليا دور الأخوات والأخوة الإعلاميين الذين كانو معنا على مدار الساعة لتوثيق ونشر مشاوراتنا ولقاءاتنا واتصالاتنا مع مختلف القوى السياسية والقطاعات المجتمعية.
سأغادر تجربة التكليف وانا مرتاح الضمير والنفس لانني ومن عمل معي سعينا بجد وبمؤازرة بعض القوى السياسية والجموع الشعبية الخيرة للانتقال ببلدنا إلى شاطئ الأمان والإستقرار والإزدهار.
ان عدم نجاح تجربة التكليف لأسباب داخلية وخارجية لن تمنعني من المضي في خدمة الشعب عبر موقعي النيابي الحالي، وسوف أواصل العمل والاستعداد معكم للانتخابات القادمة المبكرة لاستكمال المشروع الوطني و تطوير أسسه الاقتصادية لإعادة إعمار العراق إسوة بدول العالم المتقدمة. ان الشعب العراقي يستحق ان يتنعم بخيرات بلده ويعيش بحرية ورفاهية
أسأل الله التوفيق والسداد لمن سيكلف من بعدى بتشكيل الحكومة المرتقبة وسط تزايد الأزمات والتحديات التي تحيط ببلادنا وشعبنا.
عاش العراق حرا أبيا كريما
عاش الشعب الصابر المحتسب
الرحمة والخلود لشهداء الحق والعدالة.
عدنان عبد خضير الزرفي"

من المنتظر أن يكلف الرئيس العراقي برهم صالح في وقت لاحق رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة وسط اجماع سياسي واسع حيث ان ترشيحه حظي بدعم القوى الشيعية الكبرى ومنها الفتح بزعامة هادي العامري ودولة القانون بزعامة نوري المالكي وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم اضافة إلى زعيم تحالف سائرون مقتدى الصدرعلى إسناد المهمة للكاظمي وائتلاف القوى السنية برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني وائتلاف الوطنية العلماني بزعامة اياد علاوي.

ووفق القانون العراقي فإنه ليس بالإمكان ترشيح الكاظمي رسمياً إلا في حال تنحي الزرفي وهو ما تحقق الخميس وامام المكلف الجديد 30 يوما لتقديم تشكيلته الحكومية إلى البرلمان للحصول على ثقته.